You are here

أبرز المعالم والإنجازات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2021 - استعراض أحداث السنة

,
,

وللمرة الأولى، كان للوكالة حضور كبير في إحدى جلسات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ: مؤتمر الأطراف 26 في غلاسكو، مما سلّط الضوء على الدور الذي تؤديه التكنولوجيات النووية في إطار مواجهة تغيُّر المناخ على الصعيد العالمي. وخلال مؤتمر الأطراف 26 نظمت الوكالة عدة فعاليات وترأس المدير العام السيد رافائيل ماريانو غروسي وفداً من الخبراء لإجراء مناقشات حول الفوائد التي تجلبها العلوم والتكنولوجيا النووية، بما في ذلك القوى النووية، فيما يتعلق بالتخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه ورصده.

ورحبت الوكالة بساموا بصفتها الدولة العضو الـ 173. كما أقامت الوكالة هذا العام عدداً من الشراكات الجديدة مع منظمات دولية أخرى بما في ذلك المصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD) ومعهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة (UNICRI) ومنظمات غير حكومية مثل الرابطة العالمية للعاملات في المجال النووي (WiN).

وتسعى الوكالة جاهدة إلى تحقيق التوازن بين الجنسين في الأمانة وإلى زيادة إشراك المرأة في القطاع النووي ككل. وكجزء من هذا العمل، أُنشئ برنامج المنح الدراسية ماري سكلودوفسكا-كوري في عام 2020، وهذا العام تخرّجت أولى الحاصلات على هذه المنحة وحصلن على درجة الماجيستير في اختصاصات متعددة ذات صلة بالمجال النووي.

وأطلقت الوكالة أيضاً عدّة مبادرات جديدة في عام 2021، بما في ذلك مبادرة تسخير التكنولوجيا النووية لمكافحة التلوث بالمواد البلاستيكية (مبادرة NUTEC Plastics)، التي تساعد البلدان على دمج التقنيات النووية في استراتيجياتها الخاصة بالتصدي للتلوث البحري بالمواد البلاستيكية.

وواصلت الوكالة جهود التحقُّق والرصد بشأن تنفيذ إيران لالتزاماتها المتصلة بالمجال النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة ولكن ومنذ شباط/فبراير 2021، تأثرت أنشطة التحقق والرصد نتيجة لقرار إيران وقف تنفيذ التزاماتها المتصلة بالمجال النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة. ومكنت سلسلة من الاتفاقات المؤقتة التي أبرمت بين إيران والوكالة من المحافظة على استمرارية المعرفة في هذا الصدد طوال جزء كبير من العام.

تغيّر المناخ ومؤتمر الأطراف 26

الفعالية الخاصة بمنصة العمل Atoms4Climate# خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (مؤتمر الأطراف 26) 2021، غلاسكو، مجمع الفعاليات الاسكتلندي، اسكتلندا. (الصورة من: دين كالما، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

 

خلال قمة المناخ-26، وبالتعاون مع عدة حكومات ومختلف المنظمات والمجموعات الشبابية، ساعدت الوكالةُ على إدراج العلوم والتكنولوجيا النووية في جدول الأعمال. وفي إطار مواصلتها دعم البلدان في استخدام العلوم والتكنولوجيا النووية لمكافحة تغير المناخ، نظمت الوكالة عدة فعاليات رفيعة المستوى من أجل لفت الانتباه إلى الدور الحيوي الذي تؤديه الطاقة النووية في معالجة أزمة المناخ وزيادة الوعي بشأن الكيفية التي تقدم بها العلوم والتكنولوجيا النووية دعماً كبيراً فيما يتعلق بالتكيف مع تغير المناخ ورصده.

وخلال هذه القمة، أجرى السيد غروسي مقابلات في الموقع مع وسائل الإعلام الرئيسية بشأن الدور الذي تؤديه التكنولوجيا النووية في مكافحة تغير المناخ، كما أجرى مقابلة عبر منصة العمل الحية مع صحفي من مجلة فاينانشل تايمز بشأن الكيفية التي يمكن بها للعالم أن يتخطى بنجاح أزمة المناخ وأزمة إمدادات الطاقة. وعلى هامش هذه الفعالية، التقى السيد غروسي بالعشرات من قادة العالم ومتخذي القرارات لمناقشة السبل التي يمكن بها لبلدانهم ومناطقهم أن تستفيد من العلوم النووية وتطبيقاتها العديدة في سياق مكافحة تغير المناخ. وعقدت الوكالة حواراً رفيع المستوى بين أصحاب المصلحة المتعددين بشأن "الابتكار في المجال النووي من أجل إيجاد عالم خال من الانبعاثات"، ناقش المحاورون خلاله الحاجة إلى التعاون على الصعيد الدولي من أجل التمكين من الانتقال إلى صافي انبعاثات صفري. وعرضت عدة فعاليات أخرى نظمتها الوكالة الدور الذي تؤديه الطاقة النووية في المساعدة على تكييف إدارة النظم الزراعية والموارد الطبيعية لمواجهة التحديات التي يطرحها تغير المناخ.

وخلال الفترة التحضيرية لمؤتمر الأطراف 26، عقدت الوكالة حلقات دراسية شبكية وأصدرت تقارير بهدف تسليط الضوء على الدور الهام الذي تؤديه القوى النووية، إلى جانب مصادر الطاقة المنخفضة الكربون الأخرى، في مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأصدرت الوكالة تقريراً عنوانه، تسخير العلوم والتكنولوجيا النووية للتكيف مع المناخ والقدرة على الصمود؛ بشأن الكيفية التي يمكن بها للتقنيات النووية أن تساعد العالم على التكيف مع مناخ متغير وعلى أن يصبح أكثر قدرة على الصمود في وجه الأحداث الجوية القاسية. وسلط تقرير خاص آخر، عنوانه تسخير الطاقة النووية من أجل إيجاد عالم خال من الانبعاثات، الضوء على الدور الحاسم الذي تؤديه القوى النووية في تحقيق أهداف اتفاق باريس وخطة عام 2030 للتنمية المستدامة عبر الابتعاد عن الفحم وغيره من أنواع الوقود الأحفوري، بما يمكّن من زيادة نشر الطاقات المتجددة ومن أن يصبح هذا النوع من الطاقات مصدراً اقتصادياً لكميات كبيرة من الهيدروجين النظيف.

القوى النووية

باطن المفاعل من طراز JEEP II في مركز كجيللر للبحوث، النرويج (الصورة من: معهد تكنولوجيا الطاقة)

لأول مرة منذ وقوع حادث فوكوشيما داييتشي قبل عقد من الزمن، رفعت الوكالة سقف توقعاتها فيما يخصُّ نمو قدرة القوى النووية على توليد الكهرباء خلال العقود المقبلة. وهذا التغيُّر في التوقعات السنوية من جانب الوكالة فيما يخص مصدر الطاقة هذا المنخفض الكربون هو تغيُّر يأتي في الوقت الذي يهدف فيه العالم إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري من أجل مكافحة تغير المناخ.

وبالإضافة إلى تقرير الوكالة المعنون تسخير الطاقة النووية من أجل إيجاد عالم خال من الانبعاثات، نُشِرت دراسات جديدة في إطار مشروع بحثي منسق مدته ثلاث سنوات لزيادة توضيح النطاق المحتمل الذي يمكن أن تتيحه زيادة استخدام القوى النووية لدعم تعزيز الأهداف الوطنية فيما يتعلق بالتخفيف من حدة تغير المناخ.

وأصدرت الوكالة المنشور المعنون إشراك أصحاب المصلحة في البرامج النووية، وهو أول منشور يصدر عنها في شكل دليل حول موضوع إشراك أصحاب المصلحة، وذلك لدعم الجهود الوطنية الرامية إلى إشراك أصحاب المصلحة طوال دورة حياة كافة المرافق النووية — بدءا من تعدين اليورانيوم والمفاعلات الجديدة والعاملة حتى التطبيقات غير الكهربائية، والتصرف في النفايات المشعة، والإخراج من الخدمة.

وفي أيلول/سبتمبر، أطلقت الوكالة منصتها المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة وتطبيقاتها، الهادفة إلى دعم البلدان في جميع أنحاء العالم على تطوير ونشر تكنولوجيا القوى النووية الناشئة هذه. وتتيح هذه المنصة للخبراء موقعاً جامعاً للوصول إلى كامل نطاق ما تقدمه الوكالة من دعم وخبرات بشأن المفاعلات النمطية الصغيرة بدءاً من تطوير التكنولوجيا ونشرها (بما في ذلك التطبيقات غير الكهربائية) حتى الأمان والأمن النوويين والضمانات.

العلوم والتطبيقات النووية

تقدير المساهمين في مشروع ReNuAL2 (الصورة من: الوكالة)

في أيلول/سبتمبر، كرّست الوكالة محفلها العلمي للنظر في الكيفية التي يمكن بها للعلوم النووية أن تساعد العالم بشكل أفضل في التأهب لحالات تفشي الأمراض الحيوانية المصدر في المستقبل. وأقر المحاورون المشاركون في المحفل العلمي بأن مبادرة الوكالة الخاصة بـالعمل المتكامل لمكافحة الأمراض الحيوانية المصدر (زودياك) تعتبر مبادرة هامة ومناسبة من حيث التوقيت من أجل التأهب للتصدي للجوائح باستخدام التقنيات النووية والتقنيات ذات الصلة بالمجال النووي. كما خلص المحفل إلى أنّ التنسيق والتعاون والتواصل على نحو وثيق من أجل إحراز أوجه تقدم علمي في مجالي البحوث والكشف عن الأمراض الحيوانية المصدر ورصدها عواملُ أساسية فيما يتعلق بمكافحة الأوبئة أو الجائحات التالية من قبيل كوفيد-19، أو احتوائها.

ونظمت الوكالة مؤتمر الوكالة الثامن والعشرين للطاقة الاندماجية (FEC 2020)، وقررت استضافته المفوضية الفرنسية للطاقة الذرية والطاقات البديلة والمنظمة المعنية بالمفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي، وتقرر تقديم عرض خلاله بشأن أحدث أوجه التقدم المحرز في مجال علوم وتكنولوجيا الاندماج النووي. وتأجل عقده إلى أيار/مايو 2021 بسبب جائحة كوفيد-19، وعُقِدَ افتراضياً، وحضره قرابة 4000 مشارك من جميع أنحاء العالم. وجرت خلال هذا المؤتمر الذي دام أسبوعاً مناقشة المسائل الفيزيائية والتكنولوجية الرئيسية وكذلك المفاهيم المبتكرة التي لها صلة مباشرة باستخدام الاندماج النووي كمصدر للطاقة في المستقبل. واشتمل المؤتمر على أكثر من 100 من العروض الإيضاحية العلمية قدمها نخبة من الباحثين والمهندسين العاملين في مجال تطوير علوم وتكنولوجيا الاندماج النووي؛ كما ضمَّ العديد من الجولات الافتراضية داخل المفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي ومختبرات أخرى عاملة في مجال بحوث الاندماج النووي؛ وأركاناً للعروض الافتراضية؛ ومجموعة متنوعة من الفعاليات الجانبية بشأن مواضيع منها تاريخ سلسلة مؤتمرات الوكالة للطاقة الاندماجية، ودور المرأة في مجال الاندماج النووي، وفرص التعليم المتاحة في ذلك المجال.

وفي 30 أيلول/سبتمبر 2021، احتفلت مختبرات البيئة التابعة للوكالة في موناكو بذكراها السنوية الستين. وقد أنشئت مرافق البحوث الفريدة هذه ضمن منظومة الأمم المتحدة لتزويد الدول الأعضاء في الوكالة بالمواد والمعارف اللازمة لفهم ومواجهة التحديات الملحة المطروحة فيما يتعلق بالبيئة البحرية. ونظمت الوكالة عددا من الفعاليات في الموقع وخارجه للاحتفال بهذه الذكرى السنوية.

وعقدت الوكالة في تشرين الأول/أكتوبر اجتماعها التقني الأول على الإطلاق بشأن الذكاء الاصطناعي في مجال التكنولوجيا والتطبيقات النووية، الذي جرى خلاله تقديم موجز بشأن الحالة الراهنة، وبيان التحديات المطروحة وتحديد الفرص المتاحة للتعجيل بإحراز تقدم فيما يخصُّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية وتطبيقاتها — بدءاً من الصحة البشرية ومروراً بالمياه والبيئة، حتى الأغذية والزراعة والبيانات النووية والفيزياء النووية، وكذلك الاندماج النووي، والقوى النووية، والأمن النووي، والوقاية من الإشعاعات، والتحقق بموجب الضمانات. وأطلقت هذه الفعالية حواراً عالمياً بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي في المجال النووي والآثار المترتبة على استخدامه، بما في ذلك فيما يتعلق بالأخلاقيات والشفافية. وخلال مؤتمر القمة العالمي المعني بتسخير الذكاء الاصطناعي لنشر الخير لعام 2021، التحقت الوكالة أيضاً بـ الاتحاد الدولي للاتصالات وبـ 37 منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة للعمل معا على تحديد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعجِّل بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة

وبفضل الزيادة المطردة التي يشهدها عدد البلدان المانحة، بما في ذلك البلدان النامية والبلدان التي تساهم لأول مرة، تقترب المرحلة الأخيرة من مشروع رئيسي لتجديد مختبرات الوكالة للتطبيقات النووية في زايبرسدورف، بالقرب من فيينا، من بلوغ المعلم المرحلي البارز التالي: بدء التشييد. وفي أيلول/سبتمبر، أزاح السيد غروسي الستار عن لوحة تقدير مساهمين جديدة لتكريم المساهمين في مرحلة تجديد مختبرات التطبيقات النووية (ReNuAL2) من مبادرة التحديث. وسيُشيّد في إطار مشروع ReNuAL2 مبنى جديد لإيواء ثلاثة مختبرات هي: مختبر تحسين السلالات النباتية وصِفاتها الوراثية، ومختبر العلوم والأجهزة الرقمية النووية، ومختبر البيئة الأرضية، وسيتم في إطار هذا المشروع أيضاً تشييد دفيئات جديدة وسيُستكمل تحديث مختبر قياس الجرعات. ومن المقرر بدء أعمال التشييد في الربع الأول من عام 2022، ومن المتوقع أن تستكمل أعمال التشييد بحلول نهاية عام 2023.

وعقدت الوكالة هذا العام سلسلة من الفعاليات الإقليمية جرت خلالها اجتماعات مائدة مستديرة في إطار مبادرة NUTEC Plastic ونُوقِشت خلالها حلول نووية لمعالجة التلوث البحري بالمواد البلاستيكية مع شركاء من أفريقيا، والقارة الأمريكية، وآسيا والمحيط الهادئ وكذلك أوروبا وآسيا الوسطى. وخلال الاجتماعات، قدم الخبراء عرضاً بشأن مبادرة NUTEC Plastics، التي تساعد البلدان على دمج التقنيات النووية في استراتيجياتها الخاصة بالتصدي للتلوث بالمواد البلاستيكية. وتستند مبادرة NUTEC Plastics إلى جهود الوكالة الرامية إلى معالجة التلوث بالمواد البلاستيكية من خلال الرصد البحري باستخدام تقنيات التعقب النظيري وإعادة التدوير باستخدام التكنولوجيا الإشعاعية. وهي توفِّر أدلة قائمة على أسس علمية لتصنيف وتقييم التلوث البحري بالمواد البلاستيكية الدقيقة، وتوضِّح في الوقت نفسه استخدام الإشعاعات المؤينة في إعادة تدوير المواد البلاستيكية، وتحويل النفايات البلاستيكية إلى موارد قابلة لإعادة استخدامها.

الأمان والأمن النوويان

خبراء من الوكالة ومن مركز البحث والتطوير في مجال التكنولوجيات النووية في لاباز، بوليفيا، يحدّدون المستويات الأمنية المحتملة حول المشعّع المتعدّد الأغراض. (الصورة من: الوكالة البوليفية للطاقة النووية (ABEN))

وركّز المؤتمر الدولي بشأن عقد من التقدُّم المحرَز بعد فوكوشيما داييتشي الذي عُقِدَ في تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا، بشكل رئيسي، على سبل تعزيز الأمان النووي في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات العشر المقبلة. واستعرض المشاركون في المؤتمر الدروس المستفادة والتدابير المتخذة منذ وقوع الحادث، وحددوا السبل الكفيلة بزيادة تعزيز الأمان النووي. وشددوا على أهمية اتباع نهج التحسين المستمر، الذي يتطلب من البلدان العمل بشكل مستمر على تقييم التحسينات المدخلة على الأمان، واستخدام أحدث منهجيات تقييم الأخطار والمخاطر. كما جرى خلال المؤتمر التأكيد على الأهمية التي يكتسيها التواصل الفعال مع الجمهور باعتباره عنصراً أساسياً لبناء الثقة، وتثبيت مصداقية متخذي القرارات، ودعم إطار عمل متين للتأهب والتصدي للطوارئ.

وجمع المؤتمر الدولي المعني بتطوير التأهب للتصدي للطوارئ على المستويين الوطني والدولي، الذي عُقِدَ في تشرين الأول/أكتوبر 2021 في مقر الوكالة الرئيسي في فيينا وعبر الإنترنت بالنسبة للمشاركين افتراضياً، أكثر من 550 شخصا بين مشاركين حضروا شخصياً ومراقبين حضروا افتراضياً من 90 بلداً. وخلص المشاركون إلى أنّ أنشطة التعاون والتنسيق في إطار نظام إدارة موحّد قائم على أساس فهم واضح للأدوار والمسؤوليات المحددة، التي تُجرى بشأنها اختبارات منتظمة ويجري في إطارها إشراك جميع أصحاب المصلحة المعنيين، تكتسي أهمية بالغة لضمان التأهب والتصدي بفعالية للطوارئ النووية والإشعاعية.

وعُقد المؤتمر الدولي المعني بالنقل المأمون والآمن للمواد المشعة افتراضياً في كانون الأول/ديسمبر. وتمثل الغرض من المؤتمر في إتاحة فرصة للمشاركين لزيادة تعميق فهمهم للمسائل المتصلة بأمان النقل وأمنه والترابط بينهما، بغية تزويدهم بالإرشادات في عملهم الرامي إلى تطوير أو تعزيز البنى الأساسية الرقابية الخاصة بأمان النقل وأمنه في بلدانهم.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، نظمت الوكالة بالتعاون مع 77 دولة عضواً و12 منظمة وطنية تمريناً دولياً في مجال التصدي للطوارئ اختُبرت في إطاره تدابير التصدي لحادث مُحَاكى يقع في محطة للقوى النووية. ويعَدُّ هذا النوع من التمارين الواسعة النطاق – التي تسمى التمارين في إطار الاتفاقيتين من المستوى 3 أو "تمارين ConvEx-3" — التمارين الأعلى مستوى والأكثر تعقيداً التي تجريها الوكالة في مجال التصدي للطوارئ.

وخلال المؤتمر الدولي المعني بالتصرف في النفايات المشعة: حلول من أجل مستقبل مستدام، الذي عقدته الوكالة في مقرها الرئيسي في فيينا، وكذلك عبر الانترنت، استعرض مشاركون التقدم المحرز وأحدث الممارسات في مجال التصرف في النفايات المشعة.

وقد عزّز التقدمُ المستمر في تطبيق أحكام مدونة قواعد السلوك بشأن أمان مفاعلات البحوث المُحرز من جانب السلطات المختصة والجهات المشغلة من جميع أنحاء العالم الأمانَ النووي على الصعيد العالمي. وأسفرت المساعدة التي قدمتها الوكالة للدول الأعضاء فيما يخصُّ تطبيق أحكام المدونة عن إدخال تحسينات كبيرة في مجال الأمان، بما في ذلك فيما يتعلق بأمان المفاعلات المغلقة لفترات ممتدة، وتحسين الإشراف الرقابي، وإدارة التقادم.

ويصادف هذا العام ذكرى إنشاء المركز التدريبي والإيضاحي في مجال الأمن النووي التابع للوكالة، في زايبرسدورف، الذي من المتوقع أن يبدأ تشغيلُه في عام 2023. وسيساعد هذا المرفق في تعزيز قدرات البلدان على التصدي للإرهاب النووي في مجالات مثل الاتجار غير المشروع بالمواد النووية والحماية المادية للمرافق والأحداث العامة الكبرى.

ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لـ الخدمة الاستشارية الدولية الخاصة بالحماية المادية، التي أجري في إطارها 96 استعراضاً، بما في ذلك 22 استعراض متابعة، في 57 بلداً. وهي عبارة عن خدمة استعراض نظراء يَستعرِض في إطارها خبراء دوليون وخبراء من الوكالة وضع الأمن النووي في بلد ما أو مرفق ما. وفي إطار بعثات الخدمة الاستشارية الدولية المعنية بالحماية المادية، يستعرض فريق دولي من الخبراء منظومة الأمن النووي في بلد ما ويقارنها بما تنص عليه المبادئ التوجيهية وأفضل الممارسات الدولية، لا سيما تعديل عام 2005 لـ اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية (تعديل اتفاقية الحماية المادية) وسلسلة الأمن النووي الصادرة عن الوكالة (سلسلة الأمن النووي)

التعاون التقني

في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، تلقى ما لا يقل عن 280 مهنياً طامحاً في العمل في مجال الوقاية من الإشعاعات التدريب باللغتين الإنكليزية والروسية وذلك في إطار دورات جامعية عليا. (الصورة من: جامعة ساخاروف البيئية الدولية، الاتحاد الروسي)

دعم برنامج الوكالة للتعاون التقني 146 بلدا هذا العام بما في ذلك 35 من أقل البلدان نمواً. وبُذِلت جهود خاصة من أجل إشراك المهنيين الشباب والخبراء النوويين المبتدئين والتواصل معهم من خلال ما تقدّمه الوكالة من دعم مستمر للدورات التعليمية الجامعية العليا، وكذلك من خلال مشاركتها في الفعاليات الدولية الخاصة بالشباب والترويج لإشراك الشباب.

وفي سياق جائحة كوفيد-19، واصلت الوكالة جهودها التي استهلّت في عام 2020 والرامية إلى تقديم الدعم للبلدان في جميع أنحاء العالم وذلك من خلال تسليم المعدات والمواد الخاصة باختبارات التفاعل البوليميري المتسلسل (بي سي آر). وما انفكت الوكالة منذ الأيام الأولى من الجائحة تلبي الطلبات الواردة من الدول الاعضاء للحصول على المساعدة وزوّدت حتى الآن أكثر من 300 مختبر في 130 بلد بالمعدات التشخيصية والملحقات المرتبطة بها. كما أنها وفرت للمختبرات التدريب عبر الإنترنت والدعم الفردي. وتُواصل الوكالة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مساعدة الخبراء في جميع أنحاء العالم وتزويدهم بإجراءات العمل النمطية، وبالمعلومات عن الكواشف، وببيانات التحقُّق.

وعلى الرغم من استمرار جائحة كوفيد-19، واصلت الوكالة دعم دولها الأعضاء بنشاط على استخدام التكنولوجيا النووية لأغراض التنمية، وساعدت في إعداد وإبرام عدد قياسي من الأطر البرنامجية القطرية بلغ هذا العامَ 18 إطاراً. ويحدِّد الإطار البرنامجي القطري، الذي تُعِدُّه الحكومة الوطنية بالتعاون مع الأمانة الاحتياجات والاهتمامات الإنمائية ذات الأولوية المتفق عليها على نحو متبادل والتي يتعيّن دعمها من خلال أنشطة التعاون التقني.

 

الضمانات

مفتشو الضمانات التابعون للوكالة أثناء أدائهم عملهم، بصدد التحقق من الاستخدام السلمي للمواد النووية. (الصورة من: الوكالة)

يبرز بيان الضمانات لعام 2020، الذي نُشِرَ في حزيران/يونيه، أنّ كمية المواد النووية وعدد المرافق النووية يتزايدان باطراد، كما يعرض هذا البيان ما توصلت إليه الوكالة من استنباطات واستنتاجات بشأن الضمانات بالنسبة لجميع الدول التي طبقت فيها الوكالة ضمانات خلال السنة. وعلى الرغم من جائحة كوفيد-19، تمكنت الوكالة من الحفاظ على قدرتها على استخلاص استنتاجات مستقلة وقائمة على أسس سليمة واضطلعت بجميع الأنشطة الميدانية في مجال التحقق النووي الأكثر حساسية لعامل الوقت.

خلال عام 2021، واصلت الوكالة جهود التحقُّق والرصد بشأن تنفيذ إيران لالتزاماتها المتصلة بالمجال النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة. ولكن ومنذ شباط/فبراير 2021، تأثرت أنشطة التحقق والرصد نتيجة لقرار إيران وقف تنفيذ التزاماتها المتصلة بالمجال النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة. ويسّر اتفاق مؤقت أبرم بين إيران والوكالة في شباط/فبراير المحافظة على استمرارية المعرفة. وفي أيار/مايو، قال السيد غروسي إنه اتفق مع إيران على تمديد أنشطة التحقّق والرصد التي تضطلع بها الوكالة في هذا البلد لمدّة شهر. وفي أيلول/سبتمبر، وخلال زيارة السيد غروسي لطهران، أصدر نائب الرئيس ورئيس هيئة الطاقة الذرية لجمهورية إيران الإسلامية، والسيد رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بياناً مشتركاً. وفي كانون الأول/ديسمبر، توصلت الوكالة وإيران إلى اتفاق بشأن تركيب كاميرات مراقبة جديدة في ورشة تصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي في كاراج بإيران.

ولا تزال الأنشطة النووية التي تمارسها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، المعروفة أيضاً باسم كوريا الشمالية، مصدر قلق بالغ بالنسبة للوكالة. وقد شدّد السيد غروسي على أنّ الوكالة تكثف استعدادها لأداء دورها الأساسي في التحقق من البرنامج النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية.

 

آخر تحديث: ٢٠٢٢/٠١/٢٠

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية