اختبارات الكفاءة المستقلة هي أداة هامة للمختبرات لتقديم الأدلة على أدائها والتأكد من أن نتائجها التحليلية يمكن الوثوق بها. وتقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعما كبيرا لمختبرات الدول الأعضاء في مجال اختبار كفاءة الطرائق التحليلية المتصلة بالبيئة.
اختبار الكفاءة المخبرية
ويجب أن تكون جميع مجالات العلوم والحياة التي تستخدم البيانات المقاسة قادرة على الوثوق بالنتائج الواردة من المختبرات. والمشاركة في اختبارات الكفاءة المستقلة هو ضابط حاسم للتحقق من أداء المختبرات التحليلية. وهو شرط إلزامي لاعتماد الإجراءات التحليلية للمختبرات وفق معيار "ISO 17025". وعند تطبيق نظم الجودة، يجب أن تثبت المختبرات التحليلية أيضا قدرتها في مجال القياس.
وتشجع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مختبرات الدول الأعضاء على المشاركة في اختبارات الأداء تلك. وتجري اختبارات الكفاءة معها، وتتحقق من النويدات المشعة، والعناصر النزرة والملوثات العضوية في العينات البيئية، وتكوين النظائر المستقرة للمنتجات الطبيعية.
ويتواجد العديد من العناصر بشكل طبيعي في البيئة في أشكال نظائر مختلفة. فالكربون، على سبيل المثال، موجود في شكل نظيرين مستقرين، الكربون -12 والكربون -13. وتوفر نسبتها في النباتات والكربونات وثاني أكسيد الكربون معلومات عن العمليات البيولوجية والكيميائية الطبيعية وعن مصدر ومصير غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. وبالمثل، فإن وجود العناصر النزرة أو الملوثات العضوية ينتج معلومات مفيدة لحماية البيئة البرية والبحرية.
وبالنسبة للكثير من المختبرات، يصعب قياس النويدات المشعة في مستوى بيئي قريب من الحد الأدنى للكشف. وتساعدها المشاركة المنتظمة في اختبارات الكفاءة، التي تشمل تحليلات المياه العذبة ومياه البحر والتربة والعينات البيولوجية، على زيادة ثقتها وتمكنها من تحسين تقنياتها التحليلية. ويشارك سنويا أكثر من ٥٠٠ مختبر من جميع أنحاء العالم في مثل هذه الاختبارات التي تنظمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والمشاركة في هذه الاختبارات مجانية. وبعد الانتهاء من اختبار الكفاءة، تتلقى المختبرات تقريرا يلخص النتائج. ويساعدها ذلك على تحديد الأسباب وراء أي انحرافات في الكشف وعلى تحسين أدائها التحليلي.