ثقافة الأمان والأمن

تكوين ثقافة قوية للأمان والأمن أحد مبادئ الإدارة الأساسية لأي منظمة تتعامل مع المواد المشعة. وتؤثر هذه الثقافة على هيكل المنظمة وأسلوبها، فضلاً عن مواقفها ونهجها والتزام الأفراد على جميع المستويات في المنظمة.

وتتطلب جميع الأنشطة التي تنطوي على استخدام المواد المشعة عناية فائقة بالأمان والأمن. ويهدف الأمان إلى منع الحوادث؛ بينما يهدف الأمن إلى منع الأعمال المتعمدة التي قد تضر بالمرفق أو تؤدي إلى سرقة المواد النووية.

وعلى الرغم من اختلاف محور تركيز هذه الأنشطة، فإنَّ بعضها يتداخل مع بعض. ويمكن للإجراءات التي تُتخذ لمواصلة نشاط واحد أن يكون لها آثار في الأنشطة الأخرى. ومنذ وقت طويل، أعطت المخاوف بشأن الانبعاثات المشعة مبرراً للتركيز على الأمان. وفي أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت في ١١ أيلول/سبتمبر والأنشطة الإرهابية اللاحقة في جميع أنحاء العالم، أولى المشغلون والهيئات التنظيمية والمنظمات الدولية اهتماماً متزايداً لضمان الأمن الكافي في المرافق التي تستخدم المواد المشعة.

وأظهرت التحليلات المتعمقة لعدد من الحوادث الإشعاعية والنووية أن أوجه الضعف في ثقافة الأمان أو الأمن (أو كليهما) كانت من أهم الأسباب الجذرية للحوادث.

ولفهم مفاهيم ثقافة الأمان والأمن، يجب أن يكون لدى المرء نظرة ثاقبة بشأن المفهوم العام "للثقافة". فالثقافة لدى المجتمع كالذاكرة لدى الأفراد. وتشمل الثقافة تقاليد تجسِّد "ما نجح في الماضي"، كما أنها تشمل الطريقة التي تعلم بها الناس أن ينظروا إلى بيئتهم وأنفسهم، وافتراضاتهم غير المعلنة بشأن كينونة العالم والطريقة التي يجب أن يتصرف بها الناس.

وتضع جميع المنظمات ثقافات خاصة بها، حيث إنَّ أعضاء المنظمة يتقاسمون في الكثير من الأحيان قيماً ومواقف أساسية مماثلة. وهذه القيم والمواقف توجه أيضاً كيفية تعامل الأعضاء مع الأمان والأمن، وبالتالي فإنَّ لها أثراً تعزيزياً بطريقة إيجابية وكذلك سلبية في أمان المنظمة وأمنها. وبعبارة أخرى، تُجسَّد قوة ثقافة الأمان والأمن داخل أي منظمة من خلال كيفية تصوُّر الأمان والأمن وكيفية تقديرهما وإعطائها الأولوية وكيفية تكاملهما. وللتأكيد على أهمية الثقافة التنظيمية، تشير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من المنظمات إلى "الثقافة التنظيمية للأمان" كمرادف لثقافة الأمان.

وتُعرِّف الوكالة ثقافة الأمان القوية بأنها "اجتماع الخصائص والمواقف والسلوكيات لدى الأفراد والمنظمات والمؤسسات مما يؤدي، ومن باب الأولوية القصوى، إلى أن تحظى مسائل الحماية والأمان بالاهتمام الذي تقتضيه أهميتها". وبالمثل، تُعرِّف الوكالة ثقافة الأمن القوية بأنها "اجتماع الخصائص والمواقف وسلوك الأفراد والمنظمات والمؤسسات الذي يُستخدم كوسيلة لدعم وتعزيز الأمن النووي".

ويمكن أن يؤدي تقييم وفهم ثقافة الأمان والأمن للمنظمة إلى فهم كيفية إمكانية دعم وتعزيز أداء الأمان والأمن، وكذلك تحديد مواطن الضعف التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الأداء وتكون سبباً للفشل.

 تقدم الوكالة الأدوات والتدريب للدول الأعضاء لتقييم وتحسين وتعزيز ثقافة الأمان والأمن على مدار العمر التشغيلي لمرافقها وأنشطتها. ويشمل ذلك خدمات دعم محددة من قبيل تقييمات مستقلة لثقافة الأمان وعملية التحسين المستمر لثقافة الأمان التي تشمل تقديم دعم تدريبي بشأن إجراء تقييمات ذاتية لثقافة الأمان فضلاً عن تقديم الدعم لتنفيذ منهجية الوكالة للتقييم الذاتي لثقافة الأمان.

وأخيراً، تقدِّم الوكالة مجموعة من بعثات الدعم المصممة حسب احتياجات الدول الأعضاء.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية