نقل المواد المشعة

واليوم، تعتمد جميع أنواع المنتجات التي نعتبرها أمراً مسلَّماً به على النقل المأمون والآمن والموثوق للمواد المشعة من المصنع إلى المستخدم النهائي. ونتيجة لزيادة استخدام المواد المشعة في مجال الصناعة والطب والزراعة على سبيل المثال، أصبحت الشحنات أكثر تكراراً وأكبر حجماً. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أمان وأمن النقل أمران حيويان في جميع مراحل دورة الوقود النووي - من وإلى محطات القوى النووية: في المرحلة الاستهلالية، لنقل مركزات اليورانيوم ومجمعات الوقود الجديدة؛ وفي المرحلة الختامية، لنقل النفايات المشعة والوقود النووي المستهلك للتخزين أو التخلص من هذه المواد.

ويؤدي نقل المواد المشعة بطبيعته إلى خطر وقوع حوادث تنطوي على احتمال التعرض للإشعاعات مما قد يؤثِّر في أمان الأشخاص والممتلكات والبيئة. وفي حين تقع المسؤولية الرئيسية عن الأمان على عاتق المنظمات المسؤولة عن المرافق والأنشطة التي تؤدي إلى هذه المخاطر، فإنَّ مهمة الوكالة هي وضع لوائح لنقل المواد المشعة بجميع الوسائل: براً أو بحراً أو جواً، بما في ذلك النقل المرتبط باستخدام المواد المشعة. وتكتسي لوائح النقل هذه أهمية بالنسبة للحكومات والهيئات الرقابية ومشغلي المرافق النووية وشركات النقل ومستخدمي مصادر الإشعاع وأفراد مناولة البضائع.

ويشمل نطاق لوائح النقل التي وضعتها الوكالة تصميم حزمة النقل وتكوينها، وتصنيف المواد، والتوثيق، والتوسيم، ووضع العلامات على الحاويات. وتتناول اللوائح أنشطة النقل المحدَّدة، بما في ذلك الشحنات الفعلية والترتيبات الخاصة ورقم مؤشر النقل المخصص للحزمة من أجل توفير الرقابة على التعرض الإشعاعي. كما تشمل اللوائح وسيلة النقل، سواءً عن طريق البر أو السكك الحديدية أو مائياً أو جواً إلى الحدود الوطنية وعبرها.

وباختصار، فإن الوكالة تفي بمهمتها من خلال تعزيز معايير الأمان الدولية الصارمة ولوائح النقل، ومن خلال تعريف الدول الأعضاء بالتطبيق الصحيح لهذه المعايير واللوائح من خلال التدريب المكثف والخدمات الاستشارية المتخصصة. والنتيجة النهائية لهذه الجهود هي التنظيم الناجع والفعال للأمان والأمن من جانب الدول الأعضاء أثناء النقل في جميع أنحاء العالم للمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية اللازمة للمستشفيات والمصادر المشعة المختومة اللازمة في الصناعة، وأثناء نقل الحاويات التي تحمل الوقود النووي المستهلك من المفاعلات النووية العاملة والتي في سبيلها إلى الخروج من الخدمة. ونتيجة لذلك، لم يحدث أبداً في أكثر من ٥٠ عاماً حادث نقل تسبب في خطر إشعاعي كبير على الناس أو البيئة.