You are here

كيف تتسبب انبعاثات الكربون في تحمض مياه المحيطات

Vladimir Tarakanov

(الرسم التوضيحي من: أدريانا فارغاس/الوكالة)

يحدث تحمض المحيطات نتيجة لتزايد انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد غازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ. وتمتص المحيطات حوالي ثلث إجمالي ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية، مما يؤدي إلى تغير في كيمياء مياه البحر في ظاهرة تعرف بتحمض المحيطات. وتفرض هذه الظاهرة تهديدات خطيرة على الحياة البحرية وصحة النظم الإيكولوجية البحرية، وعلى الأشخاص الذين يعتمدون على المحيطات لتأمين سبل عيشهم.

فعندما يذوب ثاني أكسيد الكربون في مياه البحار، يكوِّن حمض الكربونيك (H2CO3) ويطلق أيونات الهيدروجين (H+) مما يؤدي إلى زيادة حموضة المحيطات. وتؤدي درجة الحموضة دوراً مهماً في العديد من الآليات البيولوجية، ومن ضمنها التكلُّس.

(الرسم التوضيحي من: أدريانا فارغاس/الوكالة)

ويكتسي مركَّب كربونات الكالسيوم (CaCO3) أهمية حاسمة لدى الكائنات الحية التي تحتاج الكالسيوم من أجل تكوين أصدافها وهياكلها العظمية وبنائها والمحافظة عليها، كما في بعض أنواع العوالق والمحار والسلطعون وقنافذ البحر والروبيان والكركند.

 

وعند تحمض المحيطات، يصبح من الصعب على هذه الكائنات الحفاظ على هياكلها الكلسية. وقد يؤدي ذلك إلى خلل في سلاسل الغذاء.

(الرسم التوضيحي من: أدريانا فارغاس/الوكالة)

وقد يؤثر تحمض المحيطات أيضاً على قدرة الشعاب المرجانية على التعافي من آثار الاحترار وعوامل الإجهاد الأخرى، إذ يجعل من الصعب على الشعاب أن تبني هياكلها القائمة على الكالسيوم.

 

ويؤثر تحمض المحيطات على التجمعات الساحلية الصغيرة والصناعات الكبيرة على حد السواء. وبسبب تضرر الاستزراع المائي والسياحة، سوف تتأثر بشكل خاص المجتمعات التي تعتمد على المحيطات كمصدر للغذاء والدخل.

(الرسم التوضيحي من: أدريانا فارغاس/الوكالة)

ويُقدَّر أنَّ ما يصل إلى 3 مليارات شخص يعتمدون على التنوع البيولوجي البحري والساحلي لتأمين سبل معيشتهم قد يتأثرون بتحمض المحيطات.

 وتطال التهديدات أيضاً الشركات الكبيرة العاملة في مجال صناعة المحار.

 

وكشفت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أنَّ قطاع صناعة المحار في البلاد قد يتكبد خسائر تزيد عن 400 مليون دولار أمريكي سنويًّا بحلول عام 2100 بسبب تحمض المحيطات.

 

وتستكشف المؤسسات البحثية والصناعية حلولاً لتقليل أثر تحمض المحيطات على مفارِخ المحار إلى أدنى حد.

 

وعلى الرغم من أهمية استحداث حلول للتكيف، فإنَّه من المهم أيضاً معالجة جذور المشكلة المتمثلة في استمرار انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون نتيجة حرق الوقود الأحفوري.

العمل المنسق في مجال تحمض المحيطات

بغية استحداث حلول وتنفيذها، فمن المهم بدرجة كبيرة تحسين فهم الآثار البيولوجية لتحمض المحيطات. ويمكن استخدام التقنيات النووية والنظيرية، من قبيل المقتفيات الإشعاعية، كأدوات رئيسية لتحسين فهم هذه العمليات.

وبغية تسهيل هذا البحث وتشجيع التعاون والتنسيق والتواصل فيما يخص الأنشطة المتعلقة بتحمض المحيطات، أنشأت الوكالة مركز التنسيق الدولي المعني بتحمّض المحيطات.

ويجمع المركز الباحثين والمنظمات من جميع أنحاء العالم لتركيز جهودهم على أنشطة بناء القدرات العلمية وأنشطة التواصل الخارجي والاتصالات، من أجل الترويج لنهج مستند إلى المعارف العلمية في اتخاذ القرارات فيما يخص معالجة هذه المشكلة العالمية.

مركز التنسيق الدولي المعني بتحمض المحيطات:

ينظم دورات تدريبية في جميع أنحاء العالم؛ ويتيح الوصول إلى البيانات؛ ويدير موقعاً شبكيًّا مخصصاً ومفتوحاً للجميع يقدم تدفقاً مستمراً من التقارير العلمية والتغطية الإعلامية وموجزات السياسات وغير ذلك من المواد المتعلقة بتحمُّض المحيطات.

يروج لتطوير البوابات الإلكترونية للبيانات ووضع المنهجيات الموحدة وتحديد أفضل الممارسات.

يعزز وعي الجهات المعنية ذات الصلة بالدور الذي تؤديه التقنيات النووية والتقنية في تقييم آثار تحمض المحيطات، ويمدها بالمعلومات في هذا الشأن.

يقدم الدعم إلى الشبكة العالمية لمراقبة تحمض المحيطات - وهي جمعية تقدم المعلومات عن مرافق رصد تحمض المحيطات وتتيح الوصول إلى البيانات في الوقت الحقيقي.

(الرسم التوضيحي من: أدريانا فارغاس/الوكالة)

٢٠٢٢/١٢
Vol. 63-4

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية