البنية الأساسية لمفاعلات البحوث

يشكّل مشروع من مشاريع مفاعلات البحوث مهمة كبرى تتطلب إيلاء اهتمام صارم بالأمان النووي، والضمانات الدولية، والأمن النووي، وحصر ومراقبة المواد النووية. وتساعد الوكالة دولها الأعضاء على تطوير البنية الاساسية اللازمة لتشييد وتشغيل مفاعلات من هذا القبيل.

يتطلّب تشييد مفاعل البحوث التخطيطَ والإعدادَ على نحو دقيق، فضلا عن الاستثمار الطويل الأجل من حيث الموارد البشرية والمالية. وتتجاوز الحاجة إلى التمويل وإلى الإشراف الحكومي بكثير الفترات الزمنية العادية المعمول بها بالنسبة إلى مشروع رأسمالي من نفس الحجم. وتشمل العديد من مشاريع مفاعلات البحوث مجموعة واسعة من الاهتمامات وتتطور مهامها أحيانا بمرور الوقت. وتتطلّب مفاعلات البحوث تمويلا إضافيا زيادة عن ذلك الذي يُوفّر للبحوث وحدها، من قبيل التمويل الخاص بالتشغيل والصيانة، فضلا عن التمويل الخاص بالتصرّف في النفايات والإخراج من الخدمة.

وبغية استهلال برنامج من برامج مفاعلات البحوث، يتعيّن الوفاء بعدة شروط أوّلية وهي:

  • يتعيّن تبرير الاحتياجات الخاصة بتشييد المرفق استناداً إلى الاحتياجات الوطنية أو الإقليمية؛
  • يجب استكشاف تكنولوجيات بديلة تكون متاحة ومجدية؛
  • يجب توفير ما يكفي من الموارد المالية والتقنية والبشرية.

وبمجرّد اتخاذ هذه الخطوات، يجب تطوير البنية الأساسية الداعمة وإقامتها. ويشمل ذلك المرافق المادية؛ والمعدات ذات الصلة، والإطار الخاص بمناولة الوقود الطازج والوقود المستهلك، والتصرّف في النفايات المشعّة، ونقل المواد والإمدادات النووية. وإلى جانب هذه العناصر العملية، تتطلّب البنية الأساسية الخاصة بمفاعل البحوث أيضا وضع ما يلزم من أطر قانونية وأطر خاصة بالأمان والأمن والضمانات.

وقد وضعت الوكالة نهج المعالم البارزة، وهو عبارة عن مبادرة لمساعدة الدول الأعضاء المهتمة ببناء البنية الأساسية لبرامجها للقوى النووية. وتقدّم الوكالة في إطار هذا النهج إرشادات شاملة بشأن إعداد مشاريع المفاعلات النووية في الوقت المناسب من خلال مراحل تطوير محددة. ويشمل ذلك قضايا البنية الأساسية الوطنية التي يتعيّن معالجتها بالنسبة إلى هذه المشاريع، من قبيل تنمية الموارد البشرية، وتطوير تكنولوجيات وهياكل ومكوّنات جديدة، بغية تلبية الطلب المتزايد على سلع وخدمات مفاعلات البحوث. وتُنظم الوكالة أيضا أحداثا تدريبية واستعراضات نظراء محددة، من بينها بعثة التقييمات المتكاملة للبنية الأساسية لمفاعلات البحوث.

استخدام مفاعلات البحوث للتعليم والتدريب

تعتبر مفاعلات البحوث أدوات ممتازة للتعليم والتدريب لأنها تتيح للطلاب وموظفي القطاع النووي والجمهور الأوسع نطاقا الوصول إلى التطبيقات العملية للعلوم والتكنولوجيا النووية. وإذا ما تم استخدامها بشكل كامل، فإن هذه المرافق لا تساعد فقط على توعية الجمهور بشأن العلوم النووية، بل يمكنها أيضا توليد المزيد من التمويل والدعم للتكنولوجيا النووية بشكل عام. ويمكن أن تشمل برامجها التعليمية والتدريبية جميع جوانب المجتمع المدني، بدءًا من طلاب التعليم الثانوي والجامعات، مروراً بعموم الجمهور، ووصولاً إلى مشغّلي مفاعلات القوى وموظفي هيئات الأمان.

وتعمل الوكالة مع الدول الأعضاء على وضع مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية والتعليمية في المجال النووي. وأحد هذه المشاريع هو مختبر المفاعلات على شبكة الإنترنت، وهو عبارة عن طريقة فعالة من حيث التكلفة لإدراج مكوّن قائم على استخدام مفاعلات البحوث في مناهج الدراسة الجامعية حيثما لا تتوافر مثل هذه الفرصة بطريقة أخرى.

ويُنشِئ مشروع مختبر المفاعلات على شبكة الإنترنت مفاعلا افتراضيا في أحد المواقع النائية عن طريق ربط مفاعل مضيف بقاعات دراسية جامعية في بلدان أخرى. وباستخدام الحواسيب والبرامجيات المثبتة في مفاعل البحوث المستضيف، تُرسَلُ إشارات في الوقت الحقيقي على شبكة الانترنت إلى القاعة الدراسية المشارِكة، بحيث يتسنّى للطلاب مشاهدة البث الحي للوحة التحكم في المفاعل. وباستخدام وصلة للتواصل بالفيديو، يمكن للطلاب إجراء تجارب عبر الطلب من مشغّلي المفاعلات الموجودين في غرفة التحكم تغيير إعدادات المفاعل وبذلك مُشاهدةَ المخرجات في الوقت الحقيقي. وهذا النوع من التدريب الافتراضي يساعد الدول الأعضاء التي ليس لديها مفاعل بحوث قائم على تطوير بنية أساسية نووية لبرامج القوى النووية المستجدة.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية