اتفقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الوكالة) واليابان على جدول مبدئي للبعثات وعلى الترتيبات الأخرى المتعلقة بمشروع الوكالة المتعدد السنوات لاستعراض ورصد أمان تصريف المياه المعالَجة على النحو المخطط له من محطة فوكوشيما داييتشي للقوى النووية.
ومن المتوقع أن تبدأ اليابان تصريف المياه المعالَجة في عام 2023. ووفقاً لالتزام المدير العام، السيد رافائيل ماريانو غروسي، بأن تقدِّم الوكالة دعمها قبل بدء تصريف المياه وأثناء تصريفها وبعد ذلك، فسوف تنفِّذ الوكالة سلسلة أولى من بعثات الاستعراض الموقعي التقنية التحضيرية في وقت لاحق من هذا العام. وسوف تجتمع فرقة العمل الخاصة التابعة للوكالة والمعنية بالتخلُّص من المياه في الأسابيع المقبلة للتحضير لعمليات الاستعراض.
وعقد فريق من الوكالة، بقيادة السيدة ليدي إيفرار، نائبة المدير العام ورئيسة إدارة الأمان والأمن النوويين، اجتماعاً مع مسؤولين كبار في اليابان هذا الأسبوع لإطلاق عملية الاستعراض رسميًّا والاتفاق على جدول زمني ونطاقٍ أوَّلي لكلِّ بعثة وعلى تفاصيل أخرى.
وقال المدير العام للوكالة، السيد رافائيل ماريانو غروسي: "إنَّني أرحِّب بالدعوة التي وجهتها اليابان للوكالة لإجراء أول استعراض تقني قبل نهاية هذا العام. وتبرهن اليابان بهذه الدعوة على أنَّها تدعم وجود الوكالة طوال عملية تصريف المياه المعالَجة برمتها".
وخلال الزيارة التي أجراها فريق الوكالة إلى اليابان في الفترة من 7 إلى 9 أيلول/سبتمبر، التقى الفريق مع مسؤولين كبار من وزارة الشؤون الخارجية، ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، وهيئة الرقابة النووية في اليابان؛ حيث اتَّفقوا على الأجزاء الثلاثة الرئيسية التي يتألف منها استعراض الوكالة:
- الجوانب المتصلة بالأمان.
- الأنشطة الرقابية.
- الرصد البيئي.
وستقدِّم الوكالة المساعدة إلى اليابان في شكل استعراضات وعمليات رصد للمساعدة على التأكُّد من توافُق العملية المنفَّذة لتصريف المياه على مدى العقود المقبلة مع معايير الأمان الدولية. وسيستند هذا الاستعراض تحديداً إلى المواد التي تقدِّمها اليابان وإلى العمل الذي تقوم به البعثات التقنية في الموقع في اليابان.
وسافر أعضاء فريق الوكالة أيضاً إلى موقع فوكوشيما داييتشي يوم الأربعاء لفهم الوضع وفقاً لآخر المستجدات من خلال متابعة الأنشطة الجارية في الموقع وزيارة أهم الأماكن التي سيكون لها دور في مشروع الاستعراض.
وقالت نائبة المدير العام، السيدة إيفرار: "سيكون هذا المشروع هو الأول من نوعه في الوكالة، بالنظر إلى تفاصيله التقنية وطول مدة التصريف ومستوى الاهتمام والتدقيق الذي ستلقاه الخطة على الصعيد الإقليمي الدولي. وسيكون هدفنا الرئيسي أن نستعرض تنفيذ المشروع من منظور الأمان والشفافية. وسوف نتأكَّد من أن استعراضنا سيكون شاملاً لجميع الجوانب وموضوعيًّا، ومن إبلاغ النتائج بوضوح إلى المجتمع الدولي. وقد كانت زيارتنا والاجتماعات التي عقدناها هذا الأسبوع مثمرة للغاية وأكَّدت التزام جميع الأطراف بالمهمة وإخلاصهم لها".
وكانت اليابان قد أعلنت في نيسان/أبريل من هذا العام أنَّها قرَّرت تصريف المياه المعالَجة في البحر، وطلبت المساعدة من الوكالة لضمان تنفيذ التصريف بما يتوافق مع معايير الأمان الدولية. وتشكِّل معايير الأمان الصادرة عن الوكالة مرجعاً عالميًّا فيما يتعلق بحماية الناس والبيئة وتسهم في تحقيق مستوى مرتفع وموحَّد من الأمان في مختلف أنحاء العالم. واتفقت الوكالة واليابان على اختصاصات المشروع في تموز/يوليه.
وأُنشئت فرقة العمل التابعة للوكالة والمعنية بتصريف المياه، والتي تضمُّ خبراء معترفاً بهم دوليًّا من الدول الأعضاء، للإشراف على برنامج المساعدة التقنية واستعراض الخطط والإجراءات ذات الصلة.
وتقدِّم الوكالة المساعدة التقنية لدعم الجهود التي تبذلها اليابان في فوكوشيما داييتشي في مجالات مثل الرصد الإشعاعي والاستصلاح والتصرُّف في النفايات والإخراج من الخدمة منذ عام 2011.