You are here

مختبر في غانا جاهزٌ لتشخيص الأمراض الحيوانية الرئيسية في غرب إفريقيا في حالات تفشي الأوبئة

,
,

ويتأهب تقنيو المختبرات في مختبر أكرا البيطري لتحليل بيضٍ غير مفقوس بهدف تحديد تعرضه لفيروس أنفلونزا الطيور. (الصورة من: الوكالة)

بات الآن بإمكان المتخصصين في مختبر أكرا البيطري في غانا (مختبر أكرا) أن يشخِّصوا مئات الأمراض الحيوانية بسرعة ودقة، مما يساعد على حماية مواشي المزارعين والأمن الغذائي بشكل أفضل. كما تمثل مرافق مختبر أكرا التي تعززت، والمهارات الجديدة التي اكتسبها فريقه، بفضل الدعم المقدم من الوكالة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مورداً جديداً مهماً للعديد من البلدان الأخرى في غرب أفريقيا.

"قد يحدث أن تعاني الخدمات البيطرية في بعض البلدان من ضعف الموارد، ما يعني افتقارها إلى القدرة على السيطرة بفعالية على الأمراض التي تعوق إنتاج الثروة الحيوانية. وهكذا هو الحال أيضاً في مختبر أكرا". هذا ما أفاد به جوزيف أوني، نائب المدير ورئيس خدمات مختبر أكرا في مديرية وزارة الأغذية والزراعة في غانا. وأردف قائلاً: "الآن، من خلال الدعم الذي تقدمه الوكالة، بات بوسع مختبر أكرا التعامل مع حالات تفشي الأمراض الحيوانية الرئيسية؛ كما يُعدُّ مختبر أكرا مختبراً للدعم الإقليمي في غرب أفريقيا، إذْ بتنا الآن قادرين على تقديم الدعم التشخيصي والتدريب للبلدان المجاورة."

حالات تفشي الأمراض تضع التدريب على المحك

عندما اكتُشف تفشي أنفلونزا الطيور في عام ٢٠١٨ في مناطق معزولة حول بونكرا في منطقة أشانتي في غانا، وُضعت على محكّ الاختبار القدرات الجديدة التي اكتسبها فريق مختبر أكرا في استخدام التقنيات الجزيئية وتلك المشتقة من المجال النووي. ويستطيع هذا الفيروس الشديد العدوى أن يصيب الأعضاء بالتلف متسبّباً في معدل نفوق مرتفع وسط الطيور المدجَّنة. ولذلك عندما أُبلغ عن إصابات مشتبه بها، استخدم الفريق ما اكتسبه من تدريب وما حصل عليه من معدات رُكِّبت حديثاً في تشخيص المرض بسرعة والمساعدة في احتوائه مبكراً، ما وقى صناعة الدواجن في المنطقة من تلقي ضربة اقتصادية كبيرة. 

وفي نفس العام، كان فريق مركز أكرا يكافح حمّى الخنازير الأفريقية التي بدأت تنتشر في جميع أنحاء غانا وتهدد صناعة لحم الخنزير في البلاد. وأطلق الفريق على الفور حملةً تستهدف القضاء على الحيوانات المصابة في مزارع الخنازير المتضررة، وفرض قيوداً صارمة على حركة الحيوانات، ابتغاء أن يساعد ذلك في احتواء انتشار المرض. وبالإضافة إلى جمع عينات من الأنسجة واختبارها، شرع الفريق أيضاً في استخدام التشخيص الجزيئي بشكل روتيني، مما ساعده في أن يشخص بسرعة وبدقة ٢٧ حالة تفشٍ مشتبهاً بها.

ولئن كان مصدر تفشي حمّى الخنازير الأفريقية غير مؤكد، فإن الشكوك تساور الفريق في أن المرض ناتج عن الاحتكاك بالخنازير البرية:  فغالبية الخنازير في غانا تُربّى في مناطق الغابات المفتوحة، وغالباً ما تنتقل العدوى إلى الخنازير المدجَّنة من الخنازير البرية. وللوصول إلى مصدر العدوى، عمل فريق مختبر أكرا مع خبراء من الشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في مجال الأغذية والزراعة على الاستعانة بأسلوب جديد للكشف عن الفيروس وتحديده في عينات الأنسجة المأخوذة من الخنازير البرية والقراد الناعم الذي ينشر الفيروس من خلال لدغاته.

ولم تظهر النتائج أي علامات على وجود الفيروس في الخنازير البرية أو في القراد في غانا، مما يعني أنهما ليسا مصدر تفشي المرض. وأصبح الإجراء الذي وضعه الفريق لاقتفاء الفيروس في الحياة البرية منهجاً قياسياً يُعمل به في اكتشاف حمّى الخنازير الأفريقية ومكافحتها.

"إن تحديد مصدر العدوى مهم دائماً لاتخاذ الخطوات الوقائية. ففي هذه الحالة، استنتج الباحثون سريعاً أن الحياة البرية لم تصب بالعدوى، وخلصوا إلى هذا الاستنتاج من خلال الجمع بين معرفتهم بالميدان وبالممارسات الزراعية وبين النُهُج الجديدة باستخدام تقنيات التشخصيص المشتقة من المجال النووي. ولذلك لا يمكن أن يُعزى السبب إلا إلى الاتجار في الحيوانات المصابة. وقال هيرمان أنغر، المسؤول التقني في قسم الإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية في الشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة: "كان هذا اكتشافاً مهماً لأنه يعني أن المرض لم يتجذر في الحياة البرية المحلية وبالتالي لن يمثل مشكلة مستمرة لمربي الخنازير المحليين".

وهذا الإجراء هو أحد النهُج الجديدة العديدة التي بدأ فريق مختبر أكرا استخدامها منذ أن استهل الاستعانة بالتشخيص الجزيئي في عام ٢٠٠٦. ويُعدُّ مختبر أكرا جزءاً من شبكة مختبرات التشخيص البيطري المشتركة بين الفاو والوكالة، وهي تضم مختبرات من ٦٤ بلداً، من بينها ١٩ في آسيا. وبالإضافة إلى حلقات العمل التدريبية، تلقى فريق مختبر أكرا معدات مختبرية أساسية وأدوات تشخيص للكشف عن الأمراض من خلال برنامج التعاون التقني التابع للوكالة وبالتعاون مع البلدان التي شاركت في مشروعٍ اكتمل مؤخراً حول مكافحة الأمراض الحيوانية يهدف إلى حماية إنتاج الثروة الحيوانية في إطار الاتفاق التعاوني الإقليمي الأفريقي للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين (اتفاق أفرا). وأفرا هو اتفاق بين ٤٢ دولة عضواً في الوكالة تبتغي تكثيف التعاون في ما بينها، وتوسيع الاستخدامات السلمية للعلوم والتكنولوجيا النووية من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة الوطنية والإقليمية.

وباتت قدرات مختبر أكرا التي تعززت وخبرته التي تطورت في الكشف الدقيق عن الأمراض وتأكيد تشخيصها تعود بالنفع على العلماء البيطريين الآخرين في المختبرات في غرب أفريقيا. وعقد الفريق بالفعل دورتين تدريبيتين إقليميتين لمشاركين من أكثر من عشر دول أعضاء في اتفاق أفرا، واستضاف متدربين من ملاوي وسيراليون وأوغندا بموجب برامج المنح الدراسية التي تنظمها الوكالة. كما قام الفريق بتنظيم عدة دورات تدريبية مدتها شهر واحد لموظفي المختبرات البيطرية من العديد من البلدان في غرب وشمال أفريقيا.  

 

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية