You are here

تأمين عالمنا النووي

Rafael Mariano Grossi

Rafael Grossi

تُحسِّن التكنولوجيا النووية حياة ملايين من الناس في جميع أنحاء العالم في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والصناعة والزراعة ومجالات أخرى كثيرة. لكن المواد النووية والمواد المشعة الأخرى تثير حتما النوازع الشريرة في نفوس الإرهابيين وسائر المجرمين. وفي هذا الوقت الذي تسوده حالة من عدم اليقين، وفي خضم النزاعات والتوترات التي تشهدها مناطق عديدة، من الضروري للغاية أن تحظى هذه المواد بالحماية من الوقوع في أيادٍ تسيء استخدامها. وهذا هو السبيل الوحيد لضمان استدامة الفوائد العظيمة التي تحققها التكنولوجيا النووية وتسخيرها من أجل السلام والتنمية.

والوكالة هي حلقة الوصل في التعاون الدولي في مجال الأمن النووي. فنحن نساعد البلدان على توفير الحماية المادية الفعالة للمواد النووية والمواد المشعة الأخرى وسن ما يلزم من النظم والقوانين واللوائح. وتساعد إرشاداتنا البلدان على منع الأعمال الشريرة التي تنطوي على مواد مشعة والكشف عنها والتصدي لها وضمان حماية الناس والبيئة بأقصى ما يستطيعه البشر.

تساهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساهمة حيوية في تحقيق الأمن النووي العالمي، وتساعد البلدان على أن تظل في الطليعة في مجال الحماية من الإرهاب النووي.
رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة

ويمثل "المؤتمر الدولي المعني بالأمن النووي: استدامة الجهود وتعزيزها" الذي تعقده الوكالة في الفترة من ١٠ إلى ١٤ شباط/فبراير ٢٠٢٠ فرصة مهمة للوزراء وصناع السياسات وكبار المسؤولين والخبراء لمناقشة نهج الأمن النووي وأولوياته في الوقت الحالي.

ويعرض هذا العدد من مجلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحة عامة عن أعمالنا في هذا المجال. فعلى سبيل المثال، يمكنكم التعرف على كيفية تعاون السنغال مع الوكالة لوضع خطة متكاملة لدعم الأمن النووي لتعزيز نظام الأمن النووي الوطني بها؛ وكيف استفادت رومانيا من دعم الوكالة في مجال التحليل الجنائي النووي في مواجهة المجرمين الذين كانوا يستخدمون مواد مشعة بطريقة غير مشروعة.

وإنَّ قوة نظام الأمن النووي الوطني تستلزم توافر مهنيين تلقوا تعليماً جيداً وتمرسوا بالتدريب. وقد عاد خريجو الدورة التدريبية الدولية بشأن الأمن النووي في إيطاليا إلى أوطانهم وأسهموا في تعزيز الأمن النووي الوطني بها، بينما تساعد مراكز التدريب من قبيل المركز الحكومي لتكنولوجيا الأمن النووي في الصين المهنيين في صقل مهاراتهم واكتساب الخبرة اللازمة في طائفة من المجالات ذات الصلة بالأمن النووي.

وتلتزم الوكالة، في إطار سعيها إلى الاستفادة من ألمع العقول، بزيادة مشاركة المرأة في جميع مجالات عملنا ومساعدة البلدان على تحسين التوازن بين الجنسين في المجال النووي. وتُطلعنا ثلاث نساء من كبار المهنيات المتخصصات في مجال الأمن النووي على تجاربهن، ويسدين المشورة إلى المهتمين بالعمل في هذا المجال .

وتشكل المساعدة في وضع تدابير فعالة للأمن النووي في الأحداث العامة الكبيرة جزءا مهما من الخدمات التي تقدمها الوكالة، إضافة إلى ما تحققه البلدان المعنية من فوائد على المدى الطويل بفضل تلك الخدمات . ونظرا إلى أن المواد النووية والمشعة تكون أكثر عرضة للسرقة أو التخريب عند نقلها، تُصمَّم هذه العمليات بعناية فائقة لضمان تحقيق أقصى درجات الأمن.

وتقتفي قاعدة بيانات الحادثات والاتجار غير المشروع التابعة للوكالة أثر المواد المفقودة أو المسروقة، مما يقلل من خطر وقوعها في أياد تسيء استخدامها، ويُحسِّن من فرص استعادتها. وتؤدي التكنولوجيا المبتكرة، مثل أجهزة المسح الإشعاعي المحمولة ، دورا رئيسيا في الكشف عن المواد المعرضة لخطر استخدامها لأغراض شريرة.

وتقع المسؤولية الأساسية عن تحقيق الأمن النووي على عاتق كل بلد على حدة. بيد أن التهديد المحيق بالأمن النووي ذو صفة عالمية ويستلزم التصدي له على نطاق عالمي. وتسهم الوكالة، من خلال ما تقدمه من مساعدة عملية، وما توفره من محافل يلتقي فيها القادة السياسيون والخبراء التقنيون لتبادل الخبرات، إسهاماً حيوياً في تحقيق الأمن النووي العالمي، وتساعد البلدان على أن تظل في الطليعة في مجال الحماية من الإرهاب النووي.

٢٠٢٠/٠٢
Vol. 61-1

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية