You are here

حافز على التغيير

دمج الأمن النووي في الترتيبات الأمنية خلال الأحداث العامة الكبرى

Inna Pletukhina

صور من اليوم العالمي للشباب لعام ٢٠١٩ في بنما.

(الصور من: دين كالما/الوكالة)

يهدف دمج الأمن النووي في الترتيبات الأمنية الشاملة التي تتخذ خلال الأحداث العامة الكبرى إلى حماية الجماهير المتحمسة ورؤساء الدول أو الزعماء العالميين من تهديد قنبلة قذرة. ولئن كانت هذه الجهود تهدف، في المقام الأول، إلى تعزيز الأمن خلال الحدث نفسه، فإنها تحقق أيضاً فوائد على المدى الطويل يجنيها نظام الأمن النووي الشامل في البلد.

ويقول رجاء عبد العزيز رجاء عدنان، مدير شعبة الأمن النووي بالوكالة: "بالنسبة للعديد من البلدان، تمثل الأحداث العامة الكبرى حافزاً يدفع السلطات إلى التركيز على الأمن النووي ووضعه في سلم الأولويات." و"قد تصبح هذه الأحداث هدفاً للاستخدامات الضارة للمواد النووية أو المشعة التي قد تكون سُرقت، الأمر الذي يدفع البلدان إلى إعادة تقييم هذه التهديدات."

ويضطلع الأمن النووي بدور مهم في ضمان نجاح الأحداث العامة الكبرى. ويجب أن يُتخذ من التدابير ما يمنع الاستخدام الآثم للمواد النووية والمواد المشعة المفقودة. وقد ينجم عن انتشار المواد المشعة في حدث مثل هذا تأثير خطير على الناس والبيئة، بما في ذلك العقابيل الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية الشديدة.

ويتعين على السلطات، عند وضع ترتيبات الأمن النووي لحدث كبير، أن تعالج عوامل مثل إنشاء هيكل تنظيمي وتنسيقي، وتقييم التهديدات، وحشد الموارد البشرية والمالية. ويجب على السلطات أيضاً أن تكفل الوصول إلى معدات كشف الإشعاعات، وكذلك إنشاء العلاقات وتعزيزها بين جهات من بينها، على سبيل المثال، العلماء وخبراء الأمن وطلائع المتصدين وأجهزة إنفاذ القانون. وتدعم الوكالة البلدان في هذه الجهود بناءً على طلبها.

وقالت إيلينا بالادي، مسؤولة الأمن النووي بالوكالة: "عندما تضطلع سلطات البلد بخطوات التخطيط وإدماج تدابير الأمن النووي وأنظمته في الخطة الأمنية الشاملة لحدث كبير، فإنها تكون بذلك قد خَبِرت جميع العناصر الأساسية في نظام وطني قوي للأمن النووي." و"عندما تحدد السلطات ثغرات الأمن النووي وتحدياته وتقوم بمعالجتها استعداداً للحدث، فإنها تكون بذلك قد عززت أيضاً جهود الأمن النووي الشامل في البلد."

وتعود هذه الأنشطة بفوائد على المدى الطويل تشمل زيادة الوعي بالأمن النووي على جميع مستويات نظام الأمن الوطني، وتعزيز قدرات وهياكل الكشف والتصدي، وزيادة قدرة السلطات المعنية على التشغيل البيني.

اليوم العالمي للشباب لعام ٢٠١٩

في كانون الثاني/يناير ٢٠١٩، التقى البابا فرانسيس، ورؤساء كل من البرتغال وبنما والسلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا وكولومبيا وهندوراس، في تجمع ضمَّ أكثر من ٣٠٠ ألف شخص في مدينة بنما احتفالاً باليوم العالمي للشباب. وتحضيراً لهذا الحدث، عملت السلطات في بنما مع الوكالة لدمج الأمن النووي في الترتيبات الأمنية الشاملة.

وكان من ضمن هذه الترتيبات قيام السلطات في بنما بإصدار مرسوم تنفيذي أُنشئت بموجبه فرقة عمل مشتركة معنية بالأمن، ما أتاح الولاية القانونية لإضفاء الطابع المؤسسي على تنسيق الأمن النووي بين السلطات المختصة في البلد.

وقال المقدم ألكسيس دي ليون، رئيس فرقة العمل الأمنية المشتركة: "لقد تعين على موظفي إنفاذ القانون والجمارك، والوحدات المتخصصة في المتفجرات الكيميائية والبيولوجية والنووية والإشعاعية، وعمال الصحة وغيرهم من طلائع المتصدِّين، أن يعملوا جميعاً كفريق واحد لمنع وقوع حدث متصل بالأمن النووي والكشف عنه، والتصدي له إنْ لزم الأمر." وأوضح أنه قبل المرسوم "كان لكل وحدة من هذه الوحدات ولايتها وسلطاتها وهيكلها الخاص بالقيادة والتحكم".

ومن شأن وضع الأمن النووي تحت سلطة واحدة ومهمة واحدة أن ينشئ علاقة عمل بين الفروع المعنية في ما يخص الترتيبات الأمنية. وتهيء القدرة على تنفيذ العمليات بالتنسيق مع الفروع الأخرى أساساً للتصدي بفعالية لأي حادثة محتملة في مجال الأمن النووي، سواء بالنسبة للأحداث الكبرى أو بشكل عام.

الألعاب الأولمبية لعام ٢٠٠٨ في البرازيل

يكتمل هذا الأساس بالمهارات والاستراتيجيات المتعلقة بمعدات الكشف عن الإشعاعات واستخدامها. وتعمل العديد من الدول التي تُحضّر لأحداث عامة كبرى مع الوكالة لتدريب الموظفين واستعارة المعدات (يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات عن معدات الأمن النووي). وإذا كانت معدات الوكالة التي تؤخذ على سبيل الإعارة تعاد في النهاية، فإن المهارات والخبرات المكتسبة من الفعاليات التدريبية التي تنظمها الوكالة تظل باقية لتستخدم في إنشاء إطار أقوى لأنشطة الكشف والتصدي في مجال الأمن النووي.

وقال يونغدي ليو، المدير العام للمركز الحكومي لتكنولوجيا الأمن النووي في الصين: "تلقت الصين مساعدة من الوكالة في مجال الأمن النووي في ما يتعلق بالألعاب الأولمبية في بيجين عام ٢٠٠٨." و"لقد استندنا إلى القدرات التي حصلنا عليها بمساعدة الوكالة وخبرتها في تأمين العديد من الفعاليات العامة الكبرى بنجاح؛ والآن، بالتعاون مع الوكالة، نقدم تدريبًّا على الكشف عن الإشعاع في المركز التابع لنا." (تعرف على المزيد حول التدريب في مراكز مثل المركز الحكومي لتكنولوجيا الأمن النووي في الصين).

وتقوم الوكالة، منذ أن قدمت العون لأول مرة للألعاب الأولمبية التي أقيمت في أثينا في عام ٢٠٠٤، بمساعدة البلدان على تنفيذ أكثر من ٥٠ مناسبة عامة سياسية ورياضية ودينية وثقافية. وتشكل هذه الأنشطة جزءاً من المساعدة الأوسع نطاقاً التي تقدمها الوكالة للبلدان، بناء على طلبها، في منع السرقة أو التخريب أو الوصول غير المأذون به أو النقل غير القانوني أو ما شابه ذلك من الأعمال الضارة التي تنطوي على مواد نووية أو مشعة، وكشف ذلك والتصدي له.

٢٠٢٠/٠٢
Vol. 61-1

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية