أجهزة صغيرة الحجم لكنَّها بالغة التأثير

من الأدوات الرئيسية التي يستخدمها مفتشو الوكالة في الكشف عن تحريف المواد والتكنولوجيا النووية وإساءة استعمالها أجهزةٌ لا يزيد حجم الواحد منها عن العملة المعدنية. وتُسمى هذه الأدوات الشديدة الفعالية رغم صغر حجمها بالأختام الخاملة. ويمكن لمفتشي الضمانات استخدام هذه الأختام لإغلاق الحاويات أو فتحات الغرف أو براميل المواد النووية، والرجوع إليها بعد سنوات للتحقق من عدم فتحها. وفي عام 2021، تحققت الوكالة من أكثر من 000 17 من الأختام المركَّبة على المواد النووية أو المعدات البالغة الأهمية للمرافق أو معدات الرصد وغيرها من المعدات التابعة للوكالة في المرافق النووية.

وقال السيد جويل هويت، رئيس فريق مشروع تحديث الأختام ومهندس المشاريع الأول بالوكالة: "إنَّ الأختام وسيلة بسيطة وفعالة لتلبية احتياجات مهمة في مجال التحقق. وهي تُستخدم في جميع أنحاء العالم بوصفها جزءاً مهمًّا من مجموعة الأدوات المتاحة للمفتشين عند التحقق من استمرارية استخدام المرافق والمواد النووية في الأغراض السلمية".

وتكفل الأختام الخاملة استمرارية المعرفة بشأن المواد النووية. فإذا تبيَّن للمفتش أنَّ الختم لم يتعرض للتلاعب، يعرف أنَّ سلامة المعدات أو المواد المختومة لم تُمس. وتُستخدم الأختام الخاملة أيضاً لضمان سلامة أدوات ومعدات التحقق الخاصة بالوكالة الموجودة في المواقع، مثل كاميرات المراقبة.

والختم الخامل التقليدي المستخدم منذ ستينات القرن العشرين هو عبارة عن جهاز مصنوع من النحاس الأحمر والنحاس الأصفر يُسمى بختم الغطاء المعدني (E-CAP). والأغطية المعدنية هي أختام خاملة متعددة الأغراض وغير قابلة لإعادة الاستعمال. ولإغلاق الختم، يُكبس غطاء نحاسي مزدوج على القاعدة. وتوضع على السطح الداخلي لكلٍّ من الغطاء والقاعدة علامات مميزة فريدة تكفل التحقق من عدم تبديل الختم. وتوضع القاعدة المعدنية وغطاؤها عند نقطة الإغلاق وبينهما سلك متعدد الخيوط يحيط بالمفردة المطلوب ختمها. وبعد تأكد المفتش من عدم التلاعب بالسلك والحاوية المختومة، يقطع السلك ويأخذ الختم والقاعدة والسلك إلى مقر الوكالة للتحقق منها.

تحديث الأختام الخاملة

بغية الوقوف على الجيل المقبل من الأختام الخاملة، نظرت الوكالة في التطورات التي تحققت في مجال المواد وفي التكنولوجيا الحديثة وتقنيات التصنيع الآلي من أجل تصميم ختم فعال وتلبية المتطلبات اللازمة لذلك. وخضعت النماذج الأولية للأختام الجديدة للاختبار في ظروف ميدانية وأوضاع بالغة الشدة للتأكد من أنَّ التصميم يلبي جميع المتطلبات. وكانت النتيجة هي اعتماد الأختام الخاملة القابلة للتحقق في الميدان، وهي مصنوعة من الألومينيوم والبوليكربونات ولا تتطلب أي أدوات لتركيبها ولا تحتاج إلى الصيانة أثناء فترة نشرها ولا إلى بطاريات أو مكونات إلكترونية لتشغيلها. 

وسواء في حالة الأختام المعدنية التقليدية أو الأختام الجديدة، تُميَّز الأختام بتصاميم نمطية فريدة محفورة على أسطحها لضمان عدم إمكانية استنساخها أو تبديلها، فضلاً عن سمات أخرى كاشفة للتلاعب. ومع ذلك، فمن المزايا الرئيسية التي تكفلها الأختام الجديدة أنَّه يمكن التحقق منها ميدانيًّا.

ويجري التحقق من الأختام باستخدام جهاز مجهَّز ببرنامج حاسوبي خاص وعدسة متخصصة ومصباح للإضاءة في حقيبة مصممة خصيصاً لهذا الغرض. وحين يضع أحد المفتشين ختماً جديداً، يستخدم البرنامج الحاسوبي الخاص لإدخال المعلومات عن مكان تركيب الختم ويلتقط ثلاث صور مرجعية. وتُرسل هذه الصور والمعلومات عن المرفق ذي الصلة إلى مقر الوكالة، مما يؤدي إلى تبسيط عملية تقديم تقارير التفتيش. وعند عودة المفتشين إلى المرفق في وقت لاحق، يستخدم أحدهم جهاز التحقق لالتقاط صور لمقارنتها بالصور المرجعية. وبذلك يمكن للمفتش أن يتأكد من سلامة الختم ومعرفة ما إذا كان قد تعرَّض للتلاعب.

وقالت السيدة نيكوليت سيفرت، العضو في فريق مشروع تنفيذ الأختام الجديدة ومسؤولة أمن المعلومات لدى الوكالة: "إنَّ توافر تقنية للتحقق ميدانيًّا من الأختام يعني التعجيل بظهور نتائج التحقق ويمكن أن يؤدي إلى تقليل العبء الإداري. وبوجود جهاز مخصص يكفل قراءة المعلومات ميدانيًّا، يتضح فوراً ما إذا كان الختم قد تعرَّض للتلاعب، وبذلك تنتفي الحاجة إلى إعادة الختم إلى مقر الوكالة في فيينا".

وقد شرعت الوكالة في إنتاج الأختام الجديدة للاستخدام التجريبي، مع التخطيط للتوسُّع في نشرها بدءاً من عام 2023. وفي نهاية المطاف، ستحل الأختام الجديدة القابلة للتحقق في الميدان محل جميع الأختام المعدنية التقليدية.