المفاعلات المبرَّدة بالغاز

لا تستخدم المفاعلات التجارية المبرَّدة بالغاز حاليا إلاَّ في المملكة المتحدة. وعلى الصعيد الدولي، يتزايد الاهتمام بتطوير المفاعلات المرتفعة الحرارة المبرَّدة بالغاز لأن هذا النوع من المفاعلات يمكن أن يولِّد كهرباء بكفاءة وعلى نحو فعال من حيث التكلفة وأن يُنتِجَ الحرارة العالية المستخدمة في المعالجة الصناعية القابلة للاستخدام في مختلف التطبيقات الصناعية.

حاليا، تُمثل المفاعلات المبرَّدة بالغاز حوالي ثلاثة بالمئة من إجمالي عدد المفاعلات المشغلة تجارياً في جميع أنحاء العالم. وهي جميعها مفاعلات متقدّمة مبرَّدة بغاز ثاني أكسيد الكربون موجودة في المملكة المتحدة وسيتم الاستغناء عنها تدريجياً في منتصف العقد المقبل تقريباً. وثمة العديد من الدول المهتمّة بالمفاعلات المرتفعة الحرارة المبرَّدة بالغاز التي تستخدم الهليوم كمبرّد، وبتطوير هذا النوع من المفاعلات. وهذه المفاعلات قادرة على تحقيق معدلات عالية جداً من حيث استخدام الوقود وهي تعمل في درجات حرارة عالية. كما أنها تنتج الحرارة العالية المستخدمة في المعالجة الصناعية والتي يمكن استخدامها لإنتاج الهيدروجين وفي التطبيقات في درجات حرارة منخفضة من قبيل تحلية مياه البحر وتدفئة الأحياء السكنية.

وتنظر الدول حاليا في تصاميم مفاعلات مرتفعة الحرارة مبرَّدة بالغاز صغيرة نمطية بحيث يتسنى للمفاعل أن يعتمد على سمات الأمان المتأصلة والسمات التصميمية فقط بدل الاعتماد على نظم الأمان المطورة هندسياً النشطة. ويُتوقّع أن يتم نشر هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب فيما يتعلّق بتوليد الكهرباء بكفاءة وبالتطبيقات المشتركة لتوليد الحرارة والقوى - تطبيقات التوليد المشترك - وذلك بهدف العمل في سوق أكبر لعمليات المعالجة الحرارية الخاصة بالمفاعلات المرتفعة الحرارة المبرَّدة بالغاز.

ويجري تنفيذ عدَّة من مشاريع البحث والتطوير في مجال المفاعلات المرتفعة الحرارة المبردَّة بالغاز في الدول الأعضاء بما يشمل الاتحاد الروسي، إندونيسيا، وجمهورية كوريا، وجنوب أفريقيا، والصين، وكازاخستان، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والاتحاد الأوروبي. كما يجري حالياً تشييد محطة قوى إيضاحية تجارية، وهي المفاعل النمطي الحصوي القاع، في خليج شيداو بالصين، مع إمكانية توليد الكهرباء بحلول عام ٢٠١٧.

نهج منتظم

ساعدت الوكالة على إرساء الأساس اللازم لتطوير ونشر هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب وذلك من خلال التبادل الدولي للمعلومات وتنسيق البحوث في مجال المفاعلات المرتفعة الحرارة المبردَّة بالغاز. وتُنسّق الوكالة الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء بهدف تيسير عملية تطوير مفاعلات مبرّدة بالغاز من أنواع مختلفة. وهي تقوم بذلك من خلال اتباع نهج منتظم إزاء تحديد وتطوير التكنولوجيات التمكينية الرئيسية لتحقيق أعلى مستويات من الأمان ومن القدرة على المنافسة الاقتصادية ومن الموثوقية، ومن خلال معالجة المسائل التكنولوجية المشتركة التي من شأنها تعزيز نشر هذه التكنولوجيات.

وتضطلع الوكالة بأنشطتها في هذا المجال بمشاركة نشطة ومشورة من جانب الفريق العامل التقني المعني بالمفاعلات المبردة بالغاز. وقد أنشئ هذا الفريق العامل في عام ١٩٧٨ بهدف إسداء المشورة للوكالة حول كيفية الترويج لتبادل المعلومات التقنية والتعاون التقني بشأن المفاعلات المبرَّدة بالغاز، لا سيما فيما يتعلّق بالتطبيقات الكهربائية وتطبيقات الحرارة العالية المستخدمة في المعالجة الصناعية. ووضعت الوكالة أيضا مشاريع بحثية منسّقة بشأن تحليل الريبة فيما يتعلّق بالمفاعلات المرتفعة الحرارة المبردَّة بالغاز، وبشأن وضع معايير التصميم المتصلة بالأمان، وبشأن تطبيق الحرارة المستخدمة في المعالجة الصناعية لاستخراج المعادن الحيادي الطاقة والمستدام.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية