الاندماج

يمكن أن تُولَّدَ الطاقة النووية أيضاً من خلال تفاعلات اندماج النوى الخفيفة. وتَعِدُ هذه التقنية بالكثير من المزايا كما أنها قد اجتذبت جهودا على الصعيد العالمي في مجال البحث والتطوير. وقد دعمت الوكالة البحوث في مجال طاقة الاندماج منذ استهلالها، وهي تدعم الدول الأعضاء على تبادل وبناء المعارف بشأن علوم وتكنولوجيا الاندماج.

أنشطة الاندماج الدولية ودور الوكالة في هذا الشأن

أحرزت البحوث في جميع أنحاء العالم تقدماً باهراً في مجالي فيزياء الاندماج وفيزياء البلازما. وتمت في السنوات الأخيرة تسوية العديد من المسائل العلمية. وتُجرى حالياً في أكثر من ٥٠ دولة عضواً في الوكالة بحوث في مجالي الاندماج النووي المتحكَّم فيه وفيزياء البلازما. ويتمثّل التحدي في هذا الشأن في إثبات أن الاندماج باعتباره مصدراً من مصادر الطاقة هو عملية مجدية من الناحية العلمية. وبما أن هذا الأمر سيتطلّب أجهزة كبيرة ومعقّدة ومكلفة بغية التصدي للتحديات التي تطرحها الفيزياء والتكنولوجيات ذات الصلة بالمفاعلات، ثمّة حاجة إلى التعاون على الصعيد الدولي بشأن البحث والتطوير في مجال الاندماج.

وتحفز الوكالة التعاون والتنسيق على الصعيد الدولي من أجل المساعدة على سدّ الثغرات القائمة في مجال الفيزياء، والتكنولوجيات، والمجال الرقابي، وعلى المضي قدما صوب تعزيز الاستخدام السلمي لطاقة الاندماج. وتشمل أنشطة الوكالة في هذا المجال، في جملة أمور، تكنولوجيات فيزياء البلازما وقوى الاندماج، سواء بالنسبة إلى الاندماج المغناطيسي أو الاندماج بالقصور الذاتي.

وتُجرى تجربة الإندماج الأكثر تقدّماً والأوسع في العالم، بمشاركة سبعة أعضاء دوليين (هي الاتحاد الروسي، الصين، كوريا الجنوبية، الهند، والاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان)، ومشروع المفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي. واستناداً إلى مفهوم توكاماك (استخدام جهاز يحتوي البلازما من خلال مجال مغنطيسي)، يجري حالياً تشييد المفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي في كاداراش، بفرنسا. وهذا المفاعل مصمَّم لتحقيق كسب في قوى الاندماج لا يقل عن ١٠، وتوليد ٥٠٠ ميغاواط من قوى الاندماج. كما أنّه سيختبر التكنولوجيات الرئيسية اللازمة لمفاعل الاندماج.

وثمّة مبادرة أخرى في مجال الاندماج هي المرفق الدولي لتشعيع المواد الاندماجية، وهي عبارة عن مشروع أوروبي-ياباني مشترك، سيتم تشييده في اليابان ومن المخطط أن يعمل بالتوازي مع المفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي. وسيتم في المرفق الدولي لتشعيع المواد الاندماجية اختبار واختيار المواد التي من شأنها الصمود في ظلّ الظروف القاسية الناتجة عن نيوترونات الاندماج العالية الطاقة التي تُولّدها مفاعلات الاندماج المستقبلية.

ومن المتوقّع أن تُزوِّد محطة قوى الاندماج الإيضاحية، وهي حالياً في مراحل التصميم، الشبكة بكهرباء الاندماج. وستكون هذه المحطة بمثابة نموذج من نماذج محطات القوى التجارية التي تُشيَّدُ استناداً إلى المفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي. ومن المتوقّع أن يبدأ تشييدها أثناء تشغيل المفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي والمرفق الدولي لتشعيع المواد الاندماجية. ولتحقيق أهدافها، يجب أن تكون لمحطة قوى الاندماج الإيضاحية أبعاد خطية أكبر بحوالي ١٥ بالمئة من الأبعاد الخطية الخاصة بالمفاعل التجريبي الحراري النووي الدولي، وأن تكون كثافة البلازما الخاصة بها أكبر بحوالي ٣٠ بالمئة.

وتستضيف الوكالة مجموعة متنوعة من المحافل المتعلّقة بالاندماج، بما في ذلك ؤتمر طاقة الاندماج الذي يُعقَد مرة كل سنتين، وسلسلة من حلقات العمل بشأن مشروع محطة قوى الاندماج الإيضاحية، والعديدَ من الاجتماعات التقنية. كما أنها تُنتج منشورات بشأن الاندماج، من قبيل مجلة الاندماج النووي وكتاب فيزياء الاندماج؛ وتنشأ شبكات خاصة بالمؤسسات والعلماء لمعالجة القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك؛ وتتعهـّد قواعد بيانات لفائدة مجتمع الاندماج؛ وتدعم التعليم والأنشطة التدريبية في مجال الاندماج.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية