استناداً إلى نهج ضمانات معيَّن، تعِدُّ الوكالة خطة تنفيذ سنوية تحدِّد أنشطة الضمانات، سواء في الميدان أو في مقر الوكالة الرئيسي في فيينا، التي تعتزم الوكالة القيام بها في سنة معينة بالنسبة لدولة ما.
التحقُّق وغيرها من أنشطة الضمانات
التخطيط للأنشطة المتعلقة بالضمانات وتنفيذها وتقييمها
بمجرد إجراء أي نشاط، تقوم الوكالة بتقييم مدى تحقيق هذا النشاط للهدف أو الأهداف التقنية، وتحدِّد أي أسئلة وأوجه عدم اتساق وحالات شاذة تحتاج إلى مزيد من أنشطة المتابعة، التي يمكن بعد ذلك إدراجها في خطة محدَّثة.
وتضطلع الوكالة بأنشطة الضمانات الميدانية للتحقُّق من تقارير الدول وإعلاناتها. وهي ذات أهمية أساسية لأنها توفر للوكالة معلومات يمكن أن تستند إليها في التوصل إلى استنباطات واستخلاص استنتاجات مستقلة بشأن ما إذا كانت الدولة تفي بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات، لا سيما ما إذا كانت الدولة قد حصرت وأعلنت عن جميع المواد النووية على النحو الواجب، وأنها لا تقوم بأيّ أنشطة نووية غير معلنة.
أدوات وأنشطة مفتشي الوكالة في الميدان
يغطي التفتيش الميداني مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها مفتشو الوكالة في المرافق النووية أو أماكن واقعة خارج المرافق للتحقُّق من أن المواد النووية المعلنة والخاضعة للضمانات ظلت تُستخدم في أنشطة نووية سلمية أو تم على نحو آخر حصرها حصراً وافياً.
ويقوم مفتشو الوكالة بمجموعة متنوعة من أنشطة التحقُّق في الميدان.
وعملية حصر المواد النووية مشابهة لعملية تدقيق تتمُّ في أحد المصارف؛ إذ يقوم المفتش بمقارنة المعلومات المبيَّنة ضمن سجلات ودفاتر وتقارير حصر المواد النووية الخاصة بمرفق ما بما أبلغته الدولة إلى الوكالة، ويتحقَّق بشكل حاسم من أن المواد النووية هي موجودة بالفعل في المرفق حسبما أعلنت.
وخلال عملية التحقُّق من المعلومات التصميمية، يقارن المفتشون معلومات تصميم المرفق التي قدَّمتها الدولة إلى الوكالة بالملاحظات الميدانية لتأكيد أن المعلومات المقدَّمة من جانب الدولة صحيحة وكاملة، وتأكيد عدم إساءة استخدام المرفق.
وقد تؤخذ عينات بيئية للتحليل للتحقُّق من أن المرفق قد استخدم كما أُعلن. وتسمح هذه العينات بتحليل آثار المواد التي يمكن أن تكشف عن معلومات عن المواد النووية (مثل البلوتونيوم المفصول أو اليورانيوم الشديد الإثراء في مرفق) أو الأنشطة التي لم يُعلن عنها للوكالة.
ويتحقق المفتشون من جرد مخزون المواد النووية باستخدام مجموعة من تقنيات القياس. وتشمل هذه التقنيات عدّ المفردات ووزنها والقياس غير المتلف باستخدام المكاشف الإشعاعية، وأخذ العينات لإجراء تحليل مفصل ومتلف في مختبرات الوكالة. ويمكن استخدام القياس غير المتلف لتحديد وجود أو كمية المواد النووية في مفردة ما دون إحداث تغييرات مادية في المفردة ذاتها. فيما يؤدي التحليل المتلف إلى تحديد دقيق جداً لتركيز المواد النووية في عينة صغيرة من المادة المأخوذة من المرفق. ويتم إتلاف عينة المادة خلال عملية القياس.
وقد تـُستخدم تقنيات خاصة بالاحتواء والمراقبة، مثل القيام بوضع أختام واستخدام كاميرات وكواشف تـُركـّب في المرفق، من أجل ضمان استمرارية المعرفة بما يحيط بالمواد والمرافق النووية فيما بين عمليات التفتيش وذلك عن طريق الحيلولة دون الوصول إلى المواد النووية على نحو غير مكشوف أو تشغيل المرفق على نحو غير معلن. وإلى جانب ذلك يوفر نحو ٣٠٠ من النُّظم الآلية، بعضها ينقل البيانات إلى المقرّ الرئيسي للوكالة، استمرارية معرفية بفاعلية وكفاءة.