You are here

اتفاق عراسيا والوكالة يستضيفان دورتين تدريبيتين إقليميتين متزامنتين بشأن تعزيز علاج السرطان

,
,

المشاركون في الدورة التدريبية يطَّلعون على إجراءات إنتاج المستحضرات الصيدلية الإشعاعية ومراقبة جودتها في مرفق السيكلوترون التابع للجامعة الأمريكية في بيروت. (الصورة من: ليندا عيد، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

بغية التخفيف من عبء السرطان المتزايد في الدول العربية، تُقدِّم الوكالة الدعم للدول الأطراف في اتفاق عراسيا لتنمية قدراتها في مجالات الطب النووي والعلاج الإشعاعي للأورام وإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية. وعُقدت في الفترة من 21 إلى 25 تشرين الثاني/نوفمبر دورتان تدريبيتان إقليميتان متزامنتان في الجامعة الأمريكية في بيروت – التي سُمِّيت مؤخَّراً مركزاً للموارد الإقليمية في منطقة اتفاق عراسيا – لبناء القدرات في مجال تقنيات التصوير الهجينة وفي مجال إنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية ومراقبة جودتها، على التوالي.

ومن خلال الاتفاق التعاوني للدول العربية الواقعة في آسيا للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين (اتفاق عراسيا)، خطَّت الوكالة تاريخاً طويلاً من المساعدة على تحسين قدرات البلدان العربية في مجالات الكشف المبكر عن السرطانات وتشخيصها وعلاجها عن طريق: تنظيم حلقات العمل الإقليمية والوطنية، والعمل عن كثب مع وزارات الصحة والمنظمات العلمية والمؤسسات المدنية، والمساعدة على شراء المستهلكات المختبرية والمعدات البالغة الأهمية.

وقد نُظِّمت الدورتان التدريبيتان في إطار اتفاق عراسيا وفي سياق برنامج جارٍ للتعاون التقني الإقليمي. وإجمالاً، حضر الدورتين 27 مشاركاً من سبع دول أطراف في اتفاق عراسيا، هي: العراق ولبنان والأردن والكويت وعمان وسوريا واليمن.

وركَّزت الدورة التدريبية الأولى على استخدام التصوير الهجين في إدارة الأمراض غير المعدية، وجمعت 16 مشاركاً من سبع بلدان أطراف في اتفاق عراسيا. وركَّزت هذه الدورة التي دامت أسبوعاً على تدريب المشاركين على مجموعة متعددة من تقنيات الطب النووي المستخدمة في تشخيص وعلاج الأمراض غير المعدية، بما فيها الأورام وأمراض القلب وأمراض الأعصاب. واستكشفت الدورة الفوائد الإكلينيكية المختلفة لهذه التقنيات وقيمتها النسبية، وشدَّدت على أهمية البروتوكولات المستخدمة في كلِّ حالة من هذه الحالات المرضية.

وتناولت المناقشات التفاعلية التي دارت أثناء الدورة إجراءات الطب النووي التشخيصية والعلاجية، بما في ذلك نُّهج التصوير الهجين الحالية القائمة على التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني/التصوير المقطعي الحاسوبي (PET/CT) والتقنيات الجديدة التي تستخدم عوامل تصوير جديدة، من قبيل المستضد البروستاتي الغشائي ودوتاتيت الغاليوم-68. وأوضح السيد إنريكيه إسترادا، اختصاصي الطب النووي في الوكالة، أنَّ الدورة التدريبية أتاحت أيضاً للمشاركين فرصة لاستكشاف الإمكانيات المستقبلية لإدراج تقنيات العلاج المستهدف بالنويدات المشعة، ومنها العلاج المناعي، في الممارسات الإكلينيكة في البلدان السبعة المشاركة.

وقال الدكتور محمد حيدر، مدير قسم الطب النووي ومرفق السيكلوترون في المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت: "إنَّ تعاون الوكالة وبلدان اتفاق عراسيا الوثيق مع المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت، بصفته مركزاً للموارد الإقليمية، سيساعدنا على النهوض برؤية الوكالة واتفاق عراسيا ومهمتهما في المنطقة وفي العالم العربي – أي تنفيذ إجراءات جديدة في مجال الطب النووي وتحقيق الريادة في التعليم".

المشاركون في الدورتين التدريبيتين يتسلَّمون شهادات رسمية من الوكالة. (الصورة من: الجامعة الأمريكية في بيروت)  

أما الدورة التدريبية الإقليمية الثانية فركَّزت على إنتاج ومراقبة جودة مجموعة مهمة من الأدوية المستخدمة في تقنية التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني، تُعرف باسم المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية القائمة على الفلور-18. وتُحقن هذه العقاقير الدوائية المُشعة داخل أجسام المرضى المصابين بأنواع مختلفة من السرطان، وتُستخدم لأغراض التشخيص ومتابعة العلاج والرصد.

وجمعت الدورة 11 مشاركاً من ست دول أطراف في اتفاق عراسيا للاطلاع على أحدث تطبيقات الإنتاج ومراقبة الجودة والتطبيقات الإكلينيكية لهذه المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، مع التركيز على الغلوكوز المنزوع الفلور الموسوم بالفلور-18 والكولين الموسوم بالفلور-18 ومادة الفلورودوبا الموسومة بالفلور-18. وجرى تعريف المشاركين بأحدث منشورات الوكالة ذات الصلة بموضوع الدورة التدريبية.

وسلَّط السيد أمير جليليان، الاختصاصي في كيمياء النظائر المشعة والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية في الوكالة، الضوء على أنَّ المشاركين أُتيحت لهم فرصة للاطلاع على الوضع وآخر المستجدات في إنتاج نظائر الفلور-18 المشعة وفي إنتاج مجموعة من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية القائمة على الفلور-18، بما في ذلك تطبيقات هذه المستحضرات ومراقبة الجودة في البلدان المشاركة في التعاون التقني الإقليمي برعاية الوكالة. وجرى استعراض إجراءات إنتاج ومراقبة جودة هذه المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية وإجراءات الوقاية من الإشعاعات وقياس الجرعات.

وأوضحت السيدة مارينا ميشار، من شعبة آسيا والمحيط الهادئ بإدارة التعاون التقني في الوكالة، أنَّ "الدورة التدريبية حول إنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية القائمة على الفلور-18 ومراقبة جودتها تدعم أيضاً تطبيق التقنيات الجديدة والمحدثة في مجال الطب النووي، مما يساعد بدوره على تسهيل إرساء أسس البحث العلمي في المنطقة، لأنَّ إنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية وفقاً لأحدث التقنيات يُعدُّ عنصراً ضروريًّا لإرساء القدرات البحثية الملائمة. وهذه التقنيات المحدثة مهمة أيضاً لتقديم خدمات الرعاية الصحية بجودة عالية ولتعليم الجيل المقبل بشأن معايير مراقبة الجودة ومن ثمَّ جودة إنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية".

وأكَّد الدكتور حيدر أنَّ المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت سيبدأ في إنتاج 3 مقتفيات إشعاعية جديدة في عام 2023.

وقد شملت كلتا الدورتين التدريبيتين مكوِّناً للتعلم العملي، بما في ذلك زيارات وجولات في مرفق السيكلوترون في المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت ومرافق أخرى ذات صلة بالطب النووي. كما خُصِّص وقت كي يتسنى للمشاركين الانضمام إلى المؤتمر الثاني للجمعية العربية للطب النووي – الذي عُقد في نفس الوقت في بيروت بدءاً من 23 تشرين الثاني/نوفمبر – وحضور الجلسات العلمية. وحضر المؤتمر أكثر من 600 مشارك من 52 بلداً.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية