You are here

دول عربية تعزز التعاون في الطب النووي والعلوم النووية

,
,

وفي 25 شباط/فبراير، وُقِّعَ بشكل متزامن على خمس مذكرات تفاهم بهدف تعزيز التعاون ونقل المعرفة فيما بين الدول الأطراف في اتفاق عراسيا. (الصورة من: عمر يوسف/الوكالة) 

بات تشخيص الأمراض غير المعدية، بما في ذلك السرطان، وعلاجها، على نحو دقيق وناجز، قضيةً عالمية. لكن في بعض الدول العربية في آسيا، أدى النقص الكبير في البنية الأساسية والقدرات في مجال رعاية مرضى السرطان إلى تضييق فرص الحصول على العلاج بالطب النووي والعلاج الإشعاعي المنقذين للحياة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تنوء الدول العربية بنسبة تبلغ 11% من حالات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تشهد زيادة بنسبة 270% في معدلات الإصابة بالسرطان بين عامي 2003 و2030.

ولكن في السنوات العشرين الماضية، تحسنت إمكانية الحصول على الرعاية الصحية لمرضى السرطان تحسنا كبيرا، حيث نفذت الوكالة، بالتعاون الوثيق مع المؤسسات الشريكة، سلسلة متواصلة من المشاريع لسد الثغرات في عدم المساواة في مجال الحصول على الرعاية الخاصة بأمراض السرطان في المنطقة. واليوم، أصبح لدى 80% من بلدان المنطقة سياسات وطنية لمكافحة السرطان، ومنذ عام 2015، ارتفع عدد عيادات علاج الأورام في البلدان العربية بنسبة 12%، ويعزى ذلك جزئياً إلى تنامي القدرات التقنية.

وفي إطار الاتفاق التعاوني للدول العربية الواقعة في آسيا للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين، المعروف باسم عراسيا، وهو اتفاق بين الدول العربية العشر تولت الوكالة تيسيره، من المزمع أن تقوم البلدان الناطقة بالعربية بزيادة تعاونها في هذا المجال بموجب خمس مذكرات تفاهم وُقِّعت الشهر الماضي. ويعد التوقيع المتزامن على مذكرات التفاهم حدثاً هو الأول من نوعه لبلدان عراسيا، وهو يتيح للبلدان العربية الأكثر تقدما من الناحية التقنية تقديم الدعم لجيرانها في مجالات الطب النووي، ومعايرة الأجهزة، وفي قياس الجرعات وضمان الأمان من الإشعاع المؤين.

وقال نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية هوا ليو: "يشكل التوقيع على هذه الاتفاقات الأساس لنموذج يقتدى به في التعاون التقني فيما بين البلدان النامية، ويتيح وسيلة ناجعة لتقديم خدمات عالية الجودة ولتنمية الموارد البشرية". (الصورة من: عمر يوسف/الوكالة)

وتُسَمِّي مذكرات التفاهم بعض المؤسسات المتخصصة لتغدو مراكزَ موارد إقليمية في منطقة عراسيا، وستُيسر توفير دعم الخبراء، والحصول على بيانات البحوث، وتنظيم حلقات العمل والدورات التدريبية، وتبادل الخبرات التقنية لدعم احتياجات بلدان المنطقة بغية الإمعان في تعزيز العلاج الإشعاعي والطب النووى. ويتزامن التوقيع على مذكرات التفاهم، الذي أخذ طابعه الرسمي في احتفال أقيم يوم الجمعة 25 شباط/فبراير في مقر الوكالة، مع الذكرى السنوية العشرين لاتفاق عراسيا.

وقال هوا ليو نائب المدير العام ورئيس إدارة التعاون التقني بالوكالة الدولية للطاقة الذرية:"من شأن تعيين مراكز الموارد الإقليمية التابعة لعراسيا والتوقيع على هذه الاتفاقات أن يؤسس لنموذج يحتذى به في التعاون التقني بين البلدان النامية، وهو يشكل وسيلة ناجعة لتقديم خدمات عالية الجودة، ويفضي إلى تنمية موارد بشرية تلبي احتياجات الدول الأطراف في اتفاق عراسيا وتدعم برنامج عراسيا للتعاون التقني." كما يزود اتفاق عراسيا بأداة ممتازة لحشد الموارد".

وتغطي مذكرات التفاهم، التي وُقِّع عليها بين أمانة عراسيا وكل مؤسسة من المؤسسات على حدة، التعاون مع مؤسستين للطب النووي: المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت، ومركز الكويت لمكافحة السرطان؛ وثلاثة مختبرات للمعايير الثانوية لقياس الجرعات، وهي على النحو التالي: مختبر المعايير الثانوية لقياس الجرعات في الأردن؛ وإدارة الوقاية من الإشعاعات بمعهد الكويت للاختصاصات الطبية ـ وزارة الصحة؛ والمختبر الوطني للقياس الإشعاعي التابع لهيئة الطاقة الذرية السورية في سوريا.

ويضم اتفاق عراسيا عشر دول أعضاء، هي الأردن والإمارات العربية المتحدة وسوريا والعراق وعُمان وقطر والكويت ولبنان والمملكة العربية السعودية واليمن. (الصورة من: عمر يوسف/الوكالة) 

اتفاق إقليمي للتعاون النووي

يسعى اتفاق عراسيا إلى بناء التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا النووية بين الأردن والإمارات العربية المتحدة وسوريا والعراق وعُمان وقطر والكويت ولبنان والمملكة العربية السعودية واليمن. وعلى مدى العقدين الماضيين، ساهم اتفاق عراسيا في تنمية القدرات التقنية وقدرات الموارد البشرية في المنطقة من خلال أكثر من 55 مشروعا من مشاريع الوكالة للتعاون التقني.

ونُظِّم من خلال اتفاق عراسيا أكثر من 116 دورة تدريبية، فضلا عن 234 منحة دراسية و 72 مهمة خبراء، ما أسهم في تزويد المهنيين، عبر عدد كبير من القطاعات الحيوية، بمهارات وقدرات جديدة في مجال العلاج الإشعاعي للأورام، والطب النووي، والتصوير التشخيصي، وإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية.

وفي السنوات الأخيرة، ظلت المؤسسات في المنطقة تمثل أداةً لا غنىً عنها في جهود بناء القدرات والتعاون في إطار اتفاق عراسيا بشأن التطبيقات النووية السلمية. ومنذ عام 2018، ظلت المؤسسات التقنية ومؤسسات البحوث في البلدان التي تتمتع ببنية أساسية ومهارات متقدمة في مجالات مواضيعية محددة من الطب النووي وقياس الجرعات في منطقة عراسيا تقدّم الدعم لللاحتياجات الإقليمية الناشئة. وقد ساعدت هذه المراكز في تدريب المهنيين، وتبادل الخبرات، والتعاون في أنشطة التعاون التقني المشتركة، وتعزيز المعايير التقنية داخل المؤسسات في منطقة عراسيا.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية