You are here

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجمع خبراء من أفريقيا لزيادة التأهُّب للتصدي لفيروس الإيبولا وغيره من الأمراض الحيوانية المصدر

2017/36
فيينا، النمسا

يجتمع في مقرِّ الوكالة الرئيسي هذا الأسبوع أكثر من ١٥٠ مشاركاً من ٤٠ بلداً أفريقيًّا لتقاسم الخبرات وتحسين نظم المراقبة الوطنية فيما يتعلق بالأمراض الحيوانية المصدر الشديدة العدوى، مثل إنفلونزا الطيور والإيبولا. (الصورة من: الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تجمع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع خبراء أفارقة في مجالات الصحة البشرية والطب البيطري والحياة البرية بهدف تعزيز نظم الإنذار المبكر من أجل مواجهة حالات تفشي الأمراض التي تنتقل من الحيوان للإنسان، أو الأمراض الحيوانية المصدر.  

ويجتمع أكثر من ١٥٠ مشاركاً من ٤٠ بلداً أفريقيًّا في مقر الوكالة الرئيسي في فيينا لتقاسم الخبرات من أجل تحسين شبكات المراقبة الوطنية لرصد واحتواء انتشار الفيروسات الشديدة العدوى، مثل إنفلونزا الطيور والإيبولا وفيروس ماربورغ وحمى القرم-الكونغو النزفية وجُدري النسناس.

ويأتي هذا الاجتماع، الذي سيُعقد في الفترة من ٢١ إلى ٢٥ آب/أغسطس، في إطار مشروع استُهلَّ في عام ٢٠١٤، بالاشتراك بين الوكالة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، خلال أزمة الايبولا في غرب أفريقيا. ويوفِّر المشروع معدات التشخيص والتدريب للبلدان الأفريقية. وتتيح تقنية التفاعل البوليميري المتسلسل، المشتقة من المجال النووي، تحديد هوية الفيروسات في غضون بضع ساعات وبدقة كبيرة، وتؤدي دوراً بالغ الأهمية في الكشف السريع عن الأمراض الحيوانية والحيوانية المصدر العابرة للحدود ومكافحتها. ويهدف المشروع أيضاً إلى تعزيز شبكة المختبرات البيطرية في القارة.

وتضمُّ صفوف المشاركين في الاجتماع خبراء من الفاو، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، والمعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا، والمعهد الوطني للأمراض المعدية في اليابان، وجامعة ماربورغ في ألمانيا، والشبكة الدولية لمعهد باستور، ومعهد إقليم فينيسيا للبحوث البيطرية الوقائية التجريبية (IZSVe).  

وقال شوكت عبد الرزاق مدير شعبة أفريقيا التابعة لإدارة التعاون التقني بالوكالة: "من غير المؤكد متى وأين يمكن أن تقع حالة التفشي المقبلة، ومن ثمَّ فمن المهم للغاية أن تعمل البلدان المعرَّضة للخطر، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء، على التأهُّب للتصدي في الأجل الطويل".

ويرجع منشأ ما يقرب من ٧٥ في المائة من الأمراض البشرية إلى الحيوانات. وحتى يمكن تعقُّب انتشار الفيروسات في الحيوانات البرية التي تهاجر عبر الحدود والأعداد الضخمة من حيوانات المزارع في القارة الأفريقية، يتطلَّب الأمر أنظمة كشف مُحكمة وتواصلًا جيدًا بين العاملين في مجالات الحياة البرية والصحة البشرية والحيوانية، بما يكفل اتخاذ تدابير الاحتواء في وقت مبكر.

كما أفضى نمو أعداد السكان من البشر وزحفهم إلى المناطق النائية، إلى جانب عوامل بيئية مثل تغيُّر المناخ، إلى زيادة انتشار الأمراض الحيوانية إلى البشر.

وقال أحد المشاركين في الاجتماع، ياو باتانامي أكبيلي، مدير الرقابة الوطنية في توغو: "لدينا ١٦ مليون طائر في توغو، لذا فإنَّ صحة تلك الطيور مهمة جداً لصحتنا". وقد تلقى ذلك البلد معدات وتدريباً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران/يونيه للمساعدة على احتواء حالة لتفشي إنفلونزا الطيور.

وقال تريفور شوميكر، وهو أخصائي في علم الأوبئة لدى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها كان يعمل في أوغندا في وقت سابق: "إنَّ الكشف المبكر هو الحل. وقد لا يمكن منع أول حالة وفاة أو حالتين، ولكن يمكن منع انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين".

وفي حين شهدت القدرات التشخيصية في أفريقيا زيادة كبيرة في السنوات العشر الأخيرة — وهو ما يرجع في جزء منه للتدابير الدولية المتَّخذة للتصدِّي للأزمات الصحية الأخيرة — فلا يزال تنسيق تدابير التصدي لحالات التفشي يمثِّل تحدياً في أنحاء كثيرة من القارة.

وقال شوميكر: "هذا أمر مهم للغاية. فقد تكون بعض البلدان مستعدة جيِّداً لجمع العينات والكشف عن حالات العدوى، ولكن قد لا تكون لديها الموارد اللازمة لاتِّخاذ تدابير التصدِّي بسرعة؛ أو العكس، أن تنفِّذ تدابير التصدي والاحتواء بسرعة كبيرة، ولكن لا تتوفَّر لديها الاختبارات التشخيصية لمتابعة تطوُّر حالة التفشي أو الوقوف على حالات الإصابة الجديدة أو تأكيدها".

ويهدف اجتماع الوكالة إلى المساعدة على سد هذه الفجوة من خلال تيسير إقامة الشبكات بين السلطات المعنية بالحياة البرية والصحة البشرية والحيوانية حتى تتمكن من تقاسم المعلومات الوبائية ومعلومات المراقبة سريعاً.

وقال يانوش تاديوش بافيسكا من المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا، والذي ساعد على إنشاء القدرات المختبرية التشخيصية في سيراليون أثناء أزمة الإيبولا: "إنَّ فيروس الإيبولا لا يزال موجوداً، وقد يُبلغ عن وقوع حالة تفشٍ للإيبولا بينما نتكلم الآن. وحالما تكون لديك شبكة قائمة، يصير لديك هيكلاً يزيد كثيراً من سرعة التصدي".

وتُموَّل المساعدة التي تقدِّمها الوكالة للبلدان الأفريقية بغرض التأهُّب للتصدِّي للأمراض الحيوانية المصدر من مساهمات من اليابان والولايات المتحدة والنرويج ومن الاتفاق التعاوني الإقليمي الأفريقي للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين (اتفاق أفرا).

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية