You are here

رسوم بيانية مرجعية دولية جديدة لتكوين الجسم عند الرُّضع تساعد على مكافحة سوء التغذية

,

الدراسة الجديدة التي أجرتها الوكالة ضمَّت جنسيات متعددة واستهدفت متابعة مجموعة من الرُّضع منذ الولادة حتى بلوغ 24 شهراً في بلدان ذات دخل متوسط، بشريحتيه الدنيا والعليا، وبلدان ذات دخل مرتفع في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية. (الصورة من: Adobe Stock)

أقرَّ الخبراء من جميع أنحاء العالم بأن التأسيس الغذائي الجيد للطفل خلال أول سنتين من الحياة يمثل أولوية لضمان النمو الأمثل والتطور الوظيفي والتمتع بالصحة في مراحل الحياة اللاحقة. ومؤشر تكوين الجسم من المؤشرات التي أثبتت جدواها فيما يخص الصحة الغذائية، حيث إنه يشير إلى الكميات النسبية من الدهون والأنسجة العضلية التي يتألف منها الجسم.

واستخدمت دراسة مدعومة من الوكالة تقنية نووية نظيرية، فضلاً عن وسائل أخرى، لتقييم تكوين الجسم خلال الطفولة ولإعداد بيانات مرجعية دولية جديدة. ونُشرت هذه الدراسة مؤخراً في المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية (American Journal of Clinical Nutrition). ومن خلال استخدام تقنية النظائر المستقرة القائمة على تخفيف الديوتيريوم، جَمَع الباحثون بيانات بشأن تكوين الجسم من أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية، بينما كانت البيانات المتعلقة بحالة التغذية عند الرُّضع في السابق تستند فقط إلى نسب الجسم مثل الوزن والطول. 

وقالت السيدة ألكسيا ألفورد، أخصائية التغذية في الوكالة والمؤلفة الرئيسية للدراسة الأخيرة عن تكوين الجسم عند الرُّضع: "في حين يشكل الطول والوزن عنصرين أساسيين للقياسات في مرحلة الطفولة المبكرة، فإن هذه القياسات لا توفر معلومات عن تكوين جسم الطفل، أي كتلة الدهون والكتلة الخالية من الدهون". وأضافت: "تترتب على مقدار كتلة الدهون أو الكتلة الخالية من الدهون عند الشخص تداعيات مهمة على صحته على المدى الطويل، لذلك من المهم قياس تكوين الجسم خلال الطفولة".

وركزت الدراسة التي أجريت بين عامي 2013 و2019 على قياس تكوين الجسم خلال أول سنتين من حياة 1496 رضيعاً. والبيانات المجمَّعة عن الرُّضع الأصحاء في هذه الدراسة هي أكثر مجموعة متنوعة بين مجموعات البيانات المتاحة عن تكوين الجسم، ومكَّنت من وضع رسوم بيانية مرجعية دولية جديدة لتكوين الجسم عند الرُّضع من الولادة حتى بلوغ 24 شهراً.

وأضافت السيدة ألكسيا: "هذه الرسوم البيانية المرجعية لتكوين الجسم ستمنح الأطباء الإكلينيكيين والباحثين الأداة اللازمة لتفسير بيانات تكوين الجسم لدى الأطفال الرُّضع، ومن الممكن أن يُسترشد بها في إجراء التدخلات اللازمة وتقييمها لمكافحة العبء المزدوج الناتج عن سوء التغذية، ووضع مسارات لحياة صحية أفضل في مرحلة الطفولة". وتشير عبارة العبء المزدوج الناتج عن سوء التغذية إلى انتشار معدلات مرتفعة من نقص التغذية إلى جانب ارتفاع معدلات البدانة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

ويمكن أن يساعد الفهم الأفضل لتكوين الجسم في مرحلة الرضاعة على وضع استراتيجيات التدخل الغذائي للحد من المشاكل المتعلقة بسوء الصحة الغذائية العامة. وعندما يكون تكوين جسم الرضيع ضعيفاً، يكون أكثر عرضة للإصابة عند البلوغ بالبدانة وما يتصل بها من أمراض غير معدية، مثل داء السكري من النوع الثاني أو أمراض القلب.

وستدعم البيانات المرجعية الجديدة لتكوين الجسم تصميم تدخلات غذائية تستند إلى بيانات أكثر دقة وتوفيراً للمعلومات وذات صلة. وقالت السيدة ألكسيا: "بهذه الطريقة، يمكن أن تسهم البيانات في تحسين برامج التغذية وتعزيز الجهود العالمية الرامية إلى منع سوء التغذية عند الرُّضع والأطفال الصغار وما يتصل بذلك من ضعف الصحة على المدى الطويل حتى مرحلة البلوغ".

كيفية استخدام التقنيات النووية لتقييم تكوين الجسم عند الرُّضع

بكل بساطة، يتألف وزن جسم الشخص من كتلة الدهون والكتلة الخالية من الدهون وهذا هو تكوين جسمه. وتتكون الكتلة الخالية من الدهون من الماء والمعادن والبروتينات، ومن المسلَّم به أن الكتلة الدهنية لا تحتوي على الماء. ويمكن قياس إجمالي مقدار الماء في الجسم باستخدام تقنية النظائر المستقرة القائمة على تخفيف الديوتيريوم، وعندما نعرف هذا المقدار الإجمالي للماء، وهو ما يعادل الكتلة الخالية من الدهون، يمكننا تقدير حجم كتلة الدهون.

والديوتيريوم نظير مستقر وبالتالي فهو نظير غير مشع للهيدروجين الذي يشكِّل أحد مكوني الماء (H2O). واستخدمت هذه الدراسة تقنية تخفيف الديوتيريوم لتقييم تكوين الجسم لدى الرُّضع بين عمر 3 أشهر و24 شهراً. وأخِذَت عينة من لُعاب كل طفل رضيع باستخدام ماسحة قطنية قبل أن يبلع الرضيع جرعة صغيرة من الماء الموسوم بالديوتيريوم (H2O2). وبعد ذلك، يمتزج الماء الموسوم مع الماء الموجود داخل جسم الرضيع وبعد مرور ساعتين، يكون النظير قد انتشر بالتساوي في الماء الموجود داخل الجسم. وتُؤخذ بعد ذلك عينة أخرى من لعاب الرضيع. ويُقاس مستوى إثراء الديوتيريوم في اللعاب باستخدام قياس الطيف الكتلي لنسبة النظائر، أو تنظير الطيف بالأشعة تحت الحمراء باستخدام تحويل فورييه. ويُحسب المقدار الإجمالي للماء في الجسم من قياس مستوى الإثراء النظيري ووزن الماء المبتلع الموسوم بالديوتيريوم ونسبة إثرائه. ويستخلص من ذلك مقدار الكتلة الخالية من الدهون باستخدام عامل إماهة مناسب. وتكون كتلة الدهون هي الفرق بين وزن الجسم والكتلة الخالية من الدهون. واستُخدمت هذه التقييمات في إعداد رسوم بيانية مرجعية لتكوين الجسم عند الرُّضع، أي للكتلة الخالية من الدهون وكتلة الدهون.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية