You are here

ناميبيا تلتمس من الوكالة مساعدتها في دراسة نظامها الإيكولوجي البحري لدعم مصايد الأسماك الرئيسية

,
,

باحثون يجمعون الرواسب الجوفية على طول الساحل الناميبي.

(الصورة: دي. سي. لو/وزارة الثروة السمكية والموارد البحرية، ناميبيا)

 

كشفت الدراسة الشاملة الأولى على الإطلاق بشأن تركيز النويدات المشعة والعناصر النزرة في المياه الساحلية في ناميبيا أنه في حين أن مستويات النويدات المشعة منخفضة للغاية، فهناك مؤشر على زيادة تركيز عناصر نزرة معينة عن التركيز المعتاد. وهناك حاجة إلى مواصلة الدراسة لتحديد ما إذا كانت هذه الزيادة بسبب النشاط البشري على طول الساحل أم بسبب التركيب الجيولوجي الأساسي لباطن التربة، وفقاً لتقرير علمي قدمته الوكالة إلى حكومة ناميبيا في أواخر عام ٢٠١٧، استناداً إلى أبحاث أجريت بطلب من الحكومة.

وقال أكسل تيبينيان، مدير الهيئة الوطنية للوقاية من الإشعاعات في ناميبيا: "يوفر تقرير الوكالة معلومات ممتازة عن الحالة الراهنة ويمكن استخدامه كأساس لأنشطة الرصد في المستقبل". وأضاف: "من الواجب استخدام الموارد البحرية على نحو مستدام حيث إنها تساهم بشكل كبير في تنميتنا الوطنية. وسيساعدنا التقرير على القيام بذلك."

وستواصل الوكالة، بعد هذا البحث الأولي، تقديم الدعم للحكومة لتكتسب رؤية أفضل عن المستويات المرتفعة للعناصر النزرة.

وبالإضافة إلى الزيادة السكانية في البلاد، يزداد استخراج اليورانيوم والذهب والماس، فضلاً عن النشاط الصناعي، وهناك اهتمام متزايد بالتعدين في قاع البحار لاستخراج الفوسفات. وناميبيا واحدة من أكبر خمسة منتجين لليورانيوم في العالم. ولتقييم أي تأثير على البيئة لهذا المستوى المتزايد من النشاط البشري، يتعين وضع خط أساس، لأن بعض هذه الأنشطة قد يؤدي إلى زيادة مستويات النويدات المشعة والعناصر النزرة. ويمكن للبيانات الواردة في التقرير أن توفر خط الأساس هذا.

وقال ديون لو، العالم البحري المسؤول عن الدراسة في وزارة الثروة السمكية والموارد البحرية الناميبية: "هذا المشروع هو الأول من نوعه ووفر معلومات جديدة عن الجرف الناميبي". وأردف: "نحن بحاجة إلى هذه المعرفة لرصد نظامنا الإيكولوجي البحري وحمايته حيث يستمر النشاط البشري في الزيادة".

وتزايُد الأنشطة الساحلية يعني أن هناك حاجة إلى لوائح جديدة لرصد وإدارة النويدات المشعة والعناصر النزرة الطبيعية منها والتي تسبب فيها الإنسان (أو الناشئة عن النشاط البشري) التي قد تلوث النظام الإيكولوجي البحري، مع احتمال تأثيرها في الأغذية البحرية والسكان المحليين والاقتصاد.

والمياه الساحلية الناميبية تدعم تنوعاً بيولوجياً غنياً وتمتد على طول تيار بنغويلا المضطرب في جنوب المحيط الأطلسي لأكثر من ١٥٠٠ كيلومتر. وجزء كبير من الساحل منطقة محمية بحرية، ويعتبر غير ملوث. وهو جزء من النظام الإيكولوجي البحري الكبير في شمال بنغويلا - واحد من أكثر النظم الإيكولوجية الساحلية إنتاجية في العالم - ويدعم الصناعات القيّمة في مجال صيد الأسماك وتربية الأحياء البحرية. وهي بيئة ديناميكية للغاية: رياح قوية، وتيارات هائجة، وانفجارات كبريتية تحت الماء تحيط بمخزون غني من الأسماك والعوالق وغيرها من الأحياء البحرية، بما في ذلك أكبر بكتيريا في العالم مرئية للعين المجردة.

وعلى الرغم من كل هذا النشاط، فإنه لم يكن يُعرف إلا القليل عن مستويات النشاط الإشعاعي البحري والعناصر النزرة في ناميبيا حتى الآن.

 

الدراسة

 

بناءً على طلب وزارة الثروة السمكية والموارد البحرية، بدأت الوكالة في عام ٢٠١٤ في جمع مجموعة متنوعة من العينات البحرية قبالة الساحل. وجُمع أكثر من ٥٠٠ عينة، بما في ذلك رواسب ومياه بحر وأسماك وبلح بحر وأعشاب بحرية. وأجريت آلاف عديدة من القياسات على العينات. وشارك في المشروع البحثي أكثر من ٤٠ باحثاً من ١١ مؤسسة في ستة بلدان.

ويمكن للنويدات المشعة والنظائر المعدنية النزرة، بالإضافة إلى توفير قياسات أساسية للتقييم المستمر للتلوث وتنظيمه، أن تكون بمثابة أدوات لفهم العمليات الأوقيانوغرافية وعمليات التلوث بشكل أفضل (انظر مربع العلوم). فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد دراسة نظائر الرصاص على تقييم ما إذا كان الرصاص موجوداً بشكل طبيعي أو كنتيجة للأنشطة البشرية. كما يمكن أن توفر البصمة النظيرية للرصاص معلومات عن مصادر الملوثات.

وقالت مارتينا روزماريك، أخصائية البحوث العلمية في مختبرات البيئة التابعة للوكالة: "لا يساعد هذا البحث ناميبيا فحسب، بل سيواصل أيضاً إضافة قيمة علمية دولية من خلال تحسين المعارف بالأنماط العالمية للتلوث البحري،". وأضافت: "عند دراسة وجود النويدات المشعة الطبيعية والبشرية المنشأ والعناصر النزرة، مثل الرصاص والزئبق والنحاس والكادميوم، قبالة سواحل ناميبيا، فإننا نسد فجوة معرفية مهمة على خريطة العالم."

يوفر تقرير الوكالة معلومات ممتازة عن الحالة الراهنة ويمكن استخدامه كأساس لأنشطة الرصد في المستقبل". وأضاف: "من الواجب استخدام الموارد البحرية على نحو مستدام حيث إنها تساهم بشكل كبير في تنميتنا الوطنية. وسيساعدنا التقرير على القيام بذلك.
أكسل تيبينيان، مدير الهيئة الوطنية للوقاية من الإشعاعات في ناميبيا

باحثون يجمعون الرواسب الجوفية على طول الساحل الناميبي.

(الصورة: دي. سي. لو/وزارة الثروة السمكية والموارد البحرية، ناميبيا)

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية