You are here

اليوم العالمي للمحيطات لعام ٢٠١٨: بحث للوكالة يُظهر أن تنظيم انبعاثات الرصاص والزئبق قد أدّى إلى انخفاض التلوث البحري.

,

ويقوم العلماء في مختبرات البيئة التابعة للوكالة في موناكو بتحليل عينات الرواسب والكائنات الحية والمياه لتحديد مستويات الملوثات. (الصورة: تانمي. ميسرا/الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تتراجع مستويات الرصاص والزئبق في البحر تراجعاً ملحوظاً في أعقاب إجراءات ملموسة للحد من انطلاقها، هذا ما أظهره بحث حديث أجرته الوكالة باستخدام التقنيات النووية. حيث أدى حظر البنزين المحتوي على الرصاص وإغلاق محطة لتفريغ الزئبق إلى انخفاض مستويات التلوث على مدى فترة ١٠-١٥ سنة.

وللأنشطة البشرية بما في ذلك الصناعة والزراعة تأثير كبير في البيئة البحرية بسبب انطلاق الملوثات في البحر. وقد برهن البحث الجديد أنه يمكن عكس مسار اتجاهات التلوث في البحر بعد أن تضع لائحة حكومية نهاية لبعض الممارسات المضّرة بالبيئة.

وهذه هي الحالة بالنسبة للرصاص، الذي عندما تستهلكه الأسماك التي يأكلها الناس بدورهم، يمكن أن يُسبب ضرراً للجهاز العصبي والأعضاء الداخلية عند الإنسان. فالعديد من الأنشطة المختلفة مثل التعدين أو صهر المعادن وحرق الفحم بالإضافة إلى استخدام الرصاص في البطاريات والأصباغ والخزفيات وغيرها من الأدوات اليومية قد تؤدي إلى إطلاق الرصاص في البيئة. وكان أكبر مصدر للتلوث بالرصاص في القرن الماضي مرتبطاً باستخدام البنزين المحتوي على الرصاص.

وكجزء من الجهود المبذولة لاستحداث أساليب جديدة لتحديد مصدر ومستويات التلوث بالرصاص، حلل باحثون في مختبرات البيئة التابعة للوكالة رواسب من بحر البلطيق والبحر الكاريبي. وعند رسم خرائط لتاريخ التلوث في الرواسب الجوفية من ساحل البلطيق في ألمانيا، تمكن الباحثون من ملاحظة أنه في غضون ١٠ إلى ١٥ سنة من التخلص التدريجي من الرصاص في البنزين بحلول عام ١٩٩٦، انخفضت مستويات التلوث بالرصاص في البحر. ويقرّ علماء الوكالة بأن مستويات جميع الملوثات قد لا تنخفض بسرعة، ولكن نتائج اتخاذ إجراءات ملموسة مثل فرض استخدام البنزين الخالي من الرصاص واضحة.

وبالإضافة إلى ذلك، نجح باحثو الوكالة في استحداث أساليب لاستخدام نسب نظائر الرصاص في تحديد مصدر التلوث بالرصاص وتقييم ما إذا كانت موجودة طبيعياً أو نتيجة للأنشطة البشرية، وذلك لأن مصادر الرصاص الطبيعية والبشرية المنشأ ستظهر بصمات نظيرية وتركيبات نظيرية مختلفة، وفق ما قالت إميليا فاسيليفا-فيليفا، وهي باحثة علمية في مختبر الدراسات البيئية البحرية التابع للوكالة. "يمكن للحكومات استخدام هذه المعلومات لاتخاذ قرارات سياسات عامة مستنيرة للحد من أو وقف انبعاثه."

مستويات الزئبق

ويبين تحليل علماء الوكالة لرواسب جوفية قديمة في خليج كاريبي أن مستويات الزئبق الكلية (Hg) قد انخفضت بسرعة بعد إغلاق مصنع للتفريغ. وتمثل الأعداد 1964-2010 سنوات من تكوين الرواسب وهي عبارة عن مقياس مكافئ لتركيز الملوِّثات في المياه في ذلك الوقت.

وفي إطار تحليل الرواسب الجوفية من جميع أنحاء العالم، قام باحثو الوكالة أيضاً بتحليل مستويات الزئبق وميثيل الزئبق في رواسب مأخوذة من خليج قرطاجنة في كولومبيا.

فقد استُخدم الزئبق في مصنع للقلويات هناك كمادة محفّزة، وفي السبعينيات، تم العثور على تركيزات عالية في المياه والرواسب والكائنات البحرية نتيجة لعمليات التصريف من المصنع.

وبعد سنوات، وبعد إغلاق المصنع، أظهر باحثو الوكالة، عن طريق تحليل الرواسب الجوفية المأخوذة من الخليج، أن مستويات الزئبق الكلي قد بدأت في الانخفاض.

وفي حين لا تزال بقايا هذا التلوث مدفونة في الرواسب، فإن السميّة الحادة قد انخفضت إلى حد كبير.  

<b>دعم الوكالة للدول الأعضاء</b>

من أجل دعم وبناء القدرات للبلدان لرصد الملوِّثات في المحيطات وتقييمها، تنظم مختبرات البيئة التابعة للوكالة جلسات تدريبية، تشمل برنامج البحار الإقليمية التابع للأمم المتحدة خطة عمل البحر الأبيض المتوسط. وتجمع هذه الدورات التدريبية بين الجانبين النظري والتطبيقي، والتدريب العملي وتشمل جلسات حول تقنيات أخذ العينات والتقنيات التحليلية لتحسين دقة الكشف عن الملوِّثات مثل الزئبق والرصاص، وكذلك الملوِّثات العضوية مثل الهيدروكربونات النفطية الناتجة عن الانسكابات النفطية، والملوِّثات العضوية الثابتة مثل المواد الثنائية الفينيل المتعددة الكلور، وهو مكّون في مواد مثل المواد البلاستيكية.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية