You are here

#اليوم_الدولي_للتنوع_البيولوجي: كيف تساهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مكافحة فقدان التنوع البيولوجي

,

تجري الوكالة الأبحاث اللازمة وتوفر الخبرات بشأن العمليات وعوامل الإجهاد، مثل التلوث أو تغير المناخ، التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي. (الشعار: اتفاقية التنوع البيولوجي)

يحتفي اليوم الدولي للتنوع البيولوجي بكل الجهود المبذولة لمكافحة فقدان التنوع البيولوجي في وقت يتراجع فيه هذا التنوع بشكل أسرع من أي وقت مضى، وموضوعه لهذا العام هو "بناء مستقبل مشترك لجميع أشكال الحياة". وتساهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في حماية التنوع البيولوجي للتربة والنبات والحيوان، وتدعم البلدان في جميع أنحاء العالم للوصول إلى أهدافها الاستراتيجية في مجالات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة وخدمات النظم البيئية باستخدام التقنيات النووية والتقنيات المرتبطة بها.

وتشير الأبحاث إلى أن نسبة تبلغ الثُمن من جملة أنواع الحيوانات والنباتات في العالم والبالغ عددها 8 ملايين نوع مُهدَّدة بالانقراض ما لم تُتَّخذ الإجراءات المناسبة للحد من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، وفقاً لآخر اجتماع عقدته جمعية الأمم المتحدة للبيئة لمناقشة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020.

وعلى مدى العقود الماضية، طوَّرت الوكالة وأقرَّت، بالتعاون مع الفاو، مجموعة واسعة من التقنيات النظيرية والنووية لمعالجة فقدان التنوع البيولوجي في الزراعة والغابات والبيئة البحرية. وتنقل الوكالة هذه التقنيات إلى العلماء والفنيين والأخصائيين في جميع أنحاء العالم من خلال برنامج التعاون التقني ومشاريع البحوث المنسقة.

تعزيز الزراعة المستدامة

يجري العلماء دراسات بشأن الذرات الموجودة في التربة والمياه والأسمدة والمحاصيل لتحديد أفضل طريقة لزراعة المحاصيل وإدارة موارد التربة والمياه. (الصورة من: نيكول جاويرث، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

التربة هي الطبقة الرقيقة من الأرض التي تستضيف رُبع التنوع البيولوجي في كوكبنا، وهي أكثر الموائل تنوعاً من حيث الكائنات الدقيقة والكبيرة الحجم على السواء، مثل البكتيريا والفطريات والديدان الخيطية والفقاريات واللافقاريات. وتتفاعل هذه الكائنات فيما بينها وتسهم في إيجاد الدورات العالمية التي تجعل الحياة ممكنة.

ويقول السيد لي خنغ هينغ، رئيس قسم إدارة التربة والمياه وتغذية المحاصيل في المركز المشترك بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة، إن "تغير المناخ والزراعة المكثفة وإزالة الغابات والنشاط الصناعي، جميعها عوامل تؤدي مع الأسف إلى تدهور التربة وتدميرها بسرعة تفوق معدل نموها أو تجدُّدها".

وسوف تنظم الوكالة، في إطار أنشطتها الرامية لتعزيز استخدام التربة بشكل مستدام، الندوة الدولية بشأن إدارة الأراضي والمياه لأغراض الزراعة الذكية مناخيًّا في تموز/يوليه المقبل. ويدعم المركز المشترك بين الفاو والوكالة المزارعين في مختلف أنحاء العالم من أجل إرساء الممارسات الزراعية الذكية مناخيًّا (انظر مثلاً في السودان) والحد من استخدام الأسمدة ومكافحة التصحُّر ومنع تلوث التربة والمياه.

تحسين التنوع الوراثي النباتي والحيواني

يعمل المركز المشترك بين الفاو والوكالة، منذ تأسيسه قبل 58 عاماً، مع آلاف العلماء في جميع أنحاء العالم لاستحداث أنواع نباتية جديدة من المحاصيل الرئيسية والمحاصيل غير المستغلة والمحاصيل الأصلية – ومن ثم زيادة التنوع البيولوجي. وفي عام 2021 وحده، قدم المركز المشترك الدعم الفني لاستحداث وإطلاق 36 من الأنواع النباتية الجديدة. وشمل ذلك أصناف عالية الغلة من الذرة واللوبيا وأصناف مقاومة للأمراض الفطرية الرئيسية من الموز وأصناف متحملة للجفاف من الفول السوداني من بين نباتات أخرى. وقد طُوِّرت هذه الأصناف باستخدام تشعيع البذور، ومن ثم إنتاج سلالات جديدة ذات خصائص متفوقة. وفي إطار الجهود التي يبذلها المركز لتعزيز تكنولوجيا الاستيلاد الطفري، وهي تقنية لتسريع التطور الطبيعي في النباتات من أجل تحسين قدرتها على التكيف مع تغيُّر المناخ، أطلق المركز مؤخراً في بلدان مختلفة مشروعاً بحثيًّا منسقاً مدته خمس سنوات حول استخدام الحثِّ الإشعاعي لتنويع المحاصيل وإقامة الروابط الوراثية (انقر هنا لمزيد من المعلومات).

وتقول السيدة شوبا سيفاسانكار، رئيسة قسم تحسين السلالات النباتية وصفاتها الوراثية بالمركز المشترك، "إن عملنا في مجال استيلاد النباتات يساعد البلدان على تحسين أنواع المحاصيل الحالية من خلال إدخال تنوع وراثي جديد لتوفير مردودٍ أفضل وأكثر استقراراً في ظل التحديات البيئية القائمة والناشئة، بما في ذلك تغيُّر المناخ. ونحن بذلك نعمل على إدخال تنوع وراثي جديد لا يزاحم التنوع البيولوجي المحلي، لأنه يركز على الأراضي الزراعية من خلال تحسين التنوع في أنواع المحاصيل الموجودة سابقاً".

السيدة حبيبة المنيع من معهد الكويت للأبحاث العلمية أثناء مشاركتها في برنامج للمنح الدراسية بشأن الاستيلاد الطفري للشعير في المختبر المشترك بين الفاو والوكالة لتحسين السلالات النباتية وصفاتها الوراثية في زايبرسدورف، النمسا. (الصورة من: معهد الكويت للأبحاث العلمية).

وتدعم الوكالة والفاو البلدان أيضاً في مجال استيلاد الحيوانات وتربيتها من خلال تطوير البروتوكولات والمبادئ التوجيهية التي تساعد في توصيف التنوع البيولوجي للماشية واستخدامه على نحو أكثر استدامة. وتوفِّر المنظمات خدمات لمختبرات علم الوراثة الحيوانية وأخصائيي الثروة الحيوانية، بما في ذلك التدريب على تطبيق تحديد الأنماط الوراثية باستخدام التقنيات النووية والتقنيات المرتبطة بها للوقوف على السلالات المتكيفة بيئيًّا ذات التركيب الوراثي الأفضل والقادرة على تحمُّل التغيرات المناخية كالجفاف أو للحد من إمكانية ظهور الأمراض الحيوانية المستجدة أو عودتها للظهور، من أجل تحسين معيشة المزارعين.

وفي إطار هذا الدعم، أطلقت الوكالة مؤخراً خطة بحثية مشتركة مدتها خمس سنوات بشأن تطبيق التقنيات النووية والجينومية ذات الصلة لتعزيز كفاءة البرامج الوطنية في مجال تربية ماشية الألبان بهدف تحسين إنتاجيتها وقدرتها على التكيف (انقر هنا لمزيد من المعلومات).

الحد من آثار الأنواع الغازية في النظم البيئية

يقول السيد فالتر إينكيرلين، أخصائي علم الحشرات في المركز المشترك بين الفاو والوكالة، إن "تأثير الأنواع الغازية هو ثاني أهم الأسباب التي تقف وراء فقدان التنوع البيولوجي العالمي، بعد تدمير الموائل الطبيعية. حيث إن هذه الأنواع يمكن أن تعترض سبيل خدمات النظم البيئية أو تعطِّل هذه النظم بالكامل، مما يتسبب في تدهور العديد من الأنواع المحلية التي تُعتبر الآن في خطر أو مهدَّدة بالانقراض".

وتساعد الوكالة والفاو البلدان على السيطرة على الأنواع الغازية، مثل ذبابة الفاكهة، باستخدام تقنية نووية تُعرف باسم تقنية الحشرة العقيمة وتنطوي على إطلاق حشرات عقيمة ميدانيًّا لتتزاوج مع الحشرات البرية من النوع نفسه، بحيث لا ينتج عن هذا التزاوج نسل جديد، مما يؤدي إلى تقليل أعداد هذه الحشرات مع مرور الوقت.

ذبابة الفاكهة المرقطة الأجنحة من نوع Drosophila suzukii (الصورة من: كارلوس كاسيريس، الفاو/ الوكالة)

دراسة النظم البيئية واستعادتها

تدعم الوكالة البلدان في استخدام التقنيات النووية والنظيرية لتحسين فهم النظم البيئية التي لا يقتصر دورها فقط على توفير موطن للحيوانات والنباتات والتنوع البيولوجي الذي تجسده، ولكنها تُشكِّل أيضاً عنصراً أساسيًّا في الحفاظ على التوازن البيئي الذي يسمح بدوره للتنوع البيئي بالازدهار والنمو. وتتألَّف النظم البيئية من أنظمة مترابطة تضم مكونات متنوعة، هي الهواء والماء والتربة والكائنات الحية كالحيوانات والنباتات والكائنات الحية الدقيقة. وقد يؤدي التوسع في المناطق الحضرية والأنشطة الزراعية والصناعة إلى التأثير في التنوع البيولوجي للنظم البيئية، الذي يتجلى أساساً في عدد الحيوانات أو النباتات التي تضمها هذه النظم، مثل مجموع أعداد الكائنات الحية المرئية. كما قد يؤثر ذلك التوسع في قدرة النظم البيئية على الحفاظ على التنوع البيولوجي أو إيجاده من خلال الروابط بين مكونات هذه النظم والكائنات الحية ومدى مرونتها في مواجهة التغييرات. وتجري الوكالة الدراسات اللازمة وتوفر الخبرات بشأن العمليات وعوامل الإجهاد، مثل التلوث أو تغير المناخ، التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي.

وعلى سبيل المثال، ففي عام 2021، أطلقت الوكالة مشروعاً بحثياً منسقاً مدته أربع سنوات لاستخدام النظائر من أجل تحسين فهم تدفقات المياه في النظم البيئية للأراضي الرطبة والمياه الجوفية (انقر هنا لمزيد من المعلومات). وهناك ارتباط متبادل بين الأراضي الرطبة بأنظمة المياه الجوفية، حيث إن الأراضي الرطبة تنشأ في مناطق تصريف المياه الجوفية وتؤدي دور حلقة الوصل بين المياه الجوفية والمياه السطحية. وتشير السيدة لوسيا أورتيغا، العالمة المتخصصة في مجال الهيدرولوجيا النظيرية بالوكالة، إلى أنَّ "فهم هذا الترابط يُعدُّ أمراً أساسيًّا لحماية الأراضي الرطبة على المدى الطويل بالإضافة إلى الحفاظ على أنظمة المياه الجوفية التي تعتمد عليها".

تُعدُّ الأراضي الرطبة موطناً لآلاف الحيوانات وأنواع النباتات مثل طائر الجاكانا في الأراضي الرطبة في كاتانا، أستراليا. وهي أيضاً عنصر أساسي في الحفاظ على بيئة صحية – بدءًا بتحسين جودة المياه والسيطرة على انجراف التربة، ومروراً بتخزين الكربون، ووصولاً إلى الحفاظ على تدفقات التيارات. وتُستخدم التقنيات النظيرية للمساعدة على صيانة هذه الأراضي وحمايتها. (الصورة من: ديفيد كلود)

وتضطلع الوكالة بمشاريع وأبحاث أخرى تهدف إلى حماية النظم البيئية وتوفِّر حلولاً لمعالجة تحمض المحيطات، وانتشار الطحالب الضارة، واستصلاح الأيكات الساحلية ومروج الحشائش البحرية، وتحليل المياه في الأنهار الجليدية وحمايتها (انقر هنا لمزيد من المعلومات).

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية