أبرزَ المدير العام السيد يوكيا أمانو ما تقوم به الوكالة لمساعدة الدول الأعضاء على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستعرض أحدث المستجدّات بشأن تحديث مختبرات التطبيقات النووية التابعة للوكالة وذلك في كلمته أمام مجلس المحافظين اليوم.
وقال إنه تمّ اقتراح ٥٧٩ مشروعاً جديداً من مشاريع الوكالة للتعاون التقني لدورة السنتين المقبلة.
وقال السيد أمانو: "لقد عملنا على نحو وثيق مع الدول الأعضاء في إعداد البرنامج الجديد". "وإن أهم ثلاثة مجالات ذات أولوية للدول الأعضاء هي الصحة والتغذية، والأمن والأمان النوويان، والأغذية والزراعة".
وأضاف قائلاً: "ونحن نعمل للاستفادة من الفرص الجديدة السانحة لإبرام شراكات مع منظمات أخرى في إطار أهداف التنمية المستدامة، من أجل زيادة تأثير وفعالية برنامج التعاون التقني".
وشملت مشاريع التعاون التقني الناجحة التي تمّ إبرازها في كلمته القضاء على ذبابة الفاكهة المتوسطية في الجمهورية الدومينيكية وتقديم المساعدة إلى الأردن لمكافحة الآفة ذاتها بنجاح؛ وتحسين ممارسات إدارة التربة والمياه، باستخدام التقنيات النظيرية، لتعزيز إنتاجية المحاصيل في السودان والحدّ من فقدان التربة في المغرب؛ وفي موريتانيا وبنن تحسين إنتاجية الثروة الحيوانية من خلال برامج التهجين والتلقيح الاصطناعي باستخدام التقنيات المستمدة من المجال النووي.
وفي رومانيا، تساعد الوكالة في إنشاء نظام وطني لمراجعة قياس الجرعات من شأنه تحسين سلامة المرضى الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي أو الإجراءات الطبية النووية. وتدعم الوكالة أيضاً إنشاء برنامج للتشعيع الداخلي للأورام النسائية في غواتيمالا.
التطبيقات النووية
وقال المدير العام إنَّ تحديث مختبرات الوكالة للتطبيقات النووية في زايبرسدورف، بالقرب من فيينا، يتقدَّم بشكل جيد في إطار مشروع تجديد مختبرات التطبيقات النووية (ReNuAL). وتقوم المختبرات الثمانية بأعمال رائدة تتعلق بالصحة البشرية والحيوانية، والأمن الغذائي والسلامة الغذائية، والزراعة، والرصد البيئي، وتقدِّم مساعدة مكثفة للدول الأعضاء.
وقال السيد أمانو: "هذا المشروع هو أحد أهم المشاريع التي اضطلعت بها الوكالة على الإطلاق".
ومن المجالات الأخرى التي أشار إليها السيد أمانو الدعم الناجح المقدَّم إلى البلدان الأفريقية من خلال شبكة مختبرات التشخيص البيطري، فيتلاب، التابعة للشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة خلال تفشّي فيروس إنفلونزا الطيور مؤخراً.
ورحّب السيد أمانو بالاهتمام القوي الذي أبدته الدول الأعضاء في المؤتمر الوزاري بشأن العلوم والتكنولوجيا النووية الذي ستستضيفه فيينا في الفترة من ٢٨ إلى ٣٠ تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٨.
الطاقة النووية
وأطلع السيد أمانو المجلس على مؤتمر الوكالة الوزاري الدولي بشأن القوى النووية في القرن الحادي والعشرين الذي عُقد في الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي. وقد أبلغ المؤتمر المذكور أنَّ "الوفاء بما وضعته البلدان لنفسها في إطار اتفاق باريس من الأهداف المتعلقة بتغيُّر المناخ سوف يتطلب نمواً كبيراً في استخدام الطاقة النووية".
وأضاف قائلاً: "وهذا ما ردّده العديد من المشاركين".
مصرف الوكالة لليورانيوم الضعيف الإثراء
وقال السيد أمانو إن عملية شراء اليورانيوم الضعيف الإثراء قد بلغت مرحلة متقدّمة جداً. وستصدر الوكالة طلب تقديم العروض في غضون الأيام المقبلة.
وسوف يستضيف مصرف الوكالة لليورانيوم الضعيف الإثراء، الذي تملكه الوكالة ويقع تحت سيطرتها، احتياطياً من اليورانيوم الضعيف الإثراء كما أنّه سيتصرّف كآليةِ إمداد الملاذ الأخير بالنسبة إلى الدول الأعضاء في حال انقطاع إمداد محطة للقوى النووية باليورانيوم الضعيف الإثراء جراء ظروف استثنائية وعدم قدرة الدولة العضو على ضمان الإمداد باليورانيوم الضعيف الإثراء من الأسواق التجارية أو بأي وسيلة أخرى. ويقع مصرف الوكالة لليورانيوم الضعيف الإثراء في محطة أولبا التعدينية في أوسكمان بكازاخستان.
الأمان والأمن النوويان
ورحَّب السيد أمانو بما تبديه الدول الأعضاء من اهتمام متنامٍ في استعراض النظراء والخدمات الاستشارية الخاصة بالوكالة في مجال الأمان والأمن النوويين. واستضيفت بعثة من بعثات خدمة الاستعراض المتكاملة المتعلقة بالتصرُّف في النفايات المشعة والوقود المستهلك، والإخراج من الخدمة والاستصلاح في بولندا في تشرين الأول/أكتوبر. وقال السيد أمانو: "كانت تلك أول مرة تطلب فيها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي هذه الخدمة، المعروفة باسم أرتميس، للوفاء بالتزاماتها بموجب الأمر التوجيهي الصادر عن المجلس الأوروبي بشأن النفايات".
التحقُّق والرصد في إيران
وأطلع السيد أمانو المجلس على زيارته إلى إيران في تشرين الأول/أكتوبر. وفي مناقشاته مع الرئيس روحاني وغيره من القادة الحكوميين، شدَّد السيد أمانو على أهمية تنفيذ إيران لالتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة. وأضاف قائلاً: "كما شجّعت إيران على التصديق على البروتوكول الإضافي لاتفاق الضمانات المعقود معها، والذي يتم تطبيقه مؤقتاً في الوقت الحاضر".
ويُظهر آخر تقرير قدَّمه المدير العام بشأن التحقُّق والرصد في جمهورية إيران الإسلامية على ضوء قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ٢٢٣١ أن الوكالة تواصل أنشطة التحقُّق والرصد بشأن تنفيذ إيران لالتزاماتها المتصلة بالمجال النووي بموجب خطة العمل الشاملة. وقال السيد أمانو: "إنَّ إيران تنفِّذ الالتزامات المتصلة بالمجال النووي التي قطعتها على نفسها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضاف قائلاً: "وتواصِل الوكالة التحقُّق من عدم حدوث تحريف للمواد النووية التي أعلنتها إيران بموجب اتفاق الضمانات المعقود معها." "ومازالت عمليات التقييم جارية بشأن عدم وجود مواد وأنشطة نووية غير معلنةٍ في إيران. وحتى هذا اليوم، تمكّنت الوكالة من معاينة جميع المواقع التي احتجنا إلى زيارتها".
جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
أعربَ السيد أمانو مجدداً عن بالغ قلقه إزاء البرنامج النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. ودعا جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إلى الامتثال التام لالتزامتها بمقتضى القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإلى تسوية جميع المسائل العالقة، بما فيها المسائل التي أثيرت أثناء غياب مفتشي الوكالة عن كوريا. وأشار إلى ذلك قائلاً: "تحافظ الوكالة على استعدادها للاضطلاع بدور أساسي في التحقُّق من البرنامج النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية".
سوريا
وفيما يتعلق بتنفيذ الضمانات في الجمهورية العربية السورية، قال السيد أمانو إن تقييم الوكالة ما زال على حاله بأنه من المحتمل جداً أن يكون المبنى الذي دُمِّر في موقع دير الزور في عام ٢٠٠٧ مفاعلاً نووياً كان ينبغي إعلانه للوكالة من جانب سوريا بموجب اتفاق الضمانات الخاص بها. وجدَّد دعوته إلى سوريا بالتعاون بشكل كامل مع الوكالة فيما يتعلق بجميع القضايا التي لم يتم حلها.