السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية من الأمراض التي ستتمكَّن كوبا الآن من تشخيصها وعلاجها بشكل أسهل بفضل المِرفق الذي شُيِّد حديثاً لإنتاج أهم المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية. حيث يتطلب الطب النووي إمدادات ثابتة وموثوقة من مثل هذه العقاقير الإشعاعية التي يتم تحضيرها وفق ما يُعرف في أروقة الصناعة الدوائية بممارسات التصنيع الجيدة، وحتى الآن كانت هناك قيود تحدُّ دون وصولها إلى هذه الدولة الجزيرية.
السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية من الأمراض التي ستتمكَّن كوبا الآن من تشخيصها وعلاجها بشكل أسهل بفضل المِرفق الذي شُيِّد حديثاً لإنتاج أهم المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية. حيث يتطلب الطب النووي إمدادات ثابتة وموثوقة من مثل هذه العقاقير الإشعاعية التي يتم تحضيرها وفق ما يُعرف في أروقة الصناعة الدوائية بممارسات التصنيع الجيدة، وحتى الآن كانت هناك قيود تحدُّ دون وصولها إلى هذه الدولة الجزيرية.
وتتبع ممارسات التصنيع الجيدة سلسلة من المعايير الدولية في ضمان الجودة لحماية المرضى من المنتجات متدنية الجودة. وتحدِّد تلك المعايير المتطلبات اللازمة لضمان أن المستحضرات الدوائية المنتَجَة عالية الجودة ومأمونة وفعالة، وأنها تتضمن الفعالية الصحيحة. ويقول خواو أوسو، مدير شعبة منتجات النظائر المشعة والتكنولوجيا الإشعاعية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "تحقيق التوافق مع ممارسات التصنيع الجيدة عملية ذات متطلبات كثيرة، غير أنها مهمة، حيث يجب تصميم المِرفق بما يضمن الجودة، إذ لابدَّ من تحضير منتجات جاهزة لاستعمال المرضى".
وسينتج المِرفق الجديد في كوبا مستحضرات صيدلانية إشعاعية قائمة على المولِّدات (انظر المربع) باليتريوم-٩٠، أحد العناصر الرئيسية في الطب النووي لعلاج سرطان الكبد وأمراض أخرى. ويُنتج اليتريوم-٩٠ من النظير الأصلي السترونتيوم-٩٠. والسترونتيوم-٩٠ من النظائر المشعة، أي أنه أحد العناصر المشعة التي تضمحل في طريها نحو الاستقرار. وبينما تضمحل ببطءٍ تطلق اليتريوم-٩٠، وهو نظير مشع آخر ذو زمن اضمحلال أقصر بكثير. وباستخدام أجهزة خاصة تُسمَّى مولِّدات، يمكن "استخلاص" اليتريوم-٩٠ من السترونتيوم-٩٠ داخل المولِّد. ومن ثم تتمُّ تنقية اليتريوم-٩٠ بسرعة وربطه بجزيئات معينة ليُستخدم في الطب النووي.
ويقول أوسو: "أنْ نتمكن من إنتاج مولِّدات اليتريوم-٩٠ في البلاد أمرٌ أكثر توفيراً وأفضل جدوى من شراء منتجات مكتملة من الخارج، فزمن اضمحلال اليتريوم-٩٠ قصيرٌ، الأمر الذي يجعل نقله في غاية الصعوبة وباهظ التكلفة".
ويقول أوسو إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعمت كوبا في تطوير المِرفق المتوافق مع ممارسات التصنيع الجيدة عبر تقديم المساعدة التقنية والتدريب اللازمين لتطوير وإنتاج اليتريوم-٩٠، بما في ذلك الوسم، ومراقبة الجودة، والقياس، والأمان، والأمن. كذلك تلقَّت كوبا المساعدة والتمويل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشراء معدات التحليل والوقاية من الإشعاعات والقياس وكذلك المواد اللازمة.
ويوضح ليفا مونتانا قائلاً إن مركز النظائر يعكف في هذه المرحلة على تحضير صِيَغ اليتريوم-٩٠ المختلفة للمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية التشخيصية والعلاجية التي يمكن أن تدخل قريباً مرحلة التجارب الإكلينيكية، وأن تصل لاحقاً إلى المرضى. ويضيف قائلاً إن المِرفق في انتظار الحصول على موافقة الترخيص النهائية قبل أن يكون جاهزاً للإنتاج واسع النطاق.
معالجة مشكلة الإمدادات الدولية
على عكس اليتريوم-٩٠ والسترونتيوم-٩٠ المتوافرين على نطاق واسع، يواجه التكنيتيوم-٩٩ شبه المستقر، وهو أحد النظائر المشعة المهمة لكوبا ومعظم العالم، مشكلات في الإمدادات الدولية بسبب مشكلات إنتاجية تتعلق بالنظير المشع الأصلي وهو الموليبدينوم-٩٩.
في البداية، طلبت كوبا الدعم في شكل منح دراسية وتدريب الخبراء، غير أننا نوفر الآن التدريب للحاصلين على منح دراسية في مجال مستحضرات صيدلانية إشعاعية وإنتاج المولِّدات.