يعد استخدام نُظُم الإنذار المبكر لتقييم مستويات الإشعاع مجالاً آخر مهماً للبحث. وقال سيف الدين إن خبراء الكويت أنشؤوا، بالتعاون مع الوكالة، شبكة لتقييم الإشعاع البحري، تقارن مستويات الإشعاع بالمستويات الإشعاعية الأساسية التي أُرسيت في التسعينيات، وأضاف أنه يتم إجراء تقييمات منتظمة للتحقق من أي تأثير على البيئة البحرية. وتُظهِر البيانات أن مستويات النشاط الإشعاعي طبيعية، وأن الحياة البحرية مأمونة.
وكواشف أشعة غاما منشورة في البحر في مجموعة من المواقع، وتُجرى دراسات بشأن المياه الداخلة إلى الخليج للكشف، بالإضافة إلى القياسات والنمذجة الهيدروديناميكية، وتقييم ما إذا كان هناك أي نشاط إشعاعي يمكن أن يؤثر على تحلية مياه البحر، وهو مصدر إمدادات المياه العذبة في البلاد. ويشمل دعم الوكالة، الذي يُقَدَّم من خلال برنامجها للتعاون التقني، توفير معدات مختبرية وتدريب العاملين على قياس طيف أشعة غاما وطيف أشعة ألفا، اللذان يستخدمان لقياس النشاط الإشعاعي في البيئة البحرية.
وتتعلق مشاريع أخرى تدعمها الوكالة برصد الملوثات في البيئة البحرية، وكيف تغيرت هذه الملوثات منذ حرب الخليج الأولى في عام ١٩٩٠.
كما تستخدم التكنولوجيا النووية في مجال سلامة المأكولات البحرية، على سبيل المثال، لرصد السموم الحيوية التي تنتجها الطحالب المجهرية، والمعروفة باسم تكاثر الطحالب الضارّة. ويمكن أن تؤدي عوامل مثل درجة حرارة المياه السطحية، أو حركة الرياح والمياه، أو الحركة الطبيعية للمياه الغنية بالمغذّيات نحو السطح أو تراكم الصرف الزراعي نحو البحر إلى تكاثر الطحالب، والتي يمكن أن تشمل في بعض الأحيان أنواعاً سامّة. ثم تدخل هذه السموم في السلسلة الغذائية وتشكل خطراً على الناس وتهدد سبل عيش المجتمعات التي تعتمد على مصائد الأسماك.
وهذا هو الموطن الذي يفيد فيه استخدام التقنيات النووية مثل اختبار قياس ارتباط اللجينات الموسومة إشعاعيّاً بالمستقبلات (انظر مربع العلوم) لتعقب السموم الحيوية الناتجة عن تكاثر الطحالب الضارّة. وستُستَخدم هذه التقنية، في إطار مشروع تدعمه الوكالة، للكشف عن السموم في المأكولات البحرية. وقال سيف الدين إن هذه المعلومات ستكون مهمة للغاية من أجل التأهب للأخطار، وستكون بمثابة تحذير مبكر.