في الحادي عشر من مارس/آذار 2011، هز الزلزال الياباني الكبير قاع البحر في آسيا بقوة حتى أنه حرك الجزيرة الرئيسية في اليابان لمسافة مترين ونصف المتر ناحية الشرق.
واخترق التسونامي الذي أعقب ذلك الزلزال الدفاعات الساحلية في اليابان، بعد أن اجتاح البر الرئيسي، فأصاب محيط محطة الطاقة النووية في فوكوشيما دايتشي، ما أدى إلى انطلاق النويدات المشعة. ورغم ذلك، لم يعثر العلماء على أدلة تشير إلى أن هذا الإشعاع كان سبباً في إحداث تأثيرات مرتبطة بالصحة.
وأدت الحادثة إلى استجابة منسقة ومتضافرة من جانب المجتمع الدولي، مما أسفر عن تحسن كبير في الأمان وثقافة الأمان في القطاع النووي. وبعد ثلاثة أشهر من وقوع الحادثة، استضافت الوكالة مؤتمراً وزاريا بشأن الأمان النووي، واعتمدت خطة عمل الوكالة بشأن الأمان النووي في أيلول/سبتمبر2011.
وانكبّ المهندسون النوويون في مختلف أنحاء العالم على مفاعلاتهم بالتحليل وتحديث معداتها. وتبادلوا معارفهم واستنباطاتهم، وبعد أربع سنوات نشرت الوكالة تقريرها الشامل عن الحادثة.
ومن الأهمية بمكان أن ندرك التقدم الذي أُحرز في مجال الأمان النووي في اليابان وفي مختلف أنحاء العالم خلال العقد الماضي. لقد بات المجال النووي أكثر أماناً الآن منه في أي وقت مضى. ورغم ذلك، لا يمكننا أن نركن إلى الرضا عن النفس. ولن أبرح أؤكد على ضرورة توخي اليقظة ووضع الأمان في المقام الأول. ويذكرنا الزلزال الذي ضرب فوكوشيما في عام 2021 بقوة 7. 3 درجة بضرورة أن يظل تركيزنا منصباً على الأمان.
بل إن المخاطر أعظم اليوم، لأننا بحاجة إلى أن يتسع مجال استخدام القوى النووية إذا كان لنا أن نتجنب أسوأ العواقب المترتبة عن تغير المناخ.
ويتطلب الأمان النووي التعاون الدولي الفعّال. والوكالة هي المكان الذي يجري فيه القدر الأكبر من هذا التعاون. لذلك، أدعوكم إلى قراءة هذا العدد من نشرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي نقدم فيها لمحة عامة عن الجهود الكبيرة المبذولة في مجال الأمان النووي منذ عام 2011.