You are here

بعد عشرة أعوام من حادثة مفاعل فوكوشيما دايتشي: أمان نووي أقوى على مستوى العالم

Rafael Mariano Grossi

 لا يمكننا أن نركن إلى الرضا عن النفس. ولن أبرح أؤكد على ضرورة توخي اليقظة ووضع الأمان في المقام الأول. ويذكرنا الزلزال الذي ضرب فوكوشيما في عام 2021 بقوة 7. 3 درجة بضرورة أن يظل تركيزنا منصباً على الأمان".

بقلم: رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

في الحادي عشر من مارس/آذار 2011، هز الزلزال الياباني الكبير قاع البحر في آسيا بقوة حتى أنه حرك الجزيرة الرئيسية في اليابان لمسافة مترين ونصف المتر ناحية الشرق.

واخترق التسونامي الذي أعقب ذلك الزلزال الدفاعات الساحلية في اليابان، بعد أن اجتاح البر الرئيسي، فأصاب محيط محطة الطاقة النووية في فوكوشيما دايتشي، ما أدى إلى انطلاق النويدات المشعة. ورغم ذلك، لم يعثر العلماء على أدلة تشير إلى أن هذا الإشعاع كان سبباً في إحداث تأثيرات مرتبطة بالصحة.

وأدت الحادثة إلى استجابة منسقة ومتضافرة من جانب المجتمع الدولي، مما أسفر عن تحسن كبير في الأمان وثقافة الأمان في القطاع النووي. وبعد ثلاثة أشهر من وقوع الحادثة، استضافت الوكالة مؤتمراً وزاريا بشأن الأمان النووي، واعتمدت خطة عمل الوكالة بشأن الأمان النووي في أيلول/سبتمبر2011.

وانكبّ المهندسون النوويون في مختلف أنحاء العالم على مفاعلاتهم بالتحليل وتحديث معداتها. وتبادلوا معارفهم واستنباطاتهم، وبعد أربع سنوات نشرت الوكالة تقريرها الشامل عن الحادثة.

ومن الأهمية بمكان أن ندرك التقدم الذي أُحرز في مجال الأمان النووي في اليابان وفي مختلف أنحاء العالم خلال العقد الماضي. لقد بات المجال النووي أكثر أماناً الآن منه في أي وقت مضى. ورغم ذلك، لا يمكننا أن نركن إلى الرضا عن النفس. ولن أبرح أؤكد على ضرورة توخي اليقظة ووضع الأمان في المقام الأول. ويذكرنا الزلزال الذي ضرب فوكوشيما في عام 2021 بقوة 7. 3 درجة بضرورة أن يظل تركيزنا منصباً على الأمان.

بل إن المخاطر أعظم اليوم، لأننا بحاجة إلى أن يتسع مجال استخدام القوى النووية إذا كان لنا أن نتجنب أسوأ العواقب المترتبة عن تغير المناخ.

ويتطلب الأمان النووي التعاون الدولي الفعّال. والوكالة هي المكان الذي يجري فيه القدر الأكبر من هذا التعاون. لذلك، أدعوكم إلى قراءة هذا العدد من نشرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي نقدم فيها لمحة عامة عن الجهود الكبيرة المبذولة في مجال الأمان النووي منذ عام 2011.

وستتعرفون على الجهود التي تبذلها المنظمات الشريكة أثناء الحادثة وبعدها. وستقرؤون عن إجراءات الأمان القائمة. وفي هذا المقال، نصف كيف نقوم بالإعداد لحالات الطوارئ النووية والإشعاعية وكيف نتواصل مع جمهور الناس من أجل الحد من الخوف. ويصف مقالنا الحادثة وأسبابها. ونشرح كيف جرى استعراض معايير الأمان التي تضعها الوكالة لتستوعب الدروس المستفادة.

وستعرفون كيف نجحت محافظة فوكوشيما، بدعم من الوكالة، في التعامل مع واحدة من أكثر عمليات التنظيف النووية تعقيداً في التاريخ. ونقدم نظرة عامة بشأن كيف تسهم التصاميم المبتكرة في تحقيق الأمان، ونلقي نظرة إلى سبل شحذ اهتمام الشباب بالمجال النووي . ونشرح كيف نعزز ثقافة الأمان ونستكشف كيف جعلت الصكوك القانونية الدولية أطر المسؤولية والأمان أكثر قوة منذ عام 2011.

وأنتم تقرؤون هذه الطبعة، سترون أن الوكالة والمجتمع الدولي قد قطعا خطوات كبيرة في العقد الماضي. ومع ذلك، فإن مهمتنا المتمثلة في تعزيز الأمان لا تتوقف أبدا. وفي هذا السبيل، سنستضيف المؤتمر الدولي بشأن عقد من التقدُّم المحرَز بعد فوكوشيما داييتشي: الاستفادة من الدروس المستخلصة للإمعان في تعزيز الأمان النووي، في تشرين الثاني/نوفمبر. وحتى ذلك الحين، ثقوا بأننا سنظل متيقظين وسننجز العمل.

٢٠٢١/٠٣
Vol. 62-1

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية