You are here

عزل الواسمات الجينية يعزز الفعالية والكفاءة في مكافحة الآفات الحشرية

,

وييسر التعرف على جين الخادرة البيضاء تطوير عملية فصل الجنسين وراثيا لزيادة كفاءة تطبيقات تقنية الحشرة العقيمة. (الصورتان من: آر. آومان و إم. شتيليغ /يوستس - ليبيغ - جامعة غيسين)

يمكن أن يغدو ذباب الفاكهة مصدر إزعاج في المطبخ. لكن الأدهى من ذلك أن هذه الآفات شديدة التدمير قد تعيث فساداً في إنتاج الفواكه والخضراوات عبر الأراضي الزراعية في مختلف أنحاء العالم. وقد ساعدت العلم والتكنولوجيا النوويين في قمع هذه الآفات بطريقة رفيقة بالبيئة باستخدام تقنية الحشرة العقيمة. وتقدم الوكالة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، المساعدة للبلدان على تنفيذ تقنية الحشرة العقيمة باستخدام التشعيع لتعقيم الآفات الحشرية، وبالتالي قمع تكاثرها أو استئصالها بمرور الوقت.

وفي العادة فإنّ أناث هذه الحشرات هي التي تلحق الضرر بالفواكه بوضع بيوضها عليها. ولابد أن تركز تقنية الحشرة العقيمة، التي يتم خلالها تربية مئات الملايين من الحشرات ثم إطلاقها، على ذكور الحشرات، التي لا تدمر المحاصيل أو تلحق أضراراً اقتصادية. لذلك، فإن أكثر ما تكون هذه التقنية فعاليةً عندما يتسنى فصل الذكور عن الإناث قبل عملية التشعيع. ويقول كونستانتينوس بورتزس، الاختصاصي في علم الأحياء الجزيئي في المركز المشترك بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة ، والكاتب المشارك في ورقة نشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز "إن كفاءة وفعالية التكاليف المترتبة عن هذه التقنية تتعزز من خلال إطلاق الذكور فقط، ويتحقق ذلك عادةً من خلال أساليب الفصل، مثل أسلوب فصل الجنسين وراثيا". ويتيح فصل الجنسين وراثيا فصل أعداد كبيرة من الحشرات وفقاً للجنس في وقت سابق من دورة تطور الحشرات (انظر فصل الجنسين وراثيا للحصول على تطبيق أكثر كفاءة لتقنية الحشرة العقيمة). وتابع بورتزس قائلاً: "إن أحد أكثر مكونات تقنية الحشرة العقيمة كلفةً هو عملية تربية الحشرات". "لماذا نقوم بتربية الإناث طلما أننا لسنا بحاجة إليها؟"

تتطلب عملية فصل الجنسين وراثيا وجود واسمة جنينة، أي جين محدد يرتبط بجنس الحشرة ويسمح بفصل الذكورعن الاناث. ويعتبر لون الخادرة من الواسمات التي أمكن اختيارها واستخدامها في عملية فصل الجنسين وراثيا في بعض أكثر أنواع الآفات تدميراً، مثل: سيراتاتيز كابيتاتا (ذبابة الفاكهة المتوسطية)، وباكتروسيرا دورساليس (ذبابة الفاكهة الشرقية)، وزوغاداكوس كوكربيتا(ذبابة البطيخ). والخادرة هي الحشرة في طورها غير الناضج، أي عندما تكون ما بين طور اليرقة وطور البلوغ.

وفي دراسة أجريت مؤخرا في المركز المشترك بين الفاو والوكالة، قام العلماء، بالتعاون مع عدة مؤسسات بحثية، بعزل جين الخادرة البيضاء المسؤول عن لون الخادرة في فصيل ذباب الفاكهة المعروف باسم التيفرايتيدي. "ولون الخادرة الأصلي هو اللون البني، في حين تستطيع الطفرات التي تحدث في الجين أن تغير اللون من البني إلى الأبيض. ومن شأن ذلك أن يسمح بإظهار الروابط ـ اللون البني لذكور الخادرات، واللون الأبيض بالنسبة للإناث ـ وتحقيق فصل الجنسين وراثيا. ومن المثير للاهتمام أن الغالبية العظمى من الحشرات التي اختبرت كانت ذات خادرة بيضاء اللون، بما في ذلك أنواع الحشرات ذات الأهمية في تقنية الحشرة العقيمة". وسيتيح عزل جين الخادرة البيضاء، إلى جانب وجوده في معظم أنواع الحشرات، تسريع تطور الخطوط الطافرة التي يمكن استخدامها في فصل الجنسين وراثيا. ولاختبار التحقق من المفهوم، طُوِّرت سلالات جديدة تحمل جيناً طافراً في الخادرات البيضاء بالنسبة لذبابة الفاكهة المتوسطية وذبابة فاكهة كوينزلاند، باكتروسيرا تريوني.

وقال مارك إف شيتيليغ من معهد التقنية الأحيائية للحشرات التابع لجامعة يوستوس-ليبغ في غيسن، والمؤلف المشارك للدراسة: " بات الآن ممكناً إنشاء مثل هذه الأشكال المتنوعة من الألوان في أنواع جديدة بطريقة استهدافية. ومن الممكن القيام بذلك على نحو فعّال بحد أدنى من التحوير في الجين ومن دون إدخال أي جينات أجنبية". "ومن شأن تطبيق هذا النظام في أنواع جديدة أن يوسع من نطاق برامج الحشرة العقيمة وأن يسمح بتحسين مكافحة الآفات الحشرية وإنجاحها على مستوى المنطقة بكاملها".

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية