You are here

مكافحة تشيكونغوانيا والحمى الدنجية والحمى الصفراء وزيكا: مبادئ توجيهية جديدة تضمن الاتساق على الصعيد العالمي

,
,

ذكر عقيم من سلالة الزَّاعِجَة المُنَقَّطَة بالأَبيَض (الصورة من :توماس فالنر/الوكالة)

يمكن للأمراض التي ينقلها البعوض أن تسبِّب الأمراض ومصاعب اقتصادية. ومع تزايد مقاومة البعوض للمبيدات الحشرية، التي تُسبب أيضاً التلوث، تنظر العديد من الحكومات في طرق بديلة لمكافحة البعوض – بما في ذلك عبر استخدام التقنيات النووية.

وفي إطار تعاون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، والبرنامج الخاص للبحوث والتدريب في مجال أمراض المناطق المدارية، ومنظمة الصحة العالمية، نُشر في وقت سابق من هذا الشهر الإطار التوجيهي لاختبار تقنية الحشرة العقيمة بوصفها إحدى أدوات مكافحة النواقل المستخدمة لمكافحة الأمراض التي ينقلها بعوض الزاعجة. وبما أن صياغة الإطار التوجيهي تمت بمشاركة 15 خبيراً من 12 بلداً، فإن من شأنه أن يكون بمثابة إرشادات للبلدان المهتمة باستخدام هذه التقنية. وقد اشترك في تمويل تكلفة وضع هذه المبادئ التوجيهية ونشر الوثيقة الخاصة بها البرنامجُ الخاص للبحوث والتدريب في مجال أمراض المناطق المدارية، ومنظمةُ الصحة العالمية، وبرنامجُ الوكالة للتعاون التقني، ومبادرةُ الاستخدامات السلمية الخاصة بالوكالة.

وقال السيد رينيه غاتو أرماس، رئيس الفريق المعني بالمكافحة البيولوجية للنواقل في معهد بيدرو كوري للطب المداري في كوبا: "عادةً ما تكون الإجراءات الرقابية المتبعة في قطاع الصحة العامة صارمةً،" "وبهذا المعنى، من شأن المبادئ التوجيهية أن تُيسِّرَ تنفيذ كل من البرامج البحثية والتشغيلية."

ما هي تقنية الحشرة العقيمة؟ تقنية الحشرة العقيمة هي أسلوب يمُكِّنُ من الحد من تكاثر الحشرات. وتُستخدم في إطار هذه التقنيةِ الإشعاعاتُ لجعل ذكور البعوض عقيمة ومن ثمة تُطلق هذه الذكور لكي تتزاوج مع الإناث البرية ولاَ يكونَ لها أي نسل. ومع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى انخفاض في تجمُّعات البعوض وعدد الأمراض التي ينقلها هذا البعوض.

وتُعَدُّ تقنية الحشرة العقيمة إحدى التقنيات الملائمة للبيئة وهي تُستخدم بغية الحد تدريجياً من العدوى بالأمراض التي ينقلها بعوض الزاعجة. كما أنها تُعَدُّ أسلوباً من أساليب مكافحة الحشرات يُستخدم لمكافحة سلالات بعينها، وقد استُحدث هذا الأسلوب في البداية لمكافحة الآفات الزراعية من قبيل ذباب تسي تسي وذباب الفاكهة، مما يُجنّب تعريض سائر السلالات والنظم البيئية الأخرى للمخاطر.

وقالت السيدة باتريشيا غودوي-كاين، المسؤولة عن إدارة البرامج في الوكالة والمشرفةُ على مشروع إقليمي ذي صلة في أمريكا اللاتينية والكاريبي: "تكمن إحدى أعظم فوائد هذا الدليل في قدرته على المواءمة بين النَّهْج القائم على تقنية الحشرة العقيمة وتطبيقه في جميع الدول الأعضاء في الوكالة التي ترغب في أن تضيف إلى مجموعة أدواتها أداة ملائمة للبيئة للحد من تكاثر النواقل الحاملة للأمراض". 

وعلى مر التاريخ، استُخدمت تقنية الحشرة العقيمة لمكافحة الآفات الزراعية التي تهاجم المحاصيل والثروة الحيوانية. ومن خلال الشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة، تُقدم الوكالة والفاو الدعمَ التقني لأكثر من 60 بلداً في مجال تنفيذ تقنية الحشرة العقيمة. والآن، كُيِّفت هذه التقنيةُ لاستخدامها في مكافحة بعوض الزاعجة.

وقالت السيدة مايلن غوميز باتشاكو، مديرة الشؤون العلمية والتقنية في مؤسسة موسكاميد (Moscamed) في البرازيل "لقد واجهت البرازيل تحديات خلال مختلف مراحل تنفيذ تقنية الحشرة العقيمة لمكافحة بعوض الزاعجة." و"يُعَدُّ الإطار التوجيهي مبادرةً جيدة لتعزيز المعارف ومواءمتها فيما بين الدول الأعضاء في الوكالة. ومن شأن هذه الوثيقة المرجعية تمكينُ الدول الأعضاء من اجتياز مختلف مراحل تقنية الحشرة العقيمة بثقة."

ويَسترشِدُ الخبراء بهذه الوثيقة فيما يتعلّق بمكافحة الأمراض التي ينقلها بعوض الزاعجة مثل تشيكونغوانيا، والحمى الدنجية، والحمى الصفراء، وزيكا، وهي أمراض تتسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً. وتُبيِّنُ فُصول هذه الوثيقةِ التسعةُ الكيفية التي يمكن بها استهلال برنامج، من خلال مرحلة تجريبية كخطوة أولى، حتى يتسنى اتخاذ القرارات بشأن ما إذا كان ينبغي تنفيذ تقنية الحشرة العقيمة في المناطق المتضررة في البلد أم لا.

وتتطرق الوثيقة أيضاً إلى الجوانب المتعلّقة بتعزيزِ برنامج العمل وتنفيذه تنفيذاً كاملاً، وتقييمِ المخاطر والأطر الرقابية، ومواضيع تقنية من قبيل التربية المكثّفة للحشرات والمؤشرات الحشرية والوبائية. وبالإضافة إلى ذلك، تقدِّم الوثيقة إرشادات بشأن إشراك المجتمعات، وضمان الفعالية من حيث التكلفة، والاضطلاع بأنشطة رصد وتقييم للبرامج على نحو فعال.

ومن خلال أحد مشاريع الوكالة للتعاون التقني، تم مؤخراً وللمرة الأولى تنفيذ تقنية الحشرة العقيمة في اليونان لمكافحة بعوض الزاعجة. وقال السيد أنطونيوس ميخايلاكيس، مدير البحوث في قسم علم الحشرات وعلم الحيوان الزراعي في معهد بيناكي لأمراض النباتات في اليونان: "من المهم مواصلة الاستفادة من بحوث تقنية الحشرة العقيمة وتنفيذها على البعوض، وبذل جهود مستدامة بدءاً من مرحلة اختبارات التحقق من التجارب الصغيرة النطاق ووصولاً إلى التجارب التشغيلية الواسعة النطاق". وما انفكَّت اليونان، نظراً لأنها من البلدان التي تتهددها مخاطر عالية من حيث الأمراض التي ينقلها بعوض الزاعجة، تنفذ مشاريع للتقليل من هذه المخاطر إلى أدنى حد. وأضاف السيد ميخايلاكيس قائلاً: "للإطار التوجيهي المشترك الحالي لتقييم آثار تقنية الحشرة العقيمة أهميةٌ بالغة فيما يتعلّق بتوفير المعلومات اللازمة لإجراء المزيد من البحوث في هذا الصدد".

موارد ذات صلة

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية