You are here

حماية التراث الثقافي في بلدان اتفاق عراسيا بواسطة التقنيات النووية

,

دول اتفاق عراسيا لديها ثروة من القطع الفنية الأثرية. وهنا تظهر توابيت في المتحف الوطني في بيروت (الصورة من: ليندا عيد، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

اعتُمد مشروع إقليمي جديد الأسبوع الماضي كجزء من برنامج الوكالة للتعاون التقني للفترة 2024-2025، وسيساعد الدول الأطراف في الاتفاق التعاوني للدول العربية الواقعة في آسيا للبحث والتنمية والتدريب في مجال العلم والتكنولوجيا النوويين (اتفاق عراسيا) على اتباع نهج شامل إزاء الاتجار بالقطع الثقافية من خلال الجمع بين خبراء من مختلف التخصصات.

وغالبا ما يكون الاتجار بالقطع الفنية الأثرية عابراً للحدود الوطنية، حيث تُهرَّب القطع الفنية عبر حدود البلد. وتتطلب هذه الجريمة المعقَّدة اتباع نهج منسق لضمان التعرُّف على الكنوز الوطنية عندما تكون في رحلة عبورها من منشئها أو عندما تُعرَض للبيع بصورة غير مشروعة. وقد عملت الوكالة بالفعل على نطاق واسع مع بلدان المنطقة لبناء القدرات في مجال الاختبارات غير المتلفة وتطبيقاتها في مجال التراث الثقافي.

وأوضح السيد بلال نصولي، مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية ورئيس اتفاق عراسيا قائلاً: "إنَّ التعاون الوثيق الذي جمع بين وزارة الثقافة والهيئة اللبنانية للطاقة الذرية قد أسفر بالفعل عن نتائج مثمرة في مكافحة الاتجار غير المشروع، وتحديدا في تطبيق الاختبارات غير المتلفة".

وأضاف قائلا: "لقد اضطلع خبراء الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بدور حاسم في تحديد خصائص القطع الأثرية التي ضُبِطت في مطار بيروت من خلال استخدام التصوير بالأشعة السينية وتكنولوجيا تحليل التألق بالأشعة السينية. فالقطع التي صودرت كانت مخفيَّة بذكاء تحت طبقة من القشرة لتجنب الكشف الفوري عنها، وأثبت التصوير بالأشعة السينية أنه فعال في الكشف عن المواد الأصلية الخفية، في حين تمكَّن علماء الآثار بفضل تحليل التألق بالأشعة السينية من التأكد من تكوين القطع الفنية المعدنية".

وبدعم من الوكالة، قام العلماء في بلدان اتفاق عراسيا أيضاً بتطوير خبراتهم في مجال تحديد عمر المواد الأثرية باستخدام الكربون المشع. ونتيجة لذلك، تم الكشف عن معلومات قيمة حول القطع الفنية، واستُخدمت تلك المعلومات في حفظ وتوثيق الاكتشافات الأثرية. وتعلم المشاركون كيفية تحديد عمر القطع الفنية الأثرية، مثل الفخار والسيراميك والعظام.

ويجمع المشروع الجديد بين المنظمات الدولية وخبراء الآثار وهيئات إنفاذ القانون لتحسين أساليب تحديد هوية القطع الأثرية. وباستخدام التقنيات النووية غير المتلفة، يستطيع العلماء تحديد عمر وخصائص القطع المشتبه في الاتجار بها أو في تزويرها. وسيشارك في المشروع عدد من المنظمات الدولية المتخصصة ذات الخبرة في التصدي للجرائم المتعلقة بالتراث الثقافي. ومن بين تلك المنظمات معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة، الذي يعمل على النهوض بالعدالة ومنع الجريمة والأمن وسيادة القانون دعما للسلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.

وقالت أنطونيا دي مييو، مديرة معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة: "إن الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية جريمة خطيرة تقوِّض التراث الثقافي وتسهم في الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية وفي الإرهاب. وفي الحفاظ على تراثنا الثقافي العالمي، يشكل دور الاختبار غير المتلف محوراً أساسياً في المعركة ضد الاتجار غير المشروع في القطع الفنية الثقافية. ويمكن أن توفر هذه التقنيات أدلة حاسمة للمضي قدماً في التحقيقات الجنائية والملاحقات القضائية المتعلقة بالاتجار، فضلاً عن التجارة غير المشروعة وعمليات التزوير. ويفخر معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة بشراكته مع الوكالة لمواجهة التهديد الملح المتمثل في الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".

ويعمل معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة عبر مركز المعارف التابع له المعني ’بالتحسينات الأمنية من خلال البحث والتكنولوجيا والابتكار‘ وغيره من البرامج على تحديد المخاطر الأمنية والحلول الابتكارية باستخدام أحدث التقنيات، بما في ذلك الاختبارات غير المتلفة.

وقالت دجين جيراردو أبايا، مديرة شعبة آسيا والمحيط الهادئ التابعة لإدارة التعاون التقني في الوكالة، في الاجتماع الأول للفريق العامل المعني بالمشروع: "إنَّ المنهجية الخاصة لهذا المشروع تهدف إلى إقامة صلة جديدة ذات مغزى بين العلوم وهيئات إنفاذ القانون، وبالتالي تيسير التصدي بشكل أفضل للاتجار غير المشروع المحتمل في القطع الفنية الأثرية الثقافية القيمة، من خلال تطبيق التقنيات النووية بفعالية".

العلوم

يُستخدم الاختبار غير المتلف لفحص خصائص القطع أو الهياكل دون التسبب في ضرر لسلامتها المادية. ويمكن القيام بذلك من خلال عدة أساليب إشعاعية مختلفة، منها الأشعة السينية أو أشعة غاما أو التحليل بالتنشيط النيوتروني أو أساليب الحزم الأيونية. ومن خلال هذه التقنيات، يمكن للإشعاع أن يجعل الطبقات المخفية من القطعة أكثر وضوحاً للعين البشرية، وكذلك تحديد تركيبها الكيميائي بناء على الأشعة التي تطلقها عند تعرضها للأشعة السينية.

وتحديد عمر القطعة بالكربون المشع هو أسلوب آخر يُستخدم في تصنيف القطع التراثية الثقافية. ومن خلال فحص كمية الكربون-14 الموجودة باستخدام قياس الطيف الكتلي بالمعجِّلات، يمكن للعلماء تحديد عمر القطعة.

The Science

Non-destructive testing is used to examine the properties of objects or structures without causing harm to their physical integrity. This can be done through several different radiation methods, including X rays, gamma ray radiation, neutron activation analysis or ion beam methods. Through these techniques, radiation can make hidden layers of an object more apparent to the human eye, and also identify its chemical composition based upon the radiation that it releases when exposed to an X ray.

Radiocarbon dating is another method used in classifying cultural heritage objects. By examining the amount of carbon-14 present using accelerator mass spectrometry, scientists can determine the object’s age.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية