أكمل اليوم فريق خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الوكالة) بعثة أُوفدَت إلى الكويت في إطار الخدمة الاستشارية الدولية الخاصة بالحماية المادية (الخدمة الاستشارية IPPAS). واستعرضت البعثة الوضع الحالي لمنظومة الأمن النووي الوطنية في الكويت من خلال مقارنة إطارها القانوني والرقابي ونظمها وممارساتها في مجال الأمن النووي بالصكوك الدولية المعنية وإرشادات الوكالة بشأن الأمن النووي، مع التركيز على أمن المصادر المشعة.
وكانت بعثة الخدمة الاستشارية IPPAS، التي أُجريَت في الفترة من 28 أيار/مايو إلى 8 حزيران/يونيه 2023، البعثة الأولى من نوعها في الكويت. وأُجريَت البعثة بناءً على طلب من حكومة الكويت، واستضافتها إدارة الوقاية من الإشعاع التابعة لوزارة الصحة.
وشملت البعثة التي دامت اثني عشر يوماً، استعراضاً للإطار التشريعي والرقابي لأمن المواد المشعة؛ والممارسات الرقابية في مجالات الترخيص والتفتيش والإنفاذ؛ والتنسيق بين أصحاب المصلحة المعنيين بالأمن النووي. وتناول الاستعراض أيضاً تدابير وممارسات الأمن المنفَّذة في مجموعة مختارة من المرافق والأنشطة التي تُستخدَم فيها المواد المشعة.
وفي نيسان/أبريل 2016، صدَّقت الكويت على تعديل عام 2005 لاتفاقية الحماية المادية للمواد النووية (اتفاقية الحماية)، وأُدرجَ أيضاً في مهام البعثة استعراض لعملية تنفيذ هذا التعديل.
وعند انتهاء البعثة، أفاد الفريق بأن الكويت قد وضَعت منظومة للأمن النووي. وقدَّم فريق البعثة توصيات واقتراحات تهدف إلى دعم البلد في مواصلة تعزيز إجراءاته وممارساته في مجال الأمن النووي. وحُدِّدت الممارسات الجيدة التي يمكن أن تتَّبعها دول أعضاء أخرى في الوكالة لضمان إجراء تحسينات طويلة الأجل على صعيد الأمن النووي العالمي.
وتولَّى قيادة الفريق المؤلف من سبعة أشخاص السيد رشيد ملوكي، رئيس وحدة الحماية المادية التابعة لإدارة الأمان والأمن في المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية بالمغرب. وشمل الفريق خبراء من الأردن وبلغاريا ومصر والولايات المتحدة الأمريكية وخبراء من الوكالة. والتقى في مدينة الكويت بمسؤولين من إدارة الوقاية من الإشعاع وبمسؤول الاتصال الوطني مع الوكالة من معهد الكويت للأبحاث العلمية. وكجزء من الاستعراض، زار الفريق ثلاثة مرافق تُستخدَم أو تُخزَّن فيها مصادر مشعة عالية النشاط.
وقالت السيدة هيذر لوني، وهي رئيسة قسم الأمن النووي للمواد والمرافق في شعبة الأمن النووي بالوكالة: "ركَّزت البعثة الموفدة إلى الكويت على أمن المصادر المشعة الذي هو موضوع مهم لجميع البلدان. ومن خلال معاينة مباشرة للمرافق والممارسات المرتبطة بالمصادر المشعة في الكويت، مثل تشعيع الدم، وعلاجات السرطان العالية الدقة، وخدمات الاختبار غير المتلف المتقدمة للأغراض الصناعية، استطاع الفريق تحديد عدة ممارسات جيدة في الكويت يمكن تقاسمها مع دول أخرى".
وأفاد السيد فاضل علي حيدر غلوم، وهو مدير إدارة الوقاية من الإشعاع، بما يلي: "ستتيح المشورة التي أسداها فريق الخدمة الاستشارية IPPAS تيسير الجهود التي تبذلها الكويت لتحديد الأولويات وإدخال التحسينات على منظومة الأمن النووي. وتتطلع حكومة الكويت إلى تنفيذ توصيات الفريق واقتراحاته، بالتعاون الوثيق مع الوكالة".
الخلفية
كانت بعثة الخدمة الاستشارية IPPAS هذه البعثة الثامنة والتسعين التي توفِدها الوكالة منذ بداية البرنامج في عام 1995.
وترمي بعثات الخدمة الاستشارية IPPAS إلى مساعدة الدول في تعزيز منظومات الأمن النووي الوطنية الخاصة بها. وتوفِّر هذه البعثات مشورة النظراء بشأن تنفيذ الصكوك الدولية والإرشادات الصادرة عن الوكالة بشأن حماية المواد النووية والمواد المشعة الأخرى، والمرافق ذات الصلة بهذه المواد.
وخلال البعثات، يرصد فريق مؤلف من خبراء دوليين نظام الحماية المادية الخاص بدولة ما، ويقارنه بالممارسات الجيدة الدولية ويقدِّم توصيات لتحسينه. وتُجرى بعثات الخدمة الاستشارية IPPASعلى الصعيد الوطني وكذلك في مرافق محدَّدة.