أطلقت الوكالة منصتها المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة وتطبيقاتها في عام 2021 لتقديم الدعم بشأن جميع الجوانب المتصلة بتطوير تلك المفاعلات ونشرها وترخيصها والإشراف الرقابي عليها. ويمكن للبلدان التي تسعى إلى التعجيل بنشر المفاعلات النمطية الصغيرة بالاستعانة بهذه المنصة أن تتخذ خطوتها الأولى في هذا الصدد من خلال بوابة إلكترونية جديدة (https://smr.iaea.org) تتيح الوصول إلى جميع خدمات الوكالة والاطلاع على أحدث المعلومات عن هذه التكنولوجيا الناشئة في مجال القوى النووية.
وفي ظلِّ وجود أكثر من 80 من تصاميم المفاعلات النمطية الصغيرة قيد التطوير في 19 بلداً، وبدء تشغيل الوحدات الأولى من هذه المفاعلات بالفعل في الصين وروسيا، يُتوقَّع أن تؤدي المفاعلات النمطية الصغيرة، بما في ذلك المفاعلات المتناهية الصغر، دوراً متزايد الأهمية في المساعدة على ضمان أمن إمدادات الطاقة وتحقيق التحوُّل العالمي في مجال الطاقة بما يتيح الوصول بصافي الانبعاثات إلى مستوى الصفر. ولن يمكن نشر المفاعلات النمطية الصغيرة على نطاق أوسع إلا بعد إثبات نجاعة التكنولوجيات ذات الصلة وأمانها وقدرتها التنافسية الاقتصادية الكاملة. وتقدِّم منصة الوكالة المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة المساعدة بالفعل للحكومات والجهات المشغلة المحتملة وهيئات الرقابة النووية في بلدان مثل الأردن والبرازيل من أجل معالجة هذه المسائل وغيرها من التحديات ذات الصلة.
وتشمل المواضيع التي تتناولها المنصة تطوير تكنولوجيا المفاعلات النمطية الصغيرة ونشرها (بما في ذلك التطبيقات غير الكهربائية)؛ والأمان والأمن النووين والضمانات؛ والوقود ودورة الوقود والتصرف في النفايات. ويمكن لمستخدمي المنصة الاختيار من بين عشرة مواضيع على شريط التصفح لعرض الأخبار والفعاليات والمنشورات المتعلقة بموضوع محدد دون غيره. وسيتواصل العمل على التوسُّع في المنصة لإضافة عناصر ومواضيع جديدة، بما في ذلك إتاحة مساحات للأفرقة العاملة التقنية، وتوفير معلومات عن المشاريع والبرامج الوطنية والدولية المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة، وإعداد نسخة من المنصة تناسب الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية.
وقال السيد ستيفانو مونتي، رئيس فريق تنفيذ منصة الوكالة المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة ورئيس قسم تطوير تكنولوجيا القوى النووية في الوكالة: "إنَّ الغرض من المنصة هو أن تكون مصدراً مركزيًّا للمعلومات تستفيد منه الجهات المعنية داخل الوكالة وخارجها، مع تعدد مستويات صلاحية الاطلاع على المعلومات والبيانات".
وسوف تستخدم المفاعلات النمطية الصغيرة نظماً ومكونات مسبقة الصنع لتقصير الجداول الزمنية للتشييد وزيادة مستوى المرونة وتيسر التكلفة مقارنةً بمحطات القوى النووية التقليدية. وتنطوي هذه المفاعلات على إمكانية تلبية احتياجات طائفة واسعة من المستخدمين، وتوفير بدائل منخفضة الكربون لمحطات القوى المتقادمة التي تعمل بالوقود الأحفوري. ومن المحتمل أنَّ هذه المفاعلات سوف توفِّر سمات أمان معزَّزة، وهي مناسبة للتطبيقات غيرالكهربائية، مثل التبريد والتدفئة وإنتاج الهيدروجين وتحلية المياه. وتوفِّر المفاعلات النمطية الصغيرة أيضاً خيارات للبلدان ذات الشبكات الكهربائية الصغيرة الحجم، وللمناطق ذات البنية الأساسية الأقل تطوراً، ولنظم الطاقة التي تجمع بين المصادر النووية ومصادر أخرى بديلة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة.
وتوجد لدى الوكالة عدَّة أنشطة جارية متعلقة بالمفاعلات النمطية الصغيرة، وتساعد المنصة على تنسيق هذه الأنشطة وتوفِّر معلومات عنها. وهناك أيضاً أوجه ترابط بين المنصة ومبادرات مهمة أخرى تنفِّذها الوكالة. ومن هذه المبادرات، على سبيل المثال، المبادرة الجديدة المعنية بالتنسيق والتوحيد في المجال النووي، التي عُقد اجتماعها الاستهلالي في حزيران/يونيه 2022، والتي تعمل على المساعدة على تيسير نشر مفاعلات نمطية صغيرة آمنة ومأمونة من خلال تنسيق وتوحيد النُّهُج الرقابية والصناعية.
وقالت السيدة باولا كايه فيفيس، وهي مسؤولة أولى في مجال الأمان النووي في الوكالة تعمل على تنسيق أنشطة الوكالة المتعلقة بالمفاعلات النمطية الصغيرة: "إنَّ الوكالة تضطلع بأنشطة هامة بشأن أمان وأمن المفاعلات النمطية الصغيرة. فقد انتهينا مؤخراً، على سبيل المثال، من استعراض مدى إمكانية تطبيق معايير الأمان على المفاعلات النمطية الصغيرة وتكنولوجيات أخرى. وقد وضعنا أيضاً برنامج عمل لإدخال تعديلات تدريجية على معايير الأمان لتحسين تناولها لخصوصيات هذه التكنولوجيات الجديدة. وستمكننا المنصة من تعميم هذا العمل على الدول الأعضاء بصورة أفضل".
وتحتوي المنصة على معلومات عن الأنشطة المتعلقة بالمفاعلات النمطية الصغيرة وتطبيقاتها، مع التركيز على التكنولوجيات الأقرب للنشر في الأجل القصير، بما في ذلك دعم الجاهزية الصناعية للمفاعلات النمطية الصغيرة وتطبيقاتها؛ وتشجيع جهود البحث والابتكار في مجال المفاعلات النمطية الصغيرة، ودعم تلك الجهود وتطويرها؛ ودعم إرساء الأطر المؤسسية والقانونية والرقابية اللازمة لنشر المفاعلات النمطية الصغيرة وتشغيلها وإخراجها من الخدمة بطريقة مأمونة وآمنة؛ ودعم التعاون الدولي بشأن المفاعلات النمطية الصغيرة. وفي أيلول/سبتمبر، أصدرت الوكالة كتيباً متعلقاً بالمنصة بعنوان: SMRs: A New Nuclear Energy Paradigm ("المفاعلات النمطية الصغيرة: نموذج جديد للطاقة النووية")، يتناول العوامل التي يتعيَّن أخذها في الحسبان عند اتخاذ القرار بشأن الأخذ بالمفاعلات النمطية الصغيرة، وسبل التمكين من نشر هذه المفاعلات على نحو مأمون وآمن وسلمي ومستدام. وصدرت أيضاً في أيلول/سبتمبر طبعة عام 2022 من الكتيب الذي يصدر كل سنتين بعنوان Advances in Small Modular Reactor Technology Developments
("أوجه التقدُّم المحرز في تطوير تكنولوجيات المفاعلات النمطية الصغيرة").
وقد بدأت البلدان بالفعل في تلقي المساعدة من خلال المنصة المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة، وأُنشئ عدد من فرق العمل المتعددة المهام لتلبية احتياجات البلدان في هذا الصدد. وتعمل إحدى هذه الفرق على تقديم المساعدة لتنظيم بعثة خبراء إلى الأردن لتحليل العوامل الاقتصادية المتعلقة باستخدام المفاعلات النمطية الصغيرة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه. وتقدم الوكالة أيضاً الدعم للبرازيل في تحليل تكنولوجيات المفاعلات النمطية الصغيرة ومدى جاهزيتها للطرح في الأسواق والقضايا الرقابية المرتبطة بها ومتطلبات تحديد مواقعها، وشاركت الوكالة في نيسان/أبريل في دورة دراسية على مدى ثلاثة أيام بشأن المفاعلات النمطية الصغيرة والمفاعلات المتناهية الصغر، نظَّمتها الرابطة البرازيلية لتطوير الأنشطة النووية.
وقال السيد مونتي: "في خضم أزمات الطاقة وتغير المناخ، يتزايد عدد البلدان التي تُفكِّر في المفاعلات النمطية الصغيرة بوصفها خياراً لتحسين أمن الطاقة وخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وبوسع الوكالة أن تساعد هذه البلدان في خوض غمار هذه الرحلة، ويمكن أن يبدأ ذلك بزيارة منصة الوكالة المعنية بالمفاعلات النمطية الصغيرة، ثم، إذا رغب البلد المعني في ذلك، تقديم طلب رسمي إلى الوكالة للحصول على المساعدة".
