You are here

مشاركة قطاع الصناعة

تطبيق الضمانات في مشهد نووي متغيِّر

Wolfgang Picot

يقول خبراء الصناعة إنَّ ظهور تصاميم جديدة للمفاعلات يتطلب إدخال تغييرات على النهج الذي تتبعه الصناعة النووية إزاء الضمانات.

الصورة من: (دين كالما، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

مع الزيادة المستمرة في الطلب العالمي على القوى النووية، تتزايد أهمية التواصل بين قطاع الصناعة النووية والوكالة. وتشهد تصاميم المرافق تغيرات كبيرة في ظل استحداث أنواع جديدة من المفاعلات، مثل المفاعلات المتقدمة العاملة بالوقود السائل أو المفاعلات المتناهية الصغر القابلة للنقل. ويقول الخبراء في قطاع الصناعة إنَّ ظهور هذه المفاعلات ذات التصاميم الجديدة، مع زيادة عدد البلدان التي تبدي اهتماماً متزايداً بالقوى النووية، يتطلب إجراء تغييرات في النهج الذي يتبعه قطاع الصناعة النووية إزاء الضمانات.

وقالت السيدة ساما بلباو إي ليون، المديرة العامة للرابطة النووية العالمية: "إنَّ قطاع الصناعة يدعم الضمانات لأنَّه يدرك أهميتها. والشركات تتحمل المسؤولية عن المواد النووية الموجودة في مرافقها. ومع ذلك، فباستثناء من يتعاملون مع الضمانات مباشرة، لا يعرف الموظفون العاديون في قطاع الصناعة النووية الكثير عنها. وخلافاً للأمان، فالضمانات ليست من الأولويات التي ينشغل بها الجميع".

وفي حين أنَّ الضمانات قد لا تأتي في صدارة الأولويات عند البعض، فالأوضاع الدولية تسلِّط الأضواء على دور الوكالة وعلى الضمانات. وقالت السيدة جو آنا بريدنكام، مديرة برنامجي الضمانات النووية العالمية والتصدير الاستراتيجي في شركة ويستينغهاوس إليكتريك، إنَّ الموظفين العاملين في قطاع الصناعة النووية صاروا أكثر إلماماً بالضمانات النووية الدولية. وتابعت قائلة: "إنَّ الأخبار في مجال عدم الانتشار تزيد الناس وعياً".

ومن العوامل التي تسهم أيضاً في إذكاء الوعي بالضمانات تزايد الاهتمام بالطاقة النووية في أنحاء عديدة من العالم. وقالت السيدة بريدنكام: "إنَّ هذه المناقشة تأتي في الوقت المناسب تماماً. فقد تزايد عدد الدول المهتمة بالقوى النووية. وحين ننظر إلى فرص التصدير إلى هذه البلدان، نرى أنَّ علينا أن نعالج شواغل العملاء المحتملين بشأن الضمانات منذ بداية إجراءات طرح العطاءات".

وتشكِّل العوامل الاقتصادية و"المحصلة النهائية" شاغلاً رئيسيًّا للشركات فيما يتعلق بتصاميم المفاعلات الجديدة. ولهذا السبب، يعمل البائعون على إدماج الضمانات مبكراً في عملية تصميم أنواع المفاعلات الجديدة بغية تجنب الاضطرار لإدخال تعديلات باهظة التكلفة لاحقاً – وهو نهج تشيع الإشارة إليه باسم ’إدراج الضمانات في التصميم‘ .

وأوضحت السيدة بريدنكام قائلة: "علينا كشركة أن نأخذ بالرؤية الأكثر اقتصادية عند تصميم محطة للقوى النووية بالاستناد إلى مفهوم جديد. وفي حال تشييد محطة إيضاحية دون التفكير في الضمانات من البداية، فإنَّ عملية إعادة التجهيز لأغراض الضمانات ستكون باهظة التكلفة. وعلى سبيل المثال، فالمفاعلات المتناهية الصغر تبلغ من الصغر حدًّا لا يتيح الكثير من المساحة لإضافة وصلات سلكية أو أجهزة استشعار بعد تشييد الوحدة. ويتعيَّن علينا كشركة أن نؤدي دوراً فيما يتعلق بالضمانات لأنَّ نماذج الأعمال الجديدة لا تتماشى مع النظام السابق القائم على ’إعادة التجهيز‘ لأغراض الضمانات في المرافق القائمة".

وقالت السيدة بلباو إي ليون إنَّ مستودعات النفايات النووية من المجالات الأخرى التي ينبغي أن ينظر قطاع الصناعة النووية في الأخذ بنهج إدراج الضمانات في التصميم فيها. وتابعت قائلة: "إنَّ مراعاة تطبيق الضمانات على النفايات النووية عند تنفيذ المستودعات الجيولوجية العميقة ليست فكرة وليدة اليوم. فقد كانت الضمانات مشمولة من البداية في أي مشروع لتنفيذ مستودعات من هذا القبيل. ونحن نفكر في هذه المسألة منذ فترة طويلة".

وفي الوقت الذي يفكر فيه قطاع الصناعة في الضمانات بطريقة استباقية، تؤدي الوكالة دوراً أساسيًّا في المساعدة على العمل بنهج إدراج الضمانات في التصميم. وتستضيف الوكالة بانتظام حلقات عمل حول ’إدراج الضمانات في التصميم‘ يشارك فيها ممثلون عن الهيئات الرقابية وموظفون من قطاع الصناعة النووية ومن الوكالة، وتركِّز على مواضيع مثل الإخراج من الخدمة والنفايات النووية والوقود المستهلك والمفاعلات النمطية الصغيرة.

٢٠٢٢/١٠
Vol. 63-3

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية