You are here

التعاون فيما بين بلدان الجنوب

تحفيز إيجاد الحلول المستدامة لمكافحة السرطان

Joanne Liou

في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أكملت الوكالة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان، بعثة استعراضية متكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان دعماً للعراق.

 (الصورة من: مصعب خادم العبودي، مستشفى الأمل الوطني لعلاج الأورام، العراق)

عندما بدأت الوكالة السنة الماضية مساعدة زامبيا على وضع برنامجها الوطني لمكافحة السرطان، انضم الأخصائي في علاج الأورام بالأشعة، كينيدي ليشيمبي، إلى خبراء من مصر وجنوب أفريقيا، وهما بلدان لديهما خطط متقدمة قائمة في مجال مكافحة السرطان، لكي يسهم بدوره في صوغ خطة بلده في هذا المجال. والسيد ليشيمبي هو مدير خدمات مكافحة السرطان ومنسقها الوطني في زامبيا، وهو يعمل الآن على رد الجميل من خلال قيادة فريق من الخبراء لمساعدة سيراليون على صوغ برنامجها الوطني لمكافحة السرطان.

ويقول ليشيمبي: "يهدف برنامج زامبيا الوطني لمكافحة السرطان إلى التقليل من عدد حالات الإصابة بالسرطان وهو مصمم خصيصاً للتخفيف من عبء السرطان في بلدنا. ولقد ساعد الدعم الذي قدَّمته الوكالة على تشكيل ملامح برنامجنا الوطني من أجل بناء القدرة على مكافحة السرطان وإحداث تغيير جوهري في هذا الميدان في زامبيا. والآن أصبحنا قادرين على المساهمة في الجهود التي تبذلها كل من ليسوتو وسيراليون، وعلى تقاسم الدروس التي استفدناها في هذا الصدد".

وتُعَدُّ الشراكات العالمية، بما في ذلك من خلال التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، مسألة أساسية فيما يتعلق بمكافحة السرطان وتوفير العلاج المناسب باستخدام حلول مستدامة. ويتَمثَّلُ التعاون فيما بين بلدان الجنوب في تبادل المعارف والموارد بين البلدان التي تقع في جنوب الكرة الأرضية وذلك من أجل تحقيق أهداف التنمية، مع تعزيز الاعتماد على الذات والمسؤولية عن الأنشطة. وينطوي التعاون الثلاثي على مشاركة أطراف ثالثة، مثل البلدان والمنظمات المانحة، للمساعدة على تيسير تنفيذ مبادرات التعاون فيما بين بلدان الجنوب من خلال توفير التمويل والتدريب.

وقالت السيدة جيرلدين آرياس دو غوبل، رئيسة قسم استعراض وتخطيط مكافحة السرطان في الوكالة: "تُيسِّر الوكالة التفاعلات الأولى بين البلدان والتي غالباً ما تتحول إلى شراكات مؤسسية دائمة. وتُتيح هذه الشراكات استمرار التعاون فيما بين بلدان الجنوب إلى ما يتجاوز فترة زمنية محددة.  وبفضل الدعم الذي تقدِّمه الوكالة، أنشأت بلدان عديدة سياسات وطنية وقدرات إقليمية في مجال مكافحة السرطان، ولا تزال تعزز من هذه السياسات والقدرات".

وقد أُنشئ برنامج العمل من أجل علاج السرطان التابع للوكالة في عام 2004، وهو يدعم ثلاثة مجالات متعلقة بمكافحة السرطان، وهي: التقييم والتخطيط وحشد الموارد. وحاليًّا، تُقدِّم الوكالة الدعم إلى أكثر من 20 بلداً فيما يتعلق بعمليات التقييم والتخطيط الشاملة التي تُجريها في مجال مكافحة السرطان، ويستفيد أكثر من 100 بلد من مشاريع التعاون التقني المتعلقة بالسرطان.

وقالت آرياس دي غوبل: "نحن نعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان لتحديد خبراء محليين يضطلعون بتقييم الأوضاع والمساعدة على التخطيط في مجال مكافحة السرطان. وعادة ما يتولى تقديم الدعم للخبراء المحليين خبيران اثنان أو ثلاثة من نفس المنطقة ممن لديهم خطط أكثر تقدما في بلدانهم". وفي وقت لاحق، يعمل الخبراء المستفيدون من الدعم، مع تحسُّن قدراتهم، على مساعدة نظرائهم في المنطقة عبر تقاسم خبراتهم ومعارفهم مع بلدان أخرى. وعلى سبيل المثال، يقدِّم خبراء من إسبانيا وكوبا الدعم لباراغواي في وضع برنامجها الوطني لمكافحة السرطان، وفي آسيا الوسطى، يستفيد الفريق المعني بمكافحة السرطان في أوزبكستان من أنشطة التعاون مع الاتحاد الروسي وكازاخستان، من بين بلدان أخرى.

وفي نيسان/أبريل وتشرين الأول/أكتوبر 2021، عقدت الوكالة اجتماعين للخبراء الدوليين الذين يساعدون البلدان على وضع البرامج الوطنية لمكافحة السرطان من أجل تقاسم الممارسات الجيدة والمعلومات عن التحديات المطروحة، بما في ذلك فيما يتعلق بتعزيز تقديم الدعم الاستشاري افتراضيًّا فيما يتعلق بالبرامج الوطنية لمكافحة السرطان. وقال آرسن جوريك، المسؤول ببرنامج العمل من أجل علاج السرطان: "تشكِّل حلقات العمل جزءاً من جهود أوسع نطاقاً تبذلها الوكالة من خلال برنامج العمل من أجل علاج السرطان بهدف تعزيز التعاون على مكافحة السرطان بين بلدان الجنوب، وإيجاد مجتمع لتقاسم المعلومات داخل المناطق وفيما بينها، وتوسيع قاعدة الخبرات المتاحة لدعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في التخطيط لبرامج مكافحة السرطان وحوكمتها".

"تُيسِّر الوكالة التفاعلات الأولى بين البلدان والتي غالباً ما تتحول إلى شراكات مؤسسية دائمة. وتُتيح هذه الشراكاتُ استمرارَ التعاون فيما بين بلدان الجنوب إلى ما يتجاوز فترة زمنية محددة".
— غيرلدين آرياس دو غوبل، رئيسة قسم استعراض وتخطيط مكافحة السرطان في الوكالة.

التقييم والإجراءات

بغية تقييم قدرات أي بلد في مجال مكافحة السرطان، توفد الوكالة بعثات استعراضية متكاملة في إطار برنامج العمل من أجل علاج السرطان بمشاركة خبراء من المنطقة، من أجل توفير تحليل للحالة المبدئية وتقديم توصيات يُستَرشد بها عند التخطيط لمكافحة السرطان والاستثمار في هذا المجال.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أكملت الوكالة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان بعثة استعراضية متكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان دعماً للعراق. وبالتعاون مع وزارة الصحة في العراق، أجرى فريق دولي من الخبراء، بما في ذلك خبراء من الأردن وتركيا تقييما لقدرات واحتياجات العراق في مجال مكافحة السرطان، بدءاً من التسجيل والمراقبة ووصولاً إلى التشخيص والعلاج والرعاية التسكينية. وقال السيد جوريك، منسِّق البعثة الاستعراضية المتكاملة الموفدة للعراق في إطار برنامج العمل من أجل علاج السرطان: "عملنا خلال عملية الاستعراض على الوقوف على الاحتياجات فيما يخص القدرات وتحديد الأخصائيين الطبيين العراقيين الذين يمكن أن يستفيدوا من دورات تعليمية وتدريبية محددة. ونتيجة لهذا الاستعراض، جرى الترتيب لإجراء زيارات علمية إلى الأردن وتركيا لكي يتمكَّن المتخصصون العراقيون في علاج السرطان من معاينة طريقة تصميم وتقديم الخدمات في مرافق علاج الأورام فيما يتعلق بالعلاج الإشعاعي وعلم الأشعة والفيزياء الطبية والأبعاد ذات الصلة المتعلقة بالأمان".

المنصات الإقليمية للتعاون

برعاية الوكالة، تجمعُ أربعة اتفاقات تعاونية إقليمية — تخصُّ مناطق أفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، والشرق الأوسط — البلدان من أجل تحديد الأولويات والاتفاق بشكل جماعي على المشاريع التي يتعيَّنُ تنفيذها. ونتيجة لذلك، حسَّنت هذه المناطق خدماتها في مجال علاج السرطان وجودةَ رعاية المرضى وعزَّزت قدراتها من خلال البرامج التعليمية.

وفي أفريقيا، على سبيل المثال، يقود المغرب جهود مكافحة سرطان عنق الرحم، وهو مرض يتسبب في وفاة 000 300 امرأة كل عام حول العالم، 90 في المائة منهن في البلدان النامية. وقال السيد عز الدين فرحان، سفير المغرب لدى النمسا والممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا، بما فيها الوكالة: "من بين البلدان العشرين التي سُجِّلت فيها أعلى معدلات للإصابة بسرطان عنق الرحم، هناك  19 بلداً أفريقيًّا، وثمة 268 مليون امرأة تبلغ أعمارهن 15 عاماً فما فوق معرضات لخطر الإصابة بسرطان عنق الرحم".

ويعمل المغرب مع الوكالة والبلدان الأفريقية الأخرى باتباع نهج قائم على التعاون الثلاثي إزاء مكافحة سرطان عنق الرحم. وقد دعمت الوكالة هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا في تنظيم حلقات عمل ودورات تدريبية لفائدة المئات من المشاركين من المغرب وبلدان أفريقية أخرى من أجل التصدي بشكل جماعي لعبء السرطان وكذلك لجائحة كوفيد-19. وبالإضافة إلى ذلك، أوفدت الوكالة 43 خبيراً من الخبراء المغاربة إلى بلدان أفريقية أخرى لأغراض التدريب.

 

٢٠٢٢/٠٢
Vol. 63-1

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية