You are here

الملايين في منطقة الشرق الأوسط يستفيدون من معدات اختبار الإصابة بكوفيد-١٩ المقدَّمة بدعم من الوكالة

,

استجابةً للطلبات الواردة من الحكومات حول العالم، وفًّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدعم ومعدات الاختبار اللازمة للكشف بدقة وعلى وجه السرعة عن الإصابة بالفيروس المسبِّب لمرض كوفيد-١٩ إلى ما يقرب من ٢٨٦ مختبرا في ١٢٨ بلداً، بما في ذلك ١٤ دولةً وإقليماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ شهر مارس/أذار ٢٠٢٠.

وخلال دورة مجلس المحافظين التي عُقدت أوائل هذا الشهر، قال المدير العام للوكالة السيد رافائيل ماريانو غروسي: "إنَّ تأثير العمل الذي نقوم به من أجل إنقاذ أرواح وسُبُلِ عيشهم قد ساعد ما يزيد على ٢٨ مليون إنسان حتى الآن". وأضاف أنَّ علينا أن نظلَّ متيقظين ومتأهبين لتحمُّل للمسؤولية وللتجاوب سريعاً مع التطورات، لا سيما أنَّ هناك العديد من البلدان التي تعوزها القدرات الكافية للتصدي لتفشي الجائحة. وأردف قائلا: "إنَّ علينا أنَّ نعالج هذا التفاوت غير المنصف، لا لمساعدة البلدان المحتاجة فحسب، وإنما أيضاً لحماية المجتمع الدولي على وجه العموم".

والغرض من المساهمة التي تقدِّمها الوكالة هو مساعدة البلدان على تعزيز استخدام الاختبارات القائمة على تقنية الاستنساخ العكسي في الوقت الحقيقي-التفاعل البوليميري المتسلسل (تقنية RT-PCR في الوقت الحقيقي)، وهي تقنية مستمدة من المجال النووي تُعتبر الطريقة الأكثر دقَّة والأشيع استخداماً للكشف عن وجود المواد الوراثية المتأتية من أي نوع من مسبِّبات الأمراض، بما فيها الفيروسات.

وتُعدُّ جهود الوكالة للمساعدة على مكافحة تفشي جائحة كوفيد-١٩ أكبر عملية تصدٍ للطوارئ في تاريخ الوكالة. وقد تبرَّعت جهات مانحة عديدة من الدول ومن القطاع الخاص بأكثر من ٢٧ مليون يورو للوكالة لتمويل الجهود التي تبذلها لمساعدة البلدان على التصدي للجائحة.

وبالإضافة إلى توفير المعدات اللازمة لإجراء الاختبارات القائمة على تقنية RT-PCR، توفِّر الوكالة أيضاً المستهلكات والكواشف للمختبرات من أجل التعجيل بإجراء الاختبارات على الصعيد الوطني، كما توفِّر لوازم الأمان البيولوجي مثل المعدات الوقائية الشخصية وخزانات المختبرات لضمان الأمان في مناولة العيِّنات وتخزينها وتحليلها.

وتمدُّ الوكالة يد المساعدة أيضاً عبر توفير الإرشادات التقنية وإسداء المشورة للمهنيين العاملين في القطاع الصحي وفي المختبرات عبر العديد من الحلقات الدراسية الشبكية، وهناك خمس حلقات متاحة باللغة العربية. وتشمل المواضيع التي تتناولها هذه الحلقات أفضل الممارسات في مجال الطب النووي، وحماية المهنيين العاملين في مجال العلاج الإشعاعي في خضم الجائحة، وأفضل الممارسات المتبعة في المختبرات التي تستخدم تقنية RT-PCR.

وفي هذا السياق، قال نائب مدير عام الوكالة ورئيس إدارة التعاون التقني السيد ليو هوا: "في وقت نشهد فيه طلباً عالميًّا هائلاً على معدات التشخيص بفعل الجائحة، كان علينا التغلّب على العديد من التحديات اللوجستية لضمان تلبية طلبات الدول الأعضاء لتلقّي الدعم الذي هي في أمسّ الحاجة إليه. ولا زلنا نراقب عمليات التسليم عن كثب ونواظب على إبقاء نظرائنا على علم بالمستجدات طوال العملية، حتى تستفيد الدول الأعضاء من هذه المساعدة بأقصى قدر ممكن".

وتعمل الوكالة أيضاً على توفير التدريب فيما يتعلق بجائحة كوفيد-١٩ عبر حلقات دراسية شبكية موجَّهة إلى مقدِّمي الرعاية الصحية في المرافق العاملة في مجالي الطب النووي وعلم الأشعة. وتهدف هذه المبادرة إلى مساعدة المهنيين الصحيين على تكييف إجراءات العمل النمطية المتبعة لديهم من أجل الحدِّ من مخاطر انتشار العدوى بالفيروس بين صفوف المرضى والعاملين وعموم الجمهور.

التعاون الأممي من أجل العمل الطارئ

خلال العام المنصرم، تعاونت الوكالة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من أجل توفير الإرشادات والمعلومات المتعلقة بالكشف عن الإصابة بمرض كوفيد-١٩ للمختبرات الطبية والبيطرية، بما في ذلك توفير إجراءات عمل نمطية للكشف عن وجود الفيروس وفقاً للمبادئ التوجيهية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. وتمثِّل هذه الجهود استمراراً لشراكة طويلة الأمد عزَّزت قدرات العديد من البلدان على اكتشاف ومكافحة الأمراض الحيوانية المصدر، مثل الإيبولا وزيكا، فضلاً عن العديد من الأمراض الحيوانية الخطرة.

وبالإضافة إلى ذلك، فالوكالة عضو في فريق إدارة الأزمات التابع للأمم المتحدة المعني بجائحة كوفيد-١٩ الذي تقوده منظمة الصحة العالمية ويضمُّ ١٤ من الكيانات التابعة للأمم المتحدة.

استمرار تقديم الدعم للخدمات الصحية الأخرى المطلوبة

أثَّرت الجائحة بالسلب في قدرة البلدان على توفير الرعاية الصحية العالية الجودة للمصابين بأمراض أخرى خطيرة مثل السرطان. وفي هذا الصدد، وصلت الوكالة عملها من أجل توفير التدريب والمعدات على النحو اللازم لدعم البلدان في توفير خدمات التشخيص والعلاج المستندة إلى التقنيات النووية والإشعاعية، وشمل ذلك اعتماد إجراءات توكيد جودة الممارسات في مجال علم الأشعة التشخيصي، ووقاية المرضى عند تلقي العلاج الإشعاعي أثناء الجائحة.

ومن أجل ضمان تمكُّن الدول الأعضاء من مواصلة وضع وتطوير خططها الوطنية في مجال مكافحة السرطان، تعاون برنامج العمل من أجل علاج السرطان التابع للوكالة مع منظمة الصحة العالمية لتعديل طريقة عمل خبراء البرنامج عند إجراء تقييمات القدرات والاحتياجات الوطنية في مجال مكافحة السرطان، والمعروفة باسم استعراضات البعثات المتكاملة لبرنامج العمل من أجل علاج السرطان. ويهدف هذا التعديل إلى أن يكون التفاعل بين خبراء البرنامج والنظراء في البلدان المستفيدة عن طريق مزيج من الوسائل الافتراضية والزيارات القطرية، بحيث يمكن تقديم الدعم بصورة متواصلة رغم القيود المفروضة على السفر بسبب الجائحة.

 

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية