You are here

التحقق من فعالية الأسلوب التقليدي للمحافظة على التربة في تونس باستخدام النويدات المشعة المتساقطة

,
Tunisian research team in the field; traditional soil conservation ridges are visible in the background (Project RAF5075)

فريق بحث تونسي في الميدان، حيث تظهر في خلفية الصورة الحواجز الترابية التقليدية المقامة لأجل الحفاظ على التربة. (الصورة من: منصور الوسلاتي وأميرة قديري/المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية في تونس)

تتعرض التربة والمياه، وهما عنصران يدعمان الزراعة الغنية في تونس، للتهديد في السنوات الأخيرة من جرّاء تغيّر المناخ وزيادة تعرية التربة. وتعاني الأراضي الأكثر خصوبة في البلد من التعرية، مما يؤدي إلى تدهورها وانسداد البحيرات. ويتطلب عكسُ مسار هذه الظاهرة حمايةَ البيئة، والحفاظ على التربة، وتطبيق التقنيات النظيرية، التي تساعد الخبراء على تقييم فعالية الأساليب التقليدية المستخدمة للحفاظ على التربة وبالتالي تحسين ممارساتهم.

قياس تعرية التربة

يستخدم مشروع تدعمه الوكالة، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبالتعاون مع المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية، نويدات السيزيوم-١٣٧ المتساقطة المشعة كمقتفيات لقياس معدل تعرية التربة (انظر النويدات المشعة المتساقطة تساعد على تقييم تعرية التربة) والتحقق من كفاءة أساليب المحافظة على التربة.

وتشمل أحد هذه الأساليب إنشاء حواجز ترابية للحفاظ على التربة، تهدف إلى صون التربة والمياه أيضاً. وتستخدم الآلات لإنشاء حواجز ترابية بارتفاع ٨٠ سم، وتقع كل واحدة منها على بعد ٤٠ مترًا من الأخرى. وأوضح إميل فولاجتار، اختصاصي التربة في الشعبة المشتركة بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة، أنّ "كل حاجز من هذه الحواجز الترابية يكسر طول المنحدر الفعال ويخلق حاجزًا أمام جريان المياه السطحية، مما يقلل من تعرية التربة".

وينطوي استخدام النظائر لقياس تعرية التربة على فوائد عديدة. و قال فولاجتار: "بالمقارنة مع قياسات التعرية التقليدية، يتمتع السيزيوم-١٣٧ بميزة توفير بيانات حول معدلات التعرية على المدى الطويل وتحديد التوزيع المكاني للتعرية".

تجربة لقياس تعرية التربة

في مستجمعات للمياه التجريبية في صبيحية تبلغ مساحتها ٣٣٥ هكتارًا في شمال تونس، جرى تقييم حقلين منحدرين لزراعة القمح - أقيمت في أحدهما حواجز ترابية وترك الآخر عاطلاً منها. وأجري تحليل التربة باستخدام السيزيوم-١٣٧ على طول المنحدرات لتقدير كمية التربة التي أُزيلت من جراء التعرية. وأظهرت النتائج، المعبّر عنها بالطن للهتكار الواحد سنويًا (طن/ هكتار/ سنة)، أن الحواجز قد قلّلت من انجراف التربة بنسبة ٤١ في المائة، من ٣٧ إلى ٢٢ طن/هكتار/سنة. وقال فولاجتار: "يتسم هذا النهج التقليدي لحفظ التربة بالبساطة من الناحية التقنية، وهو رخيص وبوسع صغار المزارعين تنفيذه بسهولة". "غير أن فعاليته لا تبلغ المستوى الأمثل، ويظل معدل تعرية التربة أعلى بكثير من المعدل المسموح به البالغ ١.٥ طن/هكتار/سنة."

وأضاف فولجتار أن هناك حاجة إلى تدابير حماية أكثر كفاءة، وقد يكون من المفيد زيادة كثافة شبكة الحواجز الترابية بتقليل المسافة بينها من ٤٠م إلى ٢٠-٢٥م. "سوف يؤدي ذلك إلى تقصير طول المنحدر الفعال ويزيد بشكل كبير من فعالية المحافظة على التربة في المنطقة التي تغطيها شبكة الحواجز الترابية. والاحتمال الآخر هو اختبار إدارة الأراضي بدون حراثة".

وقال منصور الوسلاتي، رئيس مختبر التحليل الإشعاعي بالمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية، إن نتائج الدراسة تُستخدم للاسترشاد بها في الاستراتيجية الوطنية لوزارة الزراعة التونسية بشأن الحفاظ على المياه والتربة. "وقد استُخدمت معدلات تعرية التربة لإعداد خرائط للتوجيه الزراعي بحسب درجة التعرية المسجّلة". وسيجري المركز مزيدًا من الدراسات لمعرفة كيف يمكن تحسين هذا الأسلوب، وستُستحدث الحواجز الترابية في المناطق التي تفتقر إلى صيانة التربة. وبناءً على النتائج التي تظهر فعالية التلال، أوضح منصور أنَّ "صناع القرار سيواصلون استخدام تقنية المحافظة وتعزيز الممارسة في الأجزاء الأخرى من تونس المتأثرة بالتعرية".

أخذ عينات التربة لتحديد السيزيوم-١٣٧. (الصورة من: منصور الوسلاتي وأميرة قديري/المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية في تونس)

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية