You are here

تطور تكنولوجيا الضمانات

Jennifer Wagman, Teodor Nicula-Golovei

جهاز رؤية ظاهرة تشيرينكوف من الجيل التالي.

(الصورة من: دين كالما، الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

تستند ضمانات الوكالة إلى المعلومات التي تقدمها الدول وعمليات التفتيش التي ينفِّذها مفتشو الضمانات التابعون للوكالة وغير ذلك من المعلومات ذات الصلة بالضمانات. وتُستخدم في جمع ومعالجة هذه المعلومات أدوات تتطور باستمرار بفعل التقدم التقني. وعلى مدى أكثر من 60 عاماً، أدت المساعي الدولية المبذولة لتطوير هذه التكنولوجيات إلى تمكين مفتشي الضمانات النووية ومحلليها من التحقق من بقاء المواد والتكنولوجيا النووية في نطاق الاستخدام السلمي.

وقالت السيدة كاري ماثيوز، مسؤولة تنسيق التواصل الخارجي بشأن الضمانات في الوكالة: "إن الذكاء الاصطناعي والروبوطيات والتقدم المحرز في مجالي الكشف عن الإشعاعات والصور الملتقطة بالسواتل هي بعض التطورات التكنولوجية التي بدأت بالفعل تؤثر في تنفيذ الضمانات الدولية. وتتيح التكنولوجيا للمفتشين الاستفادة بطريقة أفضل من الوقت الذي يقضونه في الميدان، بالتركيز على عمليات التفتيش بدلاً من قضاء وقت كبير في تجميع التقارير أو تنفيذ مهام روتينية أخرى".

وفيما يلي أمثلة لبعض التطورات التكنولوجية التي يمكن أن تزيد من مستوى الفعالية والكفاءة في تنفيذ ضمانات الوكالة.

الصور الملتقطة بالسواتل

بغية تنفيذ الضمانات، تجمع الوكالة طائفة من المعلومات المتعلقة بالضمانات وتقيِّمها للتحقق من التزامات الدول في مجال عدم الانتشار. ويشمل ذلك معلومات تُجمع من مصادر مفتوحة، مثل الصور الملتقطة عن طريق السواتل التجارية. وقال السيد مارك لافيت، رئيس قسم تحليل البنى الأساسية الحكومية في الوكالة: "إنَّ تحليل الصور الساتلية المتاحة تجاريًّا يكمِّل المعلومات المقدَّمة من الدول، وصار يمثِّل مورداً مهمًّا عند التحقق من إعلانات الدول". ويُستخدم تحليل الصور الملتقطة بالسواتل بصورة روتينية في الأنشطة التالية المتعلقة بالضمانات:

 

  • التحقق من دقة واكتمال المعلومات التي تقدمها الدول؛
  • المساعدة على تخطيط الأنشطة الميدانية؛
  • الكشف عن التغيرات ورصد الأنشطة في المواقع المتصلة بدورة الوقود النووي؛
  • الوقوف على الأنشطة غير المعلنة المحتملة.

وقد شهدت السنوات القليلة الماضية توسُّعاً كبيراً في قدرات تحليل الصور الملتقطة بالسواتل. فبالإضافة إلى تزايد عدد سواتل رصد الأرض التي تلتقط صوراً بصرية، هناك عناصر أخرى ساهمت جميعاً في تعزيز العملية التحليلية، وهي رادارات التصوير التجارية وأجهزة الاستشعار الجديدة العاملة بالأشعة دون الحمراء ومقاطع الفيديو الملتقطة بالسواتل. وبالاقتران مع التقنيات الجديدة، توفر هذه المصادر صوراً تتيح للمحللين إجراء تقييم متعمق للمرافق المتصلة بالمجال النووي، لدعم عملية التقييم على مستوى الدولة وتلبية احتياجات الوكالة المتعلقة بمزيد من الفعالية.

الروبوطيات

جهاز رؤية ظاهرة تشيرينكوف الروبوطي أثناء اختباره في حوض للوقود النووي المستهلك.

(الصورة من: الوكالة الدولية للطاقة الذرية)

في عام 2019، نظَّمت الوكالة مسابقة "تحدي الروبوطيات" التي أسفرت عن استحداث نسخة روبوطية من جهاز رؤية ظاهرة تشيرينكوف (جهاز رؤية ظاهرة تشيرينكوف الروبوطي) – في شكل مركبة مائية سطحية مؤتمتة تُستخدم في التحقق من قضبان الوقود المستهلك المخزنة في أحواض الوقود المستهلك. وفي عام 2022، أعلنت الوكالة عن أول اختبار ميداني ناجح لجهاز رؤية ظاهرة تشيرينكوف الروبوطي. وفور صدور الإذن باستخدام الجهاز الجديد لأغراض التحقق من تنفيذ الضمانات، سيكون هذا الروبوط العائم قادراً على التحرُّك بالدفع الذاتي على سطح حوض الوقود المستهلك والتقاط صور عالية الجودة لتوهج إشعاع تشيرينكوف المنبعث من الوقود المستهلك. وسيقلل جهاز رؤية ظاهرة تشيرينكوف الروبوطي من الوقت اللازم للتحقق من الوقود النووي المستهلك في أحواض الوقود المستهلك، وسيسهِّل إجراء أنشطة التحقق في الأماكن التي يصعب الوصول إليها.

وقال السيد ديمتري فينكر، أخصائي التبصُّر التكنولوجي في إدارة الضمانات بالوكالة: "نأمل أن يؤدي هذا الحل لا إلى تحسين دقة القياسات فحسب، وإنما أيضاً إلى زيادة كفاءة أنشطة التحقق – لفائدة الوكالة وأيضاً لفائدة الجهة المشغلة للمرفق النووي".

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي

من أحدث أمثلة التكنولوجيات الجديدة التي تستفيد منها الوكالة مجموعة الخوارزميات القائمة على التعلم المعروفة باسم الشبكات العصبية أو بالمسمَّيَين الأكثر شيوعاً: الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

ويسمح استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للمحللين والمفتشين بالتركيز على الأنشطة الأعلى قيمة من خلال أتمتة العمليات الروتينية، ودعم العنصر البشري في اتخاذ القرارات، وضمان جودة البيانات ودقتها عن طريق تحديد الأخطاء.

ويستعرض المحللون التابعون للوكالة كميات كبيرة من البيانات المستمدة من مصادر متنوعة، ومنها نظم المراقبة بالفيديو. وفي عام 2021، بلغ عدد الكاميرات التي تشغلها الوكالة في المرافق النووية حول العالم أكثر من 1300 كاميرا مراقبة. وتعمل هذه الكاميرات على مدار الساعة بما يكفل الاطلاع المستمر على المواد والمنشآت النووية ويسمح للمفتشين بالتحقق من عدم حدوث أي وصول غير معلن إلى المواد وعدم إساءة استخدام المرفق. وفي غالبية الحالات، يجري تشغيل نظم متعددة للمراقبة بالكاميرات توفِّر كميات كبيرة من البيانات التي يلزم أن يستعرضها المفتشون. وتوفِّر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الأساس الذي تقوم عليه برامجية استعراض المراقبة من الجيل التالي التي تكفل تحليل هذه البيانات بكفاءة.

وفضلاً عن استعراض البيانات الخاصة بالمراقبة، يمكن للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أن يعززا أنشطة جمع المعلومات من مصادر متنوعة ودمجها وتحليلها. ويمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة تحليل المعلومات المعلنة من الدول بشأن تصميم المرافق وحصر المواد النووية، والمعلومات التي تُجمع أثناء عمليات التفتيش، وكذلك المعلومات ذات الصلة بالضمانات المستمدة من مصادر مفتوحة. وتوفر تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي أيضاً إمكانية الكشف عن الأحداث المتصلة بأمن المعلومات والتصدي لها. وتستخدم الوكالة أدوات متاحة تجاريًّا يدخل الذكاء الاصطناعي في تركيبها للتعامل مع التهديدات السيبرانية، والتلاعب بالمعدات، والتحقق من موثوقية المعلومات الحساسة وتشفيرها.

ومجاراةً للتقدم في التكنولوجيا النووية، تتطور تقنيات الضمانات باستمرار. وهناك تطورات جديدة تلوح في الأفق، ولذلك تبادر الوكالة إلى استكشاف الكيفية التي يمكن أن تسهم بها التكنولوجيات الابتكارية في الاضطلاع بمهمتها في مجال التحقق.

 

٢٠٢٢/١٠
Vol. 63-3

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية