تحسين الفحص والعلاج لمكافحة السرطان في باراغواي

يُعدُّ السرطان واحداً من الأسباب الرئيسية للوفاة في باراغواي، وفي كل عام، تُشخَّص إصابة 000 12 من سكان باراغواي بهذا المرض. وتؤدي محدودية المعدات وقلة الموظفين المدرَّبين في البلد إلى تأخُّر بالغ في التشخيص في العديد من الحالات ولذلك فإنَّ ثلث المرضى المشخصين بالسرطان - أي قرابة 4000 شخص - لا ينجون منه. ومن المتوقع أن يتغير هذا الرقم، مع تزايد الدعم الذي تقدِّمه الوكالة إلى البلد وحصول القطاع العام في باراغواي على أول جهاز مسح باستخدام التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني-التصوير المقطعي الحاسوبي.

وقد تلقَّى معهد بحوث العلوم الصحية جهاز المسح في تشرين الثاني/نوفمبر2021، وقال ماريو فابيان مارتينيز مورا، المدير العام للمعهد: "سيوفِّر هذا الجهاز، للمرة الأولى، التشخيص الميسور التكلفة والعالي الجودة لمن هم في أمس الحاجة إليه. وسيكون له تأثير كبير في قدرتنا على تشخيص السرطان مبكراً والحد من أعداد الوفيات".

والتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني هو تقنية حديثة غير اقتحامية تنطوي على حقْن المريض بمستحضرات صيدلانية إشعاعية. وبعد ذلك يتعقَّب الجهاز المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لأغراض التصوير. وبفضل الطبيعة المختلطة لجهاز المسح باستخدام التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني-التصوير المقطعي الحاسوبي، يمكن إنتاج صور كمية ثلاثية الأبعاد لتحسين التشخيصات الطبية ورصد العلاجات.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، حشدت الوكالة، من خلال برنامجها للتعاون التقني، أكثر من 3 ملايين يورو لمكافحة السرطان في باراغواي. واستُخدِمَت أموال التعاون التقني، بالإضافة إلى مساهمات خارجة عن الميزانية قدَّمتها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، لتوفير بناء القدرات، وتدريب المهنيين المحليين على الاستخدام المأمون والفعَّال للأجهزة اللازمة، وشراء المعدات.

وقال لويس لونغوريا غاندارا، مدير شعبة أمريكا اللاتينية والكاريبي في الوكالة: "يتلخص هدفنا في تحسين نوعية حياة مرضى السرطان وتحسين معدلات النجاة من المرض. ويبدأ ذلك بتطوير مرافق البلدان النامية وقدرات الموارد البشرية واستراتيجيات التنسيق الوطنية لمكافحة السرطان. وفي باراغواي، يأتي توفير جهاز المسح الجديد باستخدام التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني-التصوير المقطعي الحاسوبي بوصفه الإضافة الأحدث إلى سلسلة من عمليات نقل التكنولوجيا وجهود أخرى لبناء القدرات من أجل تحسين إمكانية الحصول على التشخيص وزيادة دقته من أجل وضع نهج علاجي فعَّال".

التزويد بالأجهزة اللازمة لمكافحة السرطان

يُضاف جهاز التشخيص الجديد إلى أجهزة العلاج الإشعاعي التي قدَّمتها الوكالة بالفعل إلى باراغواي. وتعمل الوكالة الآن أيضاً على شراء معجل خطي سيكون ثالث معجل من نوعه في البلد وسيساعد على توفير العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان الذين هم في أمس الحاجة إليه. ووفقاً لوزارة الصحة العامة والرعاية الاجتماعية في باراغواي، يحتاج البلد إلى سبع وحدات في المجمل لتلبية احتياجاته العلاجية.

وإلى جانب المعجلات الخطية وأجهزة المسح، تلقَّت باراغواي في عام 2018 نظاماً للتشعيع الداخلي بمعدلات جرعات قوية، يُستخدَم في علاج سرطان عنق الرحم، ومعدات لقياس الجرعات لضمان أن تكون الجرعات الإشعاعية كافية ومأمونة في الوقت ذاته. وعلاوة على ذلك، قدَّمت الوكالة مسبار غاما للكشف عن العقد الليمفاوية ووفَّرت التدريب على استخدامه في الكشف عن سرطان الثدي وعلاجه. وبالاقتران مع مساعي الوكالة في مجال بناء القدرات، بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها، مع حدوث انخفاض كبير في عدد المريضات المدرجات على قائمة الانتظار لتلقي العلاج من سرطان عنق الرحم – وهو ثالث أكثر أنواع السرطان فتكاً في باراغواي بعد سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.