مفاعلات الملح المصهور

لمفاعلات الملح المصهور، وهي مفاعلات طُوّرت في البداية في خمسينات القرن العشرين، فوائد تتمثّل في زيادة الكفاءة وخفض نسب توليد النفايات. وبعض التصاميم لا تتطلّب الوقود الصلب، وهو ما يُزيل الحاجة إلى صنعه وإلى التخلّص منه. وفي السنوات الأخيرة، أدى الاهتمام المتزايد بهذه التكنولوجيا إلى استئناف أنشطة التطوير.

يُنظَر إلى مفاعلات الملح المصهور في بعض البلدان على أنها تكنولوجيا مفاعلات متطورة واعدة نظرا إلى مختلف الفوائد التي تقترن بها. وهي تعمل عند درجات حرارة أعلى، مما يؤدّي إلى زيادة الكفاءة عند توليد الكهرباء. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لظروف ضغط تشغيلي منخفضة أن تقلّص من مخاطر انقطاع كبير في الكهرباء وفقدان للمبرّد نتيجة لحادث ما، وبالتالي أن تعزّز أمان المفاعل.

كما أنّ مفاعلات الملح المصهور تولّدُ نسباً أقلّ من النفايات القويّة الإشعاع، ولا يتطلّب تصميمها الوقود الصلب، مما يُزيل الحاجة إلى تشييدها والتخلّص منها. ويُمكن لهذه المفاعلات أن تتكيّف مع مختلف دورات الوقود النووي (مثل دورات وقود اليورانيوم-البلوتونيوم، ودورات وقود الثوريوم-اليورانيوم)، التي تسمح بتوسيع نطاق موارد الوقود. كما يمكن أيضا أن يتم تصميمها لكي تكون "حارقات" للنفايات النووية أو مفاعلات مولِّدة. ويُمكن بعد ذلك أن تُستخدم الحرارة العالية الناتجة عن مفاعلات الملح المصهور في توليد الكهرباء وفي تطبيقات أخرى قائمة على الحرارة العالية المستخدمة في المعالجة الصناعية.

ويتزايد العمل في العديد من البلدان على تطوير تكنولوجيا مفاعلات الملح المصهور. وتعمل هذه البلدان على مجموعة متنوعة من المفاهيم الخاصة بالمفاعلات، والتي يعود منشؤها إلى تجربة مفاعل الملح المصهور التي استهلتها المختبرات الوطنية في أوك ريدج في ستينات القرن العشرين. وتنصب جهود البحث والتطوير الحالية على حلّ المسائل المتعلّقة بالمواد، وتقييم سمات الأمان، وتطوير أساليب التصميم الأساسية، وتقييم النماذج الاقتصادية.

وتحفز الوكالة على التبادل الدولي للمعلومات بشأن أوجه التقدّم في مجال تكنولوجيا المفاعلات، بما يشمل مفاعلات الملح المصهور. كما أنها تتيح منتدى للتعاون الدولي بشأن أنشطة البحث والتطوير وتدعم الدول الأعضاء من خلال توفير معلومات موضوعية وموثوقة وفهم لمختلف تكنولوجيات المفاعلات وتطبيقاتها غير الكهربائية.

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية