You are here

المكسيك: دراسة هجرة ستة أنواع من الفراشات بالاستعانة ببيانات الوكالة

,
Scientists studied the migration of six butterflies with isotopes

درس العلماء مسار هجرة ست من سلالات الفراش باستخدام النظائر وهي: الفراشة ذات الخطم الأمريكية (Libytheana carinenta)، والفراشة الملِكة (Danaus gilippus)، وفراشة الكبريت الصافي (Phoebis sennae)، وفراشة الإمبراطورة لايليا (Asterocampa leilia)، وفراشة فريتيلاري المبرقشة (Euptoieta claudia)، وفراشة وجه الكلب الجنوبية (southern dogface) (Zerene cesonia).

(الصور مقدَّمة من: س. برايت، ف. تشارني، ج. غالاغر، وج. غرين)

بفضل إحدى قواعد بيانات الوكالة واستخدام أساليب النظائر المستقرة، يستطيع العلماء تحديد مسار هجرة عدة أنواع من الحشرات، بما في ذلك الفراش. وفي ورقة نشرت مؤخراً في مجلة Diversity، عرضت مجموعة من العلماء نتائج دراسة عن هجرة ست من سلالات الفراش، من كندا ومن الولايات المتحدة الأمريكية إلى المكسيك. وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تحدد منشأ ومسارات هجرة عدة سلالات من الفراش في المكسيك. واستناداً إلى هذه البيانات العلمية، يمكن للسلطات وضع استراتيجيات لحماية هذه الحشرات أثناء رحلتها.

وقال ليونارد فاسينار، الرئيس السابق لمختبر الهيدرولوجيا النظيرية التابع للوكالة "تساعد معرفة منشأ الفراش أثناء فترة هجرتها على وضع استراتيجيات حفاظ قد تكون ضرورية لحماية الموارد في مناطق تكاثر هذا الفراش. وعلى نحو مماثل، فإن معرفة وجهة هذه الفراشات في الشتاء تساعد في حماية تلك الموائل أثناء فترة وجود الفراش بها. و"لا يمكن تحديد الصلة بين المناطق الجغرافية لدورة الحياة السنوية الخاصة بالفراش دون استخدام الأساليب النظيرية."

وتقوم البحوث في هذا الصدد على قياس مقدار الديوتيريوم — وهو نظير نادر من نظائر الهيدروجين — في مياه الأمطار، الذي يبتلعه بشكل مباشر الحيوان والإنسان. وبما أن مياه الأمطار وتكوينها من الديوتيريوم فريدان بالنسبة للمنطقة التي تهطل فيها هذه الأمطار، فإنّ محتوى مياه الأمطار من الديوتيريوم يعدُّ بمثابة واسم مباشر يمكن للعلماء استخدامه لتحديد منشأ فرادى الحيوانات التي ولدت في مناطق مختلفة وذلك عبر قياس كمية الديوتيريوم الكامنة في الشعر أو الأجنحة أو المخالب أو الريش أو العظام. وبالنسبة للفراش، يقاس محتوى الديوتيريوم الكامن في الأجنحة وتبيِّنُ كمية الديوتيريوم المنطقةَ التي ولدت فيها الحشرة.

وفي حين أنه لطالما استُخدمت النظائر لعقود من الزمن من أجل تحديد مسارات هجرة بعض الحشرات بدقة، كما هو الحال بالنسبة للفراشة الملكية (Danaus plexippus)، لم تُحدّد بعد في المكسيك وفي بلدان أخرى أنماط ومسارات هجرة العشرات من سلالات الفراش والحشرات وغيرها من الحيوانات المهاجرة.

أنماط هجرة الفراش: الهجرة المتسلسلة، والهجرة القفزية، والهجرة العشوائية

كشفت الدراسة أنه ومن أجل البقاء على قيد الحياة خلال فترة الشتاء، رحلت أربعة من أصل سلالات الفراش الست من شمال الولايات المتحدة الأمريكية أو من جنوب كندا إلى المكسيك. وكشفت الدراسة أيضاً المزيد من المعلومات عن أسلوب هجرة سلالات الفراش.

مهاجرات لمسافات طويلة: فراشة Libytheana carinenta، وفراشة Euptoieta claudia، وفراشة Danaus gilippus، وفراشة Zerene cesonia. كلما زادت المناطق في كل خريطة قتامة، زاد وجود الفراش من تلك المناطق في المكسيك.

وخلصت الدراسة إلى أن الفراشة ذات الخطم الأمريكية (Libytheana carinenta) تسلك أطول مسار هجرة وأن أسلوب هجرتها كان "الهجرة المتسلسلة". ويعني ذلك أنه تبَيَّنَ أنّ الفراشات ذات الخطم الأمريكية التي نشأت في المناطق الشمالية من شبه القارة لا تستقر في المكسيك لقضاء فترة الشتاء إلا بعد أن تكون الفراشات التي نشأت في المناطق الجنوبية قد هاجرت فعلا وأوغلت جنوبا.

ومن ناحية أخرى، لوحظ أنّ الفراشة الملِكة (Danaus gilippus) اتبعت أسلوب "الهجرة القفزية" داخل شبه القارة. ويعني ذلك أن فرادى فراش الملكة، الذي نشأ في المناطق الجنوبية من شبه القارة، قام برحلة أقصر وأوغلت جنوبا. ومع ذلك، تبيَّنَ أنّ نظراءها المولودين في المناطق الشمالية رحلت وأوغلت جنوبا لقضاء فترة الشتاء أكثر من الفراش الذي نشأ في المناطق الجنوبية، أي أنها بعبارة أخرى أنه "يقفز كالضفادع" متجاوزاً الفراش المولود في مناطق أكثر إيغالاً في الجنوب.

وتبيّنَ أنّ سلالة ثالثة وهي فراشة وجه الكلب الجنوبية (southern dogface) (Zerene cesonia) تتبع أسلوبا "عشوائيا"، مما يعني أن فرادى الفراش يختلط بعضه مع بعض ويستقر معا طوال مسار الهجرة، بصرف النظر عن منطقة نشأته الأصلية.

تحديد أماكن نشأة الفراش من خلال أجنحتها

بهدف دراسة مسارات هجرة السلالات الست، جمع العلماء عينات من الفراش الذي هلك بسبب مرور المركبات عبر طريق واد جبلي بعينه تنتشر فيه عدة أنواع من الفراش المهاجر. وقد جمعت العينات خلال الفترة الممتدة من أيلول/سبتمبر إلى تشرين الثاني/نوفمبر 2019. وبهدف تحديد مسار الهجرة، حدد العلماء تاريخ نشأتها عبر تحليل الديوتيريوم الكامن في أجنحتها ومقارنته بالبيانات بشأن نظائر مياه الأمطار الموجودة في إحدى قواعد بيانات الوكالة.

وقال كيث هوبسون، الباحث في جامعة وسترن أونتاريو في كندا والكاتب المشارك في إعداد الدراسة "يعدّ هذا النوع من البحوث مهماً فهو يساعدنا من ناحية على فهم تطور الأنماط لدى الحيوانات ويساعدنا من ناحية أخرى ومن منظور الحفاظ على التنبؤ بالتجمعات التي تكون أكثر تأثرا بالأحداث طوال مسار الهجرة، من قبيل الأحداث المتصلة بالمناخ، وتصادم المركبات، وفقدان الموائل."

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية