You are here

تعزيز نجاح التصدير: التزام كوستاريكا بسلامة الأغذية

بقلم شينيد هارفي

وسط المناظر الطبيعية الخلابة في كوستاريكا، يربي السيد ألبرتو خوسيه سالاس خيمينيز ماشيته في مزرعته الواسعة في بلدة أوروتينا في منطقة ألوخويلا غرب العاصمة سان خوسيه. واستغلالاً للتربة البركانية الخصبة والمناخ الاستوائي في كوستاريكا، يربي السيد سالاس خيمينيز الماشية لتصديرها للأسواق الدولية.

وقد توسع نطاق المنتجات المحلية التي يجري تصديرها إلى الأسواق الأجنبية في السنوات الأخيرة، ولكن مسار انتقال هذه المنتجات من المزرعة إلى المائدة ينطوي على خضوعها لسلسلة من الإجراءات التي تضمن سلامتها. ويشمل ذلك خضوع منتجات اللحوم لاختبارات صارمة للتأكد من خلوها من الملوثات ومن ثم صلاحيتها للاستهلاك المحلي أو للتصدير الأجنبي.

ويُسمَح للمزارعين، مثل السيد سالاس خيمينيز، باستخدام اللقاحات والأدوية البيطرية لمعالجة الأمراض الحيوانية والمبيدات الحشرية لمكافحة الحشائش الضارة في الحقول التي ترعى فيها الماشية. غير أن مخلفات هذه المواد الكيميائية يمكن أن تبقى في اللحوم، ومن الممكن أن تدخل في السلسلة الغذائية البشرية. ولذا فالمراقبة الصارمة لسلامة الأغذية أمر ضروري للمحافظة على الصحة العامة.

لم يعد المنتجون مضطرين إلى إرسال عينات إلى الخارج، ليوفروا الوقت والمال على حد سواء. وقد عزز هذا التعاون القدرة التشغيلية للدائرة الوطنية، مما يضمن سلامة الأغذية للمستهلكين ويحسِّن القدرة التنافسية لمنتجينا من خلال استحداث فرص جديدة في السوق من دون تكبد تكاليف إضافية لإجراء الاختبارات اللازمة.
لويس ماتاموروس، المدير العام لدائرة الصحة الحيوانية الوطنية

وتتولى دائرة الصحة الحيوانية الوطنية في كوستاريكا، وهي دائرة تابعة لوزارة الزراعة والثروة الحيوانية، المسؤولية عن ضمان وفاء المنتجات الحيوانية بالمعايير الوطنية والدولية لحماية الصحة العامة وتيسير الوصول لأسواق التصدير. وفي السابق، كان الوفاء بالمعايير العالمية لسلامة الأغذية يقتضي من دائرة الصحة الحيوانية الوطنية إرسال عينات غذائية إلى الخارج لتخضع للاختبارات، على أن يتحمل المنتجون تكلفة ذلك. وكان ذلك يؤدي إلى زيادة النفقات وتأخير إصدار موافقات التصدير.

ومنذ عام 2014، ومن خلال برنامج التعاون التقني والمركز المشترك بين الفاو والوكالة لاستخدام التقنيات النووية في الأغذية والزراعة، قدمت الوكالة الدعم لدائرة الصحة الحيوانية الوطنية من خلال تحديث مختبرها الوطني للخدمات البيطرية بمعدات متخصصة لاختبار سلامة الأغذية باستخدام التقنيات النووية، ومن خلال توفير التدريب. ويستخدم المختبر الوطني حالياً التقنيات النظيرية لكشف وتقدير الكميات الضئيلة من الملوثات الضارة مثل مبيدات الآفات ومخلفات العقاقير البيطرية والمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة، ومن ثم ضمان صلاحية اللحوم للاستهلاك.

وعقَّب المدير العام لدائرة الصحة الحيوانية الوطنية السيد لويس ماتاموروس قائلاً: "لم يعد المنتجون مضطرين إلى إرسال عينات إلى الخارج، ليوفروا الوقت والمال على حد سواء. وقد عزز هذا التعاون القدرة التشغيلية للدائرة الوطنية، مما يضمن سلامة الأغذية للمستهلكين ويحسِّن القدرة التنافسية لمنتجينا من خلال استحداث فرص جديدة في السوق من دون تكبد تكاليف إضافية لإجراء الاختبارات اللازمة".

وقالت السيدة ياخايرا سالازار شاكون، رئيسة قسم سلامة الأغذية في المختبر الوطني للخدمات البيطرية، إن المختبر صار بإمكانه إجراء اختبارات للكشف عن 410 مركبات في عام 2024، مقارنة بما مجموعه 54 مركباً فحسب في عام 2014. وتابعت قائلة: "يتولى مختبرنا الآن إجراء ما يقرب من 98 في المائة من الاختبارات المطلوبة داخلياً، ولا يرسل غير 2 في المائة فقط إلى المختبرات الخارجية. وبما أن دائرة الصحة الحيوانية الوطنية لم تعد تفرض رسوماً على المنتجين مقابل اختبار الأغذية، فقد رُفع عن عاتق المنتجين عبء مالي كبير، مما سهل عليهم الوفاء بمتطلبات التصدير".

ومن خلال الدعم الذي قدَّمته الوكالة، يستخدم المختبر الوطني حالياً التقنيات النظيرية لكشف وتقدير الكميات الضئيلة من الملوثات الضارة مثل مبيدات الآفات ومخلفات العقاقير البيطرية والمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة، ومن ثم ضمان صلاحية اللحوم للاستهلاك.

(الصورة من: شينيد هارفي، الوكالة)

 

وأصبح المختبر الوطني للخدمات البيطرية الآن معترفاً به دولياً بوصفه مختبراً رائداً إقليمياً في مجال سلامة الأغذية وصار يوفر التدريب للمختبرات الأخرى في المنطقة. وأضافت السيدة سالازار شاكون قائلة: "إن هذا التقدم يمكِّننا من مساعدة المختبرات الإقليمية الأخرى في تحليل سلامة الأغذية، ومن ثم تعزيز معايير الجودة والسلامة على وجه العموم".

وأدى تحسين خدمات الاختبارات المختبرية الشاملة في المختبر الوطني للخدمات البيطرية إلى تعزيز حضور كوستاريكا في ميدان التصدير بصورة ملحوظة. ومن خلال جهود المختبر، ظلت الأسواق الدولية مفتوحة أمام المنتجات الحيوانية الواردة من كوستاريكا، فضلاً عن تيسير دخول تلك المنتجات إلى أسواق جديدة.

وأردف السيد ماتاموروس قائلاً: "في غضون خمس سنوات فقط، أصبحت الصين أهم سوق لصادرات المنتجات الحيوانية من كوستاريكا".

وقد مكن النمو في صادرات اللحوم المنتجين، مثل السيد سالاس خيمينيز، من الحفاظ على سبل عيشهم والتوسع فيها.

وقال السيد سالاس خيمينيز: "أنا على ثقة من أن منتجاتنا في كوستاريكا ليست صالحة للاستهلاك فحسب، بل تفي أيضاً بأعلى معايير السلامة داخل حدودنا وخارجها".

٢٠٢٤/٠٩
Vol. 65-2

للتواصل معنا

الرسالة الإخبارية