التحليل بالتنشيط النيوتروني هو أسلوب يُطبّق لتحديد العناصر نوعياً وكمياً يستند إلى قياس الإشعاع المميِّز المتأتي من النويدات المشعَّة التي تتشكّل عقب تشعيع المواد بواسطة النيوترونات.
التحليل بالتنشيط النيوتروني
تستند تقنية التنشيط النيوتروني إلى قياس اللإشعاعات المنبعثة نتيجة اضمحلال النوى المشعّة التي تتشكّل بواسطة التشعيع النيوتروني للمواد. وعادة ما يكون مفاعل بحوث هو مصدر النيوترونات الأنسب لتطبيق من هذا القبيل. وتتأتى العينات التي يمكن تحليلها بواسطة هذا الأسلوب من عدد من المجالات المختلفة، بما في ذلك الطب، والتغذية، والبيولوجيا، والكيمياء، والتحليل الجنائي، والبيئة والتعدين.
ويمكن إجراء التحليل بالتنشيط النيوتروني بطرق متعددة. ويتوقّف ذلك على العنصر ومستويات الإشعاع التي تقابله التي يتعيّن قياسها، فضلاً عن طابع ومدى التأثير المتأتي من العناصر الأخرى الموجودة في العيّنة. ومعظم الأساليب المستخدمة هي أساليب غير متلِفة تستند إلى الكشف عن أشعة غاما المنبعثة من المواد المشعَّعة قبل التشعيع أو أثنائه.
وإلى جانب التعليم والتدريب، فإن التحليل النيوتروني هو التطبيق الأوسع استخداما فيما يتعلّق بمفاعلات البحوث. فتقريباً جل المفاعلات العاملة في حدود ١٠-٣٠ كيلوواط من القوى الحرارية قادرة على توفير قدر كاف من تدفّق النيوترونات لتشعيع عينات لأغراض التطبيقات الانتقائية لهذه التقنية التحليلية.
وتكاليف إنشاء مرفق للتحليل بالتنشيط النيوتروني منخفضة نسبياً مقارنة بتكاليف المعدات الخاصة بالتشتت النيوتروني. وبما أن العديد من استخدامات تقنية تحديد العناصر النزرة (تحديد العناصر المنخفضة التركيز، على سبيل المثال تلك المستخدمة لتحليل الأغذية والمياه، وفي مجال الطب، وما إلى ذلك) يمكن ربطها مباشرة بالمنافع الاقتصادية المحتملة، يُعتبر التحليل بالتنشيط النيوتروني مكوّناً رئيسياً في معظم الخطط الاستراتيجية الخاصة بمفاعلات البحوث.