اختتم فريق من الخبراء تابع للوكالة بعثة دامت ثمانية أيام إلى النيجر لاستعراض بنيتها الأساسية من أجل برنامج للقوى النووية. وأُجري الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية بدعوة من حكومة جمهورية النيجر.
وتنظر النيجر، التي يعوق نموها الاقتصادي الافتقار إلى الإمداد الثابت من الكهرباء، في دور محتمل للقوى النووية في مزيج الطاقة لديها. وتحتل النيجر حالياً المرتبة الرابعة لأكبر منتجي خام اليورانيوم في العالم، وهي بلد يبلغ عدد سكانها نحو ٢١ مليون نسمة وتقع في غرب أفريقيا.
ولاحظ فريق الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية التزاماً قوياً من الحكومة لتطوير البنية الأساسية من أجل برنامج القوى النووية. وأنشأت الحكومة لجنة للتوجيه الاستراتيجي من أجل برنامج القوى النووية يرأسها رئيس الوزراء، ولجنة تقنية وطنية من أجل برنامج القوى النووية ترأسها رئيسة الهيئة النيجيرية العليا للطاقة الذرية. وتشكل هاتان اللجنتان الهيئة المنفذة لبرنامج الطاقة النووية. وأتمت النيجر بالفعل دراسات أو بدأت في العديد منها فيما يتعلق بتطوير البنية الأساسية النووية وأعدت تقريراً شاملاً يلخص النتائج.
وقال رئيس الفريق، السيد أنطوني ستوت من قسم إرساء البنية الأساسية النووية "أُجريت بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية في جو يسوده التعاون والانفتاح". وأضاف قائلاً "أجرينا مناقشات جيدة خلال البعثة أمدت الفريق بمزيد من المعلومات بشأن كل مسألة من مسائل البنية الأساسية البالغ عددها ١٩ مسألة التي جرى تناولها خلال البعثة."
وتألف الفريق من خبراء دوليين من إسبانيا وفرنسا والمغرب والمملكة المتحدة فضلاً عن موظفين من الوكالة. واستعرض الفريق حالة التسع عشرة مسألة المتعلقة بالبنية الأساسية لبرنامج القوى النووية باستخدام سلسلة الطاقة النووية الصادرة عن الوكالة تقييم حالة تطوير البنية الأساسية النووية الوطنية. وقبل هذه البعثة، التي دعمتها شعبة أفريقيا التابعة لإدارة التعاون التقني في الوكالة، أعدت النيجر تقرير التقييم الذاتي الذي يشمل جميع مسائل البنية الأساسية وأرسلته إلى جانب وثائق داعمة أخرى إلى الوكالة.
وأعد الفريق توصيات واقتراحات تبرز المجالات التي ستستفيد النيجر من اتخاذ مزيد من الإجراءات حيالها، منها ما يلي: وضع رؤية متكاملة بشأن التكاليف الإجمالية لمشروع محطة القوى النووية، ومواصلة تقييم ووضع الإطار القانوني والرقابي، وضمان مراعاة جميع العناصر اللازمة في السياسة والاستراتيجية الوطنية للأمان، وتعزيز إدارة الوثائق والأنشطة الجاري الاضطلاع بها من أجل وضع برنامج القوى النووية.
كما حدد الفريق الممارسات الجيدة التي من شأنها أن تفيد البلدان الأخرى التي تنظر في إدخال القوى النووية، بما في ذلك العلاقة الوطيدة بين اللجنتين اللتين تشكلان الهيئة المنفذة لبرنامج الطاقة النووية، والتعامل مع البلدان المجاورة لإطلاعها على خطط النيجر.
ورحبت الدكتورة زينابو مينداودو سولي، رئيسة الهيئة النيجيرية العليا للطاقة الذرية، بنتائج بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية. وقالت السيدة مينداودو سولي "النيجر ملتزمة بالتطوير التدريجي المتأني لبرنامجها للقوى النووية. وكانت هذه البعثة للاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية تجربة ثرية حقاً ستساعدنا على المضي قدماً." وأضافت "سيجري استعراض وتناول التوصيات والاقتراحات الواردة من البعثة بعناية من أجل تعزيز الأساس المنطقي لكي تمضي النيجر قدماً في تطوير القوى النووية."
نبذة عن بعثات الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية:
تسند بعثات الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية على نهج المعالم المرحلية البارزة الخاص بالوكالة، وما يشمله من مسائل متعلقة بالبنية الأساسية يبلغ عددها ١٩ مسألة، و٣ مراحل و٣ معالم بارزة. وتُمكِّن بعثات الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية ممثلي الدول الأعضاء في الوكالة من إجراء مناقشات متعمّقة مع خبراء دوليين حول الخبرات وأفضل الممارسات في بلدان مختلفة. ويراعي فريق بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية عند إعداده للتوصيات التعليقات التي تعبر عنها المنظمات الوطنية المعنية. ويعود تنفيذ أي من توصيات الفريق إلى تقدير الدولة العضو الطالبة للبعثة. ويُتوقع أن تساعد نتائج بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية الدولة العضو على وضع خطة عمل لسد أي ثغرات، والتي بدورها ستساعد على تطوير البنية الأساسية النووية الوطنية. وتنشر الوكالة تقرير بعثة الاستعراض المتكامل للبنية الأساسية النووية على موقعها الإلكتروني بعد مرور ٩٠ يوماً من إرساله إلى الدولة العضو، ما لم تطلب الدولة خطياً من الوكالة عدم القيام بذلك.